شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الطبع
وعن الطبع ضربت عامتنا المثل وصاغت من الحكايات المثل فقالوا: (( زيح جبل ولا تزيح طبع )) وهم يعنون بذلك أن إزاحة الجبل رغم صعوبتها فيمكن للجهد والكد أن يحطما صخوره ويفتحا النفق للمرور منه، بينما طبع الإنسان يستحيل زواله وحتى لو أحيط بكل ما يطلب فإنه ينزع إلى ما يريده هو لنفسه. أما الحكاية الأخرى فقد سمعناها من جداتنا فقد قلن لنا إنه في مملكة كذا سلطان تحبه رعيته وهو يحبها وبينما هو في عرض طريق رأى فتاة (( مزيونة )) أي جميلة في ريعان الشباب تمد يديها (( يا رب يا كريم تصدق علينا أحسن الله إليك )) ورآها السلطان وعز عليه أن تتسول مثل هذه فأرسل إحدى (( القهرمانات )) لتأتي بها إلى القصر تألفها بالإحسان فزوجها لأحد الرجال من حاشية القصر وخطر على باله بعد زمن ليس بالقصير أن يسأل عنها فمر تحت النافذة فإذا هو يسمع صوتها تتسول ونظر إلى النافذة فإذا هي قد علقت عنقوداً من العنب ورغيفاً من الخبز وفاكهة تمد يدها إلى الطاق يا رب يا كريم وتتناول العنب والفاكهة وتأكل فهي قد مثلت دور المتسولة بحكم ما طبعت عليه رغم أن ما قطفت من العنب وما إليه كان ملكها ولكن الطبع غلبها فلم تترك التسول.
والحكاية الأخرى قالت جدتي: ((السرقة طبع أكثر من حاجة))، فهناك رجل اكتمل غناه ولكنه يسرق نفسه، جاءت زوجته إلى المطبخ فوجدته يأخذ سكيناً وهو يتلصص حتى لا يراه أحد فأخفاه في جيبه وتركته زوجته ثم قالت له السكين ضاعت من سرقها فقال: ليس في البيت حرامي. الحرامي يقطعون يده لكن الآن أشتري لك سكيناً وخرج برهة ليعود بالسكين نفسها ويقول لزوجته هذه سكين جديدة احفظيها حتى لا تسرق. وضحكت الزوجة وعرف من ضحكاتها أنها عرفته أنه سارق نفسه وما أكثر من يسرق من بيته من ماله لأن قهر الطبع حمله على ذلك وقالت الجدة: ((شوف نحن بنات الناس مساكين، فقلت لها حتى المتسولة وهي غنية)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :803  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 606 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج