رَعدٌ تَقصَّفَ أم زَئيرُ |
سيلٌ تعسَّفَ أم نَذيرْ |
الأرضُ منه أجفلتْ |
فكأنَّما هي تَستَديرْ |
سلبَ العقولَ رشادَها |
في لُجةِ الطَّامي الغَزيرْ |
أرأيتَ لو أنَّ الجِبا |
لَ تدفَّقتْ ومشتْ تَمورْ |
(أُحدٌ) و(رضوى) في الأما |
م ومن ورائِهِمَا (ثَبيرْ) |
فمضتْ تَدُكُّ الأبنيا |
تِ وتَهدِمُ الكُوخَ الحَقيرْ |
وتهُزُّ أركانَ القصو |
رِ وتجرفُ الجَمَّ الغفيرْ |
ما كان إلاّ ذَلِكُم |
(طُوفانَ) نوحٍ في الثُّبورْ |
ريعتْ به الشامُ الشقيـ |
ـقةُ واسْتُبيحَ به العَشيرْ |
ألوى عَليها فجأةً |
فقضى على خَلقٍ كثيرْ |
راحوا ضحيةَ بطشِهِ |
أشلاء في خَلقٍ كَثيرْ |
طفلٌ تَقاذفَ أمُّه |
وأبٌ يصيحُ ويَستجيرْ |
وكواعبٌ مثلُ الدُّمى |
يسبحن في الموجِ الضَّريرْ |
يُرسِلْن نظراتِ الوَدا |
عِ بِمَوكِبِ الموتِ الكَبيرْ |
وترى الكُهولَ بموقفٍ |
من دُونِهِ إلى المُجيرْ |
صَبروا على فَقدِ البنـ |
ـينَ وصَابروا هولَ المُغيرْ |
غَرقٌ وهَدمٌ بعضُ ذ |
لك للمروءَةِ يَستَثِيرْ |
* * * |
وبدا الصَّباحُ فما الذي |
أودى أأنتَ بِهِ خَبيرْ؟ |
أودتْ حياةٌ كُلُّها |
أملٌ يَحارَ ولا يَحيرْ |
فإذا البقيةُ حَسرةٌ |
يسطو عليها الزَّمهريرْ |
رَضِيتْ بحُكم اللَّهِ طا |
ئعةً ولاذتْ بالبصيرْ |
يا ليتَ شِعري هَل لهمْ |
فَرشٌ يُمَدُ ولا سَريرْ |
وهل المُصابُ مُؤثِّرٌ |
مُنذُ استطارَ بِهِ (الأثيرْ) |
ذهبَ التراثُ فما لَهُم |
فَرشٌ يُمَدُّ ولا سَريرْ |
لا يملكونَ سِوى الدمو |
عِ وما لهم شَروى نَقيرْ |
إلا الدعاءُ إلى الذي |
هو في السماواتِ القَديرْ |
وقَضى الأحبةُ والأعز |
ةُ والمفكرُ والسميرْ |
تلكم لعَمري نكبةٌ |
أذوي بها العودُ النَّضيرْ |
كَربٌ تَمطى ليلةً |
والعمرُ في الدنبا قَصيرْ |
أو ليسَ حقاً دينُنَا |
وكتابُنَا الهادي المُنيرْ |
أو لم تكنُ آياتُهُ |
في السِّر تمتلكُ الضَّميرْ |
هذا ونحنُ أخوةٌ |
في اللَّهِ يَجمعُنا المَصيرْ |
والمسلمونَ عَشيرةٌ |
حاشا الشحيحُ أخو اليَسيرْ |
* * * |
ليستْ هُناك مُبرَّةٌ |
كالعونِ في الحَدَثِ الخَطيرْ |
فالباقياتُ الصالحا |
تُ ذخيرةٌ يومَ النُّشورْ |
كلٌّ يجودُ بما استطا |
عَ ولو هُوَ النُّزُرُ اليسيرْ |
* * * |
إنّي لأشكرُ (دَعوةً) |
للخيرِ وجَّهَهَا الوَزيرْ |
وأرى عَلينا واجباً |
هذا التعاونُ والشُّعورْ |
ولَكَمْ لَكَمْ من قُربةٍ |
في ذخرها الكنزُ الوفيرْ |
فتطوعوا بالاكتتا |
بِ فكلُّكُم شَهمٌ غَيورْ |
وتسابقوا للمُكرَما |
تِ فما لكُمْ مِنها عَذيرْ |
قرضٌ سيُجزى ضِعفَهُ |
وبِذلِكُم جَاء البَشيرْ |