أيّ نور وأيّ نور شهدنا |
يوم أبدت لنا القباب قباء |
فرّ منها دمعي وفرّ اصطباري |
فدموعي سيل وصبري جفاء |
فترى الركب طائرين من الشّوق |
إلى طيبة لهم ضوضاء |
فكان الزوّار ما مسَّت البأساء |
منهم حلقا ولا الضرّاء |
كلّ نفس منها ابتهال وسؤال |
ودعاء ورغبة وابتغاء |
وبكاء يغريه بالعين مدّ |
ونجيب يحثّه استعلاء |
فحططنا الرّحال حيث يحطّ |
الوزر عنّا وترفع الحوجاء |
وقرأنا السلام أكرم خلق الله |
حيث يسمع الإقراء |
وذهلنا عند اللّقاء وكم أذهل |
صبًّا من الحبيب لقاء |
ليته خصّني برؤية وجه |
زال عن كلّ من رآه الشقاء |
ستر الحسن منه بالحسن فاعجب |
لجمال له الجمال وقاء |
فهو كالزّهر من سجف الأكمام |
والعود شقّ عنه اللّحاء |
سيّد ضحكه التبسّم والمشي |
الهوينا ونومه الإغفاء |
ما سوى خلقه النسيم ولا غير |
محيّاه الروضة الغنّاء |
رحمة كلّه وحزم وعزم |
ووقار وعصمة وحياء |
وسع العالمين علمًا وحلمًا |
فهو بحر لم تعيه الأعباء |