شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أيّها العيد (1)
أيها العيدُ كم تثيرُ شجوني
وتورّي من وجديَ المكنونِ
فلكم خلفَ ثوبكَ الفاتنِ الخـ
ـلابِ من لوعةٍ وشجو كمينِ
أيها العيدُ كم تخطيتَ قوماً
هم من البؤسِ في شقاءٍ قطينِ!
لم تزدْهم أيامك الغرُّ إلا
حسرةً في تأوهٍ وأنين!
أبصروا المترفينَ فيك وللنعـ
ـمى عليهم رواء يسر ولين
كل رَهْط يفتنُّ في المأكلِ الملـ
ـذوذِ والملبسِ الأنيقِِ الثمينِ
لا يبالي ما أنفقتْه يداهُ
في الملاهي من طارفٍ ومصونِ
وإذا ما دعاه للبر داعٍ
فهو في المكرماتِ جد ضنين
* * *
أيها العيدُ رُبَّ طفلٍ يعاني
فيك من بؤسهِ عذابَ الهونِ
هاجه ترْبُه بملبسهِ الزا
هي وكَمْ فيه للصبا من فتونِ
فَرَنَا نحوه بطرفٍ كليلٍ
ليس يقوى على احتمالِ الشجونِ
ثم ولّى والحزنُ يَفْري حشاهُ
مستغيثاً بعطفِ أمٍّ حنونِ
وجثا ضارعاً إليها يناجيـ
ـها بدمعٍ من مقلتيهِ هتونِ
ويحها ما عسى تنالُ يداها
وهي خلوُ الشمالِ صفرُ اليمينِ
كل ما تستطيعه عبراتٌ
من عيونٍ مقرّحاتِ الجفونِ
أيها الناسُ إنما العيشُ ظلٌ
زائلٌ والحياةُ كالمنجنونِ (2)
فلكم قوّضَ الزمانُ صروحاً
وصروف الزمان شتى الفنونِ
ربّ ذي نعمةٍ وجاهٍ عريضٍ
آض (3) ذا شقْوةٍ وَهّمٍ حزينِ
* * *
أيها الموسرونَ رِفقاً وعطفاً
وحناناً بالبائسِ المحزونِ
ربما باتَ جارُكم طاوياً جو
عاً وبتم تشكونَ بشمَ البطونِ
ربما ظلَّ طيلةَ العيدِ يستخـ
في من الصحبِ قابعاً كالسجينِ
يتوارى من سوءِ منظره المزْ
رِي ومن حالهِ الكريهِ المهينِ!
أي فضل للعيدِ يستأثرُ المثـ
رونَ فيه بالطالع الميمونِ!
كل دهر المثرين عيدٌ فما أغنى
ثَراهم عن عهده المضنون!
ليت شِعري متى يكون لنا عيدٌ
حقيقٌ برمزهِ المكنونِ
فيشيعُ الهناءُ في كلّ نفسٍ
ويؤاسي فؤادَ كلِّ حزينِ
قد لعمري أنى لنا أن نرى العـ
ـيد مُشاعاً وقرةً للعيونِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :530  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 112
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .