فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الجزء الثالث - النثر > مخلاة الكاتب كشكول القارئ > من فرغانة إلى غانة
من فرغانة إلى غانة وهذا العنوان ويليه آخر (من فرغانة إلى غانة) لم أخترع ولا أحاول السرقة له وإنما أستعيره من صاحب مقامات الحريري، يرحمه الله، فقد قرأنا هذا العنوان في واحدة من مقامات الحريري حدد أرض الإسلام في وقته حيث قال: من فرغانة إلى غانة فأقصى الأرض المسلمة من الشمال الشرقي فرغانة في التركستان يوم كان التركستان قاعدة فتح، وقاعدة علم أهدتنا أرضه إنسانه المسلم على الذروة محمد بن إسماعيل البخاري، تغمده الله برحمته، وحدد الأرض المسلمة في الجنوب الغربي بهذا البلد الأفريقي غانة تحديداً دقيقاً لا ترفضه الجغرفة، وقد يصح لنا أن نقلده في هذا التحديد بأكثر من صورة، فهكذا يمكن أن نقول (من القفقاس إلى الأوراس) من صميم الشرق إلى الذروة في الغرب أو نحدد من البنغال إلى السنغال شرقاً وغرباً أو (من كاظان إلى عُمان) من الشمال إلى الجنوب وهكذا أرض الإسلام واسعة في آسيا وأفريقيا وحتى في شرق أوروبا، ففي روسيا البيضاء إسلام ومسلمون، فكم من أسرة لدينا من كاظان يحملون لقب الكظلي وكم من أسرة تحمل لقب القرملي الجزيرة في البحر الأسود، كما في البلقان مسلمون في بلغاريا، وقد بلغت أزمة الترك هناك في هذه الأيام، وفي المجر وفنلندا مسلمون، أما يوغسلافيا فكثرة مسلمة في البوسنة والهرسك. فلدينا أسر تحمل هذا اللقب البسنوي أو البصنوي والبوشناق، أسوق هذه المقدمة لأنفي التهمة عن مجاهدي الأفغان، فليس المجاهد في الأفغان الذي يثير التركستان ولئن أثار فهو المسلم يثير المسلم غير أن ما يجري في التركستان الآن هو الذي جرى في أرمينيا وأذربيجان وهو أيضاً كالذي يجري في لتوانيا وإستونيا كما هو الذي جرى وانتصر في بولندا، فكل هذه الأقاليم من الاتحاد السوفياتي، لتوانيا وإستونيا وبولندا وحتى في الشرق الأوروبي من تحرك صامت ما أثارته الأفغان وإنما هي ثورة التغير في الاتحاد السوفياتي تزعمه جورباتشوف ولا أدري كيف يتواءم التغير مع الإغارة على الأفغان مع فرض الكبت على التركستان لكنها ازدواجية السلوك الإمبراطوري. ماذا يضر موسكو لو أصبحت بخارى صديقة بدل أن تكون مستعمرة؟ إن حتم التاريخ سيضطر الاتحاد السوفياتي مهما حاول العسف وبخطوات الانفراج لا بد من أن يكون للتركستان شأن ولغيرها كذلك فقد يضعف المسلم ولكن الإسلام لن يضعف وإنه لقوي يشتد بالحرب عليه ولكن على المسلمين في أقاليمهم أن يعينوا كل مسلم دافع عن دينه وعن أرض مسجده.
طباعة تعليق  القراءات :727  التعليقات :0
صفحة 593 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج