شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كل الأيام مباركة
ـ شهر شوال تضاربت عليه أحوال من العادات.. فقد كنا نتشاءم من الزواج فيه بحجة أن الزواج بين العيدين، عيد الفطر وعيد الحج، لا يكون مباركاً.. وأكثر ما كانت هذه العقدة أو هذه العادة رائجة على حد ما أعرف في المدينة المنورة. حتى إن أول زواج لي حتمه علينا أن يكون الزفاف (دخلة مخفية) في رمضان. ويعني أن ذلك تعجيل للزفاف لأنهم لا يحبون أن يكون في شوال. فبعض الأقارب للعروس وفي نطاق محدود يحضرون حفل الدخول. فقد كانوا يسمون حفلة الزفاف (الدخلة) وحين شبيت عن الطوق، فقد حملني التوق أن أعرف السبب في هذا التشاؤم. فوجدت سببين:
الأول أن ((غزوة أُحد)) كانت فيه. وما أشد قسوتها على الأنصار والمهاجرين. فأهل المدينة يبكون شهداء أحد. وما أكثر البواكي حينذاك على ((حمزة)) فأحسبهم تشاءموا من شوال لهذا السبب. والسبب الثاني العامل الاقتصادي يبدأ مجيء الحجاج من رجب، ويتكاثرون في شوال. فيشتغل أهل المسجدين في استقبال الحجاج والتعامل معهم. ينفعون وينتفعون. فيزدحم العمل وتضيق الفرصة على عمل الزفاف. فالحزن على شهداء ((أُحد)) وضع شوال في هذا الموضع والعامل الاقتصادي أضاف شهر ذي القعدة إلى ذلك الامتناع.
ولكن وقد اشتهر ذلك في عهد أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله ((عائشة بنت أبي بكر)) رضي الله عنها وعن أبيها، فاشتد نكيرها على هذا التشاؤم حتى قالت: ويح، فقد زوجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمفي شهر شوال، وليس هناك زواج أيمن من زواجي برسول الله صلى الله عليه وسلموقد أصرت السيدة عائشة على أن يتم زواج نسائه في هذا الشهر تيمناً به. وقد امتد بي ولله الحمد زمني إلى أن أرى الجفوة لهذه العقدة. فإذا أهل الحرمين كثيراً ما يتمون التزاوج والزفاف في هذا الشهر. ذهبت العقدة وتطور العامل الاقتصادي لا أنسى أن في ذلك خيراً. فالأيام كلها مباركة إلا ما قدر الله أن يكون نحساً يصب العذاب فيه على من عصاه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :767  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 486 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.