شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كأنما العين كانت أذناً
ـ وأتيت إلى من أملي عليه، أزور موضوعاً أكتبه، ولكن وجدت إنسانة، إحدى بناتنا، كان أبوها صديقاً من عهد الطفولة، إلى عهد الرجولة. فإذا هي تنزع في كل ما خطر في بالي، ليكون سلطان الكلمة منها، بها، عنها، قد مات أبوها، وكان ذا عيال، بنات وأبناء، فأشفقت أن أسمع منها حين سألتها، أن تسمعني الشكوى، وأبت السعادة التي تستسيغ الأذن نبراتها، من جرس عذب، ليست العذوبة، في نغمة الكلمة، وإنما في نعمة الحمد والشكر، لله سبحانه.
وما كادت تمضي، حتى تذكرت قوله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً (النساء: 9)..
فمن نعم الله علي، أن كانت هذه الآية، عاصمة حجزتني عن كثير، وإن لم أبلغ ما يجب علي من يحفظها، ليحفظه الله بها.
إن هذه الآية، سمعتها أول مرة، من الدكتور أحمد أمين، صاحب (ضحى الإسلام)، وفي المدينة المنورة، وفي حفل عشاء، أقامته بعثة الجامعة التي يرأسها حين حجت الجامعة، وحج الأزهر معها.
ففي حفل عشاء أقامته بعثة الجامعة، وبعثة الأزهر، لمائة وخمسة وثلاثين يتيماً، هم تلامذة دار أيتام المدينة، أخذ الدكتور أحمد أمين، يطوف على الأيتام، يمسح رؤوسهم، وعيناه تذرفان.. فما كاد ينتهي من حنانه، حتى سمعته يتلو هذه الآية.
فآية القرآن هي المؤثر الأول، ولكن الموقف من هذا الأستاذ الفاضل، ومنظر اليتامى، منحني أن أحفظها لتحفظني..
والصديق الذي ذكرتني ابنته به، هو الأستاذ عبد الحميد عنبر (يرحمه الله) فقد عرفته من شبابنا، يوم كنا شباباً، فلم أر عليه ما يعيب، أسأل لله أن يكون من الذين يستظلون بعرش الرحمن.
والبشارة وفي بعض ما يرسخها من رؤيتي، سمعت بها، كأنما العين كانت أذناً، إن عياله، قد أضفى عليهم النعمة، تغمده الله برحمته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 440 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج