شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أيام مبَاركات
• الحمد لله على نعمه، والشكر له سبحانه على جزيل فضله..
والنعمة والفضل، تتجسدان في هذه الكلمة.. كلمة التوحيد، وهذه السلامة بالدين الخاتم للأديان، والنبوة لمحمد سيدنا على رسل الله وعليه أفضل الصلاة والسلام بهذا النور: القرآن!!
الإسلام دين الحق، وكلمة الحق، والعمل الحق، والمصير الحق، هو فرض الله علينا كركن من أركانه صوم رمضان..
رمضان نصوم طائعين، غير أنا نجهر بالدعاء إليه جل جلاله نسأله أن يمنحنا رمضاناً ناصراً منتصراً مثل ما سبق من رمضان في تاريخ هذه الأمة.
رمضان واحد لا يمكن أن يكون لنا أو لأحد غيرنا مثله، ذلكم هو الشهر الذي نزل فيه القرآن، أول ما نزل في حراء ابتداء بالنبوة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (العلق: 1).
حتى إذا تمت نعمة الرسالة في بداية المدثر، وكملت النعمة بتمام الدين في عرفات.. نحن نسأل أن يمكن لهذه النعمة بالثبات منها علينا، والثبات منا عليها، فاللَّهم ثبتنا بالقول الثابت: رمضان الوحيد خصه الله بوحيه نزل على محمد عليه الصلاة والسلام.
لكننا نسأله أن يمنحنا رمضاناً كرمضان بدر تنتصر فيه كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة.
ورمضاناً كرمضان الفتح، يتم فيه النصر، وتكمل النعمة. ويغفر الله فيه الذنب، ويكون فيه النور العظيم.
ورمضاناً كرمضان حطين، نطهر الأرض المباركة ويفتح بعده بيت المقدس.
رمضاناً تكون الأخوة في دين الله، تبرأ الذمم، وترتاح القلوب.
فاللَّهم أسبغ علينا نعمة هداك لنكون أهلاً نستأهل نصرك.
الرحمة: الرحمة يا رب: فيا خسران من لم يرحمه الله بهداية التوفيق، وسلامة الطريق، وصدق الرفيق.
• سؤال أطرحه على الإذاعة في جدة؟
فقبل يومين كنت في مكة المكرمة، وفي بيت لا يفطر أهله إلا إذا سمعوا المدفع من الراديو!!
البيت في ((جرول)).. وجلسنا إلى المائدة.. نسمع الراديو، نؤمن ساعة بسماع القرآن تلاوة شيخنا عبد الله خياط أمد الله في عمره وزاده توفيقاً وقبولاً.
وامتد الزمان.. وطال الانتظار، فالساعة بلغت السادسة إلا ربعاً، ونكون بهذا الوقت قد أفطرنا على المدفع في جدة.. وعجبت!! إن مدفع الإفطار في جدة لا يضرب إلا عند غروب الشمس، والشمس تغرب في مكة قبل جدة بدقائق أربع أو أكثر بثوانٍ أو أقل بثوانٍ.. فلماذا تأخر إعلان الإفطار من الراديو.. فالقرآن لا نزال نسمعه.
وصبرنا حتى السادسة إلا عشر دقائق أي بعد جدة بخمس دقائق.
في الساعة السادسة إلا عشراً. سمعنا الدعاء من الشيخ محمود الصواف، أعانه الله على شأنه وأبقاه.
عجيب!! ألا يكون شريطاً مسجلاً وترك هكذا حتى ينتهي؟ فليس من المعقول ألا يضرب المدفع إلا بعد السادسة إلا عشر دقائق.
ـ قم يا خالد.. تعال انظر يا محمد.. انظر الليل أقبل من المشرق، والنهار أدبر من المغرب، أوشكت النجمة أن تطلع!
إننا مأمورون بتعجيل الإفطار وتأخير السحور.
وفرحت حينما انتهى الشريط، تلاوة ودعاء، وصوت المدفع في الساعة السادسة إلا عشر دقائق، أي بعد جدة بخمس دقائق.
وسمعنا المذيع يقول: ما يفهم منه: أن الآذان ينقل على الهواء من منائر المسجد الحرام.
هذا حصل وفي مكة.. وما زلت في شك من مر اليقين عندي.
وبالأمس الأول أحببت التأكد فرصدت الراديو أفتحه وأنا في جدة. أطابق به على الأذان والمدفع.. وضرب المدفع في جدة، وأفطرنا، وما زال الراديو يذيع القرآن نسمع الشيخ الخياط. وبعده الصواف. مضت دقائق خمس أو أكثر وقال المذيع: هنا صوت الإسلام.. الأذان ينقل من المسجد الحرام.
هذا عرض كدهلزة أبسط فيها الواقع لأبدأ السؤال:
السؤال هو: هل هذا المدفع والأذان منقولان رأساً من المسجد الحرام في التو واللحظة؟ ويترتب عليه انتظار أهل مكة أن يفطروا عليه. فلا يفطرو حتى يسمعوا مدفعه؟ ولا يكونون قد تأخروا حتى تطلع النجمة؟
أم هو شريط مسجل يذاع للتبرك ولا غير ذلك.
أعتقد أنه شريط.. لا يراقبه مذيع يصلح الحبكة الفنية بدقة التوقيت الملائم.
إذا كان ذلك كذلك فاعلموا الناس.. يا ناس.. يا ناس أفيدونا ولكم الأجر والثواب.
ـ اليوم اسمه الأربعاء، وعدده في أيام الشهر المبارك هو السابع عشر.
السابع عشر ماذا يعني؟
يعني شيئاً كبيراً في تاريخ هذا البلد.. هو في وجدان المسلم.. يوم حراء.. يوم تجلى الله.. أذن للروح الأمين أن يعلم محمداً الأمين النبوة:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق: 1 - 5).
هل هو الإنسان كل الإنسان.. علمه ما لم يعلم؟ نعم..
أم هو هذا الإنسان الكامل خصه الله بأن يعلم ما لم يعلم ليعلم كل الإنسان ما لم يعلم؟.. قرآناً عربياً غير ذي عوج.. إسلاماً دين سلام.. إيماناً يرتفع به الإنسان إلى السماء.. لا يخفض رأسه إلى الأرض.. يصبح بذلك سيد نفسه.. لا يكون عبداً لأحد لأنه هو العبد لله حطم في نفسه الصنم.. يعني حطم الخوف.. يعني أسقط الذلة.. ألغى الكهنوت.. لا يشتري الجنة بصك غفران.. وإنما يشتري الجنة حينما يستشهد في سبيل الحق الموصل إلى الجنة.. الحق كلمة التوحيد تحققت بتوحيد الكلمة.
ويصادف هذا اليوم في ذاكرة التاريخ انتصار المسلم على نفسه.. يرمي الثمرات ليتقي الجمرات من نار جهنم، ليأكل الثمرات في جنة عرضها السموات والأرض. وكان ذلك في بدر.. خرجت فئة قليلة في عزمها أن يكون لها غير ذات الشوكة! وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ.. فئة قليلة غلبت بإذن الله فئة كثيرة.. الفئة القليلة كبيرة العدة بالإيمان بالتضحية، بالاستشهاد، بالطاعة، بالصون، بحرمات الرجال أن تهان في حمأة الخيانة!
انتصروا بالأخوة.. يومها كان إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ.. لم يكونوا نزاعين إلى ظلم الجاهلين، عصبية تنصر ظالمها على مظلوم غيرها. ولم يكونوا فزاعين من مخافة البشر. وإنما كانوا التواقين إلى: لو خضت بنا البحر لخضناه معك. ولو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك وإلى: إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (المائدة: 24) بل نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.
.. في وجدان المسلم يوم حراء ليتأكد في وجدان المسلم ذلك اليوم على الصفا يوم صدع المدثر يكبر ربه وينذر قومه ويضع الوثن تحت قدميه.
في ذاكرة التاريخ المسلم هذا اليوم المنتصر في تواليه، وفي كل نائبة لأن خسر هذا اليوم بعد معارك من خسران الذين خاضوها فإنه - والعاقبة له - سينتصر في المعركة الحاسمة بالذين لم يخسروا أنفسهم!!
• ونحن في اليوم الثاني من شهر ربيع الأول، الشهر الذي ولد فيه نور الهداية، رحمة للعالمين، ذو الخلق العظيم رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.. رسول من أنفسنا، بالمؤمنين رؤوف رحيم.. جاء بشرعة هادية.. راحمة.. عادلة.. معتدلة.. كل الناس، الناس فيها سواء لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها هي لكل الناس أجمعين.. إلى يوم يبعثون.. فما من شريعة أعطت لإنسانية الإنسان قيمتها وقوامها.. لا إجحاف ولا إرجاف.. ولا ميوعة.. ولا تجميد.. إلا هذه الشريعة المحمدية ختم الله بها الرسالات، جاءت على فترة من الرسل ينطلق بها الإنسان قيد الوثن.. وإرهاق الكاهن.. وغل القساوسة وشعبذة الحاخامين.. وكذب السحارين واستعباد الطاغية.. وطغيان الفجور.. ليغرس الإيمان في النفوس.. الإيمان بالله.. ثم الإيمان بالدين ثم الإيمان بكل الفضائل.. والكفر بكل الرذائل.. هذا الإيمان إقرار بلسان وتصديق بجنان.. وعمل بأركان.. إسلام يعلن.. وإيمان يصدق وعبادات تؤدى.
كلمة التوحيد أساسه الركين بها رفعة الإنسان.. لا يخضع إلا لخالقه وحده لا شريك له.
وكلمة التوبة ترده إلى ربه غافر الذنب قابل التوبة، هي ليست إباحة لعمل الذنب وإنما إتاحة لطرد المعصية وجلب الرحمة.
التوبة خلصت الإنسان من الإغراء بالمعصية والجريمة.. انتظاراً للمخلص جعل اليهود تستمرئ الظلم.. تغرق في الجريمة.. تنشر أوكار الفسوق لا تسأل عن العذاب.. لأن العذاب.. مرفوع عنها بالمخلص.. وغيرها يستمرئ العصيان استفادة من كرسي الاعتراف.
والمجوسية وغيرها ممن ينكر البعث..لا يؤمنون بالتوبة.. وإنما يؤمنون بالانبعاث في وصول الإنسان إلى مرتبة الامتياز ((النرفانا)) كل هذا وهم.. أسقطه الإسلام بالكلمتين: كلمة التوحيد.. وكلمة التوبة.. كل ذلك جاء به محمد لينظم الإنسان في مراتب العزة.
لكن هذا الإسلام العزيز بتعاليمه كاد يصبح الغريب في وطنه تستغول عليه قوى الصليب.. وفضول الصالبين تحتل مقدساته وتنتهك حرماته.. ولن يعاد ذلك.. ولن يتردد كيد عدو إلا بجهاد أساسه الإيمان بدين هذا النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.. كان ميلاده في هذا الشهر الكريم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :995  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 565 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.