شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ابن السبيل
بَصُرْتُ به في مَهَبِّ الرياح
تُلاحِقُه غَيْمَةٌ ماطِرهْ
على وجنتيه شُحوبُ الخريف
وفي جَفْنه دَمْعةً حائرهْ
يمدُّ إلى الناس كَفَّ السؤال
وتمنعه عِفةٌ ثائرهْ
يتيمٌ شريدٌ غَريبُ الدِّيار
تملَّكه اليأسُ في العاشرهْ
إذا همّ بالنُّطْق سَدَّتْ عليه .
مذاهبه غُصَّةٌ قاهرهْ
يغضُّ الجفونَ حياءْ.
ويمشي عياءْ
ويكرُ يافا ودارَ الطفولَهْ
فتهدرُ فيه جِراحُ البُطولَهْ
ويخنقُ في مُقْلتَيه البكاءْ
وتعصف أحقاده الثائرهْ
قرأتُ عليه السلامَ فلاحَتْ
على شفتيه بقايا ابتسامَهْ
ولكنَّها انطفأتْ فجأةً
كما احتجبَ البدرُ خَلْفَ غمَامَهْ.
رأى العطفَ في مقلتيَّ فثارتْ
بأعماقه كبرياءُ الكرامهْ
وردّ نقودي بعزةِ نَفَس
فكدتُ أعضُّ يديَّ ندامهْ
وأحسستُ أني أمام غَنِيٍّ
يتيمٌ جديرٌ بفلس الشهامهْ
وأعرَضَ غضبانَ عني.
فأدركت أني
نَكأتُ بعطفي دفينَ جراحِه
ودِسْتُ بلطفي مَهيضَ جَناحهْ
فطأطأتُ رأسي
وأسبلتُ جَفْني
وقلتُ لنفسي
اقنعي بالسلامة
وفي الليلِ عادَ خيالُ اليتيم
يوشّي منامي بشتَّى الصُوَرْ
فَطوْراً يلوح بزيِّ الملوكِ
وحيناً يلوحُ بزيِّ النَورْ
وما زال حتى استحالَ أميراً
يقودُ السرايا بساحِ الظَّفَرْ
ويهدرُ كالليثِ بين السُّيُوف
وَيَمْرُق كالسَّهْم فوقَ الخَطَرْ
ولمَّا تلاشى لهيبُ القِتَال
ثَنَى مَهْره واختفى في القَمَرْ
وأيقظني مِنْ رُقادي.
صَهيلُ جوادِ
فقمتُ أَجُوبُ زوايا البَلَدْ
وأُرِسلُ طرفي وراء الجَلَدْ
وأجري مع الريح في كل وادِ
فلم ألق لابن السبيلِ أثَرْ
1950
 
طباعة

تعليق

 القراءات :484  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج