حارت بعينك دمعـة خـرساء |
مذ فارقتك العنزة الجرباء |
إني لأعجب كيف تطمـع بالغنى |
أمر به يستكشل الرفقاء |
لكن ربـك لم يشـأ لك ثروة |
من دونهم وجميعهم فقراء |
أهدى لـها جرباً فأسقط شعرها |
وزهت عليهـا بعـده الحرباء |
وتقيّحت وسـرت روائـح نتنها |
فكأنما فسدت به الأجواء |
ما زال ينحلها إلـى أن أصبحت |
تمشـي وفيهـا للكلاب رجاء |
حتى إذا مـاتت وخلّت بعدهـا |
قلباً يذوب لموتها ويساء |
عزّ المصاب بها وعـذرك واضح |
إن كان لا يحلـو لديـك عزاء |
أو أظلمت كمداً بعينيـك الدنى |
وتسـاوت الأصبـاح والأمساء |
موت لمن ترجو لـه طول البقـا |
ولمن تودّ له الفناء بقاء |
يا ليتها بقيت بقربـك حيـة |
ومضت فداهـا العنزة الشمطاء |
فلها لأجلك كل قلب مدفـن |
ولها القوافـي الشـاردات رثاء |