شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مُصابُ العُلا
[إلى روح روبرت كندي]: قالت الصحف إن إذاعة "فتح" علَّقت على مصرع روبرت كندي بقولها: إن سلـوب الاغتيال السياسي لا يقبله الضمير الإِنساني
شَهيدَ السلام عليك السلامْ
بكيتُكَ بالدمِ لا بالكلامْ
ليُذكِي شُجوني مصابُ العُلا
وتُدمي جُفوني دُموعُ الكِرامْ
طريقي ظَلامٌ ونَفْسي ظلامٌ
فهل يَطْلُعُ الفجرُ بعدَ الظلامْ؟
تنزَّهْتُ عن تُرَّهاتِ الذحولِ
فلنْ أقتفي خُطُواتِ اللئامْ
أقاتل خَصْمي علي مبدأٍ
فإن هو زالَ يزولُ الخِصامْ
وأنسى خطاياهُ في لَحْظةٍ
وأذكُرُ فيه الشريفَ الهُمامْ
سَقَطْتَ كما يتهاوَى الشهابُ
ويُخْسفُ مثلَك بَدْرُ التمامْ
أكادُ أشكُّ بعدْلِ الأنامِ
وأرْفَعُ حُزْني لباري الأنامْ
لماذا تطولُ حياةُ النسورِ
ويَقْصُرُ كالحُلْمِ عُمْرُ الحَمامْ؟
لماذا تهبُّ رياحُ السَّمومِ
فتُحيي القتادَ وتَذوي الخُزَامْ؟
لماذا نُعظِّم شأنَ الحُسامِ
ونَنْسَى الضحايا ضحايا الحُسامْ؟.
لماذا نُصفِّقُ للفاتحينَ
ونَقْضي على أصدقاءِ السلامْ؟.
لكلِّ امرئٍ قيمةً في الحياة
فلا يستوي بالنُّضار الرُّغامْ
إذا لم أَثُرْ لسقوطِ الكريمِ
فما الفَرْقُ بيني وبين الطَّغامْ
* * *
رَبيبَ العُلا يا حَبيبَ البِلادِ
تَرَحَّلْتَ قبلَ بلوغ المرامْ
شأوتَ أخاكَ سَناءً ومَجْداً
وسِرْتَ على دَرْبِه للخِتامْ
فتحتَ القلوبَ ببسمةِ طِفْلٍ
ورُضْتَ النفوس بغيرِ زِمامْ
يقولونَ لاسِمك طِيبُ الربيعِ
فقلتُ صَدَقْتُم، وفعلُ المَدَامْ
عجيبٌ لزَيْنِ الشباب الطَّموحِ.
يخرُّ صَريعاً بكفِّ غُلامْ
سألتُك لا تَقْسُوَنَّ عليه
فقد يَقْلبُ اليأسُ معنى الحَرَامْ
عَطَفْتَ على قاتليه فثارتْ
بأعماقه نَزْوةُ الانتقامْ
خُدِعْتَ بما لفَّقوا مِنْ دعاوَى
وتُغْرى العيونُ بغَيْمٍ جَهامْ
فحامَتْ عليك أفاعي الظُّنونِ
ورُحْتَ ضحيَّةَ شرِّ الأنامْ
غريمُك يا ابنَ الكرام كريمٌ
ولكنه ضاعَ وَسْطَ القَتامْ
توارَثَ مثلَكَ صِيتاً نقياً
ومَجْداً تَطاولَ فوقَ الغَمامْ
تقلَّبَ في العزّ قَبْلَ الفِطام
وظلَّ على العزّ بعدَ الفِطامْ
وكان له مَوْطِنٌ يَفْتديهِ
إذا ضيمَ ثارَ وإن جاعَ صامْ
وجاء الدَّخيلُ فهانَ الأصيلُ
وشُرِّدَ عن داره في الخِيامْ
وبادَ ذَووه بحدِّ الحُسامِ
ومَنْ عاش ماتَ بفعلِ الأُوامْ
وظلَّت تلاحقُهُ الذكرياتُ
وتأكلُ مَعْه ومَعْه تنامْ
إلى أن تفجَّر في صَدْره
جحيمٌ تأجَّجَ عاماً فعامْ
فكنتَ الفَقيدَ ولكنَّ قَلْبي
تقاسَمَ مَعْكَ دبيبَ الحِمامْ
فيا ليتَ ضَلَّ الطريقَ إليك
وَلَيْتَ القذيفةَ كانتْ سَلامْ
شهيدَ السلامِ عليكَ السلامْ
بَكَيتُكَ بالدَّمِ لا بالكلامْ
إذا لَمْ أَثُرْ لسقوطِ الكريمِ
فما الفَرْقُ بيني وبين الطَّغامْ؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج