شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما فرطنا في الكتاب من شيء
ـ قال الله تعالى:وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (المائدة: 14).
إنَّ هذه الآيات الكريمة تُعلِّمُنا تاريخ المسيحيين في أوروبا وغيرها، فحين نسوا ما ذكروا به على لسان عبد الله ورسوله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وما نقله الحواريون عنه، كتب الله عليهم أن يكونوا وهم أهل دين واحد أعداء ما أشد ما قتلوا أنفسهم في حروب ضارية باسم الوطنية أو باسم الإِقليمية أو القومية وحتى باسم الاختلاف على المذهب.. فالكاثوليك أعداء البروتستانت والأرثوذكس تحملوا عداوة الإِثنين، فبادلوا العداوة بالعداوة، فكأنما هذه الآيات التي غفلت عنها بإغراء الآمال التي حملتنا من أن نرجو من النصارى أن يكون بعضهم أصدقاء لنا، بحكم بعض القربى من المودة، لكن واقع التاريخ الآن قد خيب هذه الآمال، لا نلومهم إن خدعنا بهم، حتى ليجعلني سوء الظن أن ما يحتمه واقع اليقين الآن أن الحرب العامة الأولى لم تنته، فهي أم الحرب العامة الثانية وهي الجدة لكل هذه الحروب المحلية. أوليست إسرائيل بوعد بلفور أو ليس الواقع في الشرق الأوسط كله بمؤامرة العهد الخؤون ((سايكس بيكو)) وما تلى ذلك بعد، بكل عون لإسرائيل وكل تفريق للأمة العربية إلا حرباً من الحرب العامة الأولى.
فالحصيلة أن الدنيا كلها تعيش وطأة القتل والطغيان بدافع العداوة التي كتبت على النصارى يتقاتلون ويجرون العالم إلى أن يقتلوا، تلك طبيعة النصارى عرفها اليهود فاستغلوها لأنهم - أعني اليهود - هم الحرب على الإنسان كله، كانت توبتهم أن يقتلوا أنفسهم فحسنوا لأنفسهم أن يكون ترابهم أن يقتلوا الإِنسان، كل الإِنسان. فلقد مات الضمير فيهم حين اعتنقوا عقيدة المخلص - بتشديد اللام - فالجريمة مهما كبرت تصنعها يد يهودية لا يحاسب عليها اليهودي، فالمخلِّص قد حملها عنه، هذه الكذبة يصدقها اليهودي، وقد استحالت عند النصارى إلى أن يقتل ضمير النصراني بعقيدة المخلِّص على صورة أخرى، القسيس وكرسي الاعتراف وصكوك الغفران.
ولقد صدق الله سبحانه وتعالى فالكتاب (القرآن) لم يفرط في شيء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :662  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 219 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.