طال عهد النوى وعز التأسي |
عن بلاد غرامها ملء نفسي |
وربوع فديتها بفؤادي |
سمت فيها سوم المنى دون وكس |
ورياض كأنها من زهور |
وطيور تزف موكب عرس |
وكان الورود ثوب عروس |
عسجدي منمق بدمقس |
وتخال النخيل والشمس تكسو |
ه بلألائها، منارة قس |
وترى الظل يَسْتَسِرُّ حديثاً |
أُذِنَ الزهر بين خفت وهمس |
ثم يفشي ذاك الحديث هزار |
دأبه الشدو حين يضحي ويمسي |
وتحي الصبا الغصون فتختا |
ل اغتباطاً كمن يحي برأسي |
وإذا ما التفت نحو الروابي |
شِمت سربا من الظبا غيرَ كُنس |
سانحات حول الربى يتصيد |
ن قلوب الشباب من غير حس |
فاتكات بسهم لحظ مراس |
بجفون في كسرها النصر يرسي |
لابسات من العفاف ملاءً |
تحسر الطرف دونهن وتخسى |
* * * |
يا ربوعاً بالجزع حول قباء |
والعوالي قُريَانكنَّ بنفسي |
كم لنا فيك ذكريات غوال |
لم يشب سورهن قط بخسِ |
مع رفاق غُرٍّ سراة تساموا |
لذرى يعرب وسادة فُرس |
نتساقى من البيان رحيقاً |
أدباً تالداً وطُرفة طِرس |
وأفانين في الدعابة من لهو |
بريء إلى حلاوة جرس |
ولنا في مجالس الشاي ندوا |
ت مجون وبعض جد وهلس |
نحتسي الشاي أخضر يتحلى |
في اصفرار كأنه ذوب شمس |
جللته سحابة العنبر الزا |
كي فأمسى أمنية المتحسي |
في كؤوس تكاد تخفي صفاء |
تُطمح الشاربين فيها بلمس |
من يدي ماجد أريب نبيل |
ملء قلب الجليس بهجة أنس |
مع ندامى من كل أروع وضا |
ح المحيا يصغي له كل حس |
* * * |
في حمى طيبة المفداة جادتها |
الغوادي بكل غيث مرس |
مهبط الوحي دار أكرم |
خلق الله خير الأنام من كل جنس |
هي دار الإيمان والسادة الأنصار |
من خزرج كرام وأوس |
وإليها آوى المهاجرة الأبطا |
ل من هاشم ومن عبد شمس |
حملوا من ربوعها شعلة الدين |
فدكوا عروش روم وفرس |
هي داري ولست أسلو هواها |
ما حييت وإن أوارى برمسي |
كيف أسلو وذاك شأن بلاد |
في رباها نما وأينع غرسي |
زادها الله عزة وازدهارا |
وحماها من كل ضر وبأس |