الشعر من كل اللذائذ أعذب |
والحرف إن يصفو فنعم المشربُ |
كل الموائد يسترم جديدها |
وتشيخ من فعل الزمان وتذهب |
أما المعاني فهي نهر من سنا |
تفنى الدهور ولا تراها تنضب |
أسرجت من شعري لبابك مركباً |
متمنياً ألا يقصر مركب |
يا حارثي وما ذكرتك مادحاً |
بل منصفاً والحر لا يتعصب |
يا حارثي وليس لي من مطمع |
لكنني من كل شهم معجب |
يا حارثي وفي زماني من غدا |
للذات عبداً في هواها يدأب |
جانبت صف كثيرهم وترفعت |
بك في المعالي همة لا تغلب |
غنى بواديك الحمام مردداً |
سحر البيان معينه لا ينضب |
فالشعر يأتي حين تطلب طيعاً |
روض المعاني في خيالك معشب |
والنقد أنت زرعت في روضاته |
عذب الغراس فطاب منها المشرب |
وتحيتي لمكرِّم شاد البنا |
روض الثقافة في حماه مخصب |
أعطى البلابل منبراً فترنمت |
وأضاء في جو الثقافة كوكب |
ومكرِّمٍ أعطى البيان حياته |
فاختار من أزهاره ما يرغب |