الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > أمنيات

أمنيات

• وأخذ يكتب تذكرة الركوب في طائرة لراكب إلى ألمانيا للعلاج.

فتناول الموسوعة القاموس المجدول بأسماء الخطوط والمدن وبالساعات وعن المواعيد.. كأن الدنيا كلها قد قرطست في قرطاس..

أسماء لها حلاوة في السمع، تسمعها فترى العيان لها، والمريح منها.

وأخذت أسمع القلم، وهو يكتب أسماء المدن التي ينزل فيها المسافر، أو يسافر منها.. فوجدتني أشتاق أن أعرفها معرفة العيان زيادة على معرفة الحرف والقرطاس والخريطة والتاريخ.

وسرقتني نفسي من نفسي في الأمنية التي دغدغت جوانحي.. ثم أيقظتني كلمة.. تفضل. تفضل.. يناولني التذكرة فصحوت على سراب الأماني، وارتواء اليقظة بكلمة.. الحمد لله. الحمد لله.

وعربدت نفسي وهي تصرخ في أعصاب الجلد الذي يحملها، أو هو الذي حملها وتحملها.

صرخت بمرارة: ما أحلى الدنيا.. كلها حياة وجمال وصلات واصلة..

إن الدنيا كلها أستطيع أن أحملها في قرطاس.. تذكرة، ويحملني إليها مركب سريع، أشاهد الناس والزرع والحضارة والجمال والجميل والزخرف والضجيج والسكون والحب والدلال.

كم هي حلاوة الدنيا، وكم هي الراحة والمسرة المبسوطة أمام الإنسان، كل شيء ميسر ومفرح، ولكن الإنسان!!

لكن الإنسان قاتل نفسه، يقبح كل شيء حسن، حقيقة كانت كلمة الملائكة.. يفسد فيها ويسفك الدماء.. الدنيا جميلة وجمالها بالإنسان، لكن الإنسان صانع القبح فيها.

وافقت لأقول:

لو سكنها غير الإنسان لكانت الأرض غابة كبرى، حياتها في موتها، تسكنها الأفاعي والغيلان والشياطين!! لكن الإنسان هو حياتها وزينتها، وإن قتل وإن شان.

أفلا يدرك الإنسان، إدراك الياباني صارف الثروة في سبيل السلام.

مسكين، أضاع السلام هذا الإنسان في أهله وبيته من ضياع السلام بين الإنسان والإنسان.

الدنيا حلوة، لكن المرارة في حلاقيم المرضى من صناع الحروب وقتلة الشعوب.

طباعة

تعليق

القراءات :602

التعليقات :0

صفحة 582 من 1092

من ألبوم الصور

المزيد >>

من أمسيات هذا الموسم

بتاريخ: 18/05/1436ھ الموافق: 03/09/2015م

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.

المزيد >>