شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الناحية العلمية
انتهينا في بحثنا السالف عن مكة العلمية في العهد العباسي الأول إلى أن مجالس العلم في مكة انتهت إلى جمهور من الفقهاء أشهرهم الأوزاعي وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والفضل بن العباس وقلنا إن سفيان بن عيينة كان من أبرزهم أخذ عنه الشافعي كما أخذ عنه ابن حنبل ومحمد بن إسحق.
وفي هذا العهد برز مسلم بن خالد الزنجي وغيره من الأعلام وكان الإمام مالك بن أنس في المدينة قد لمع نجمه فشرع طلاب المعرفة في مكة يتصلون به ويروون عنه حتى تتلمذ له الشافعي (1) وبذلك ظلت حلقات العلم في مكة تغص بطلاب العلم من تلاميذ الجيل الذي أسْلفنا يضاف إليهم أصحاب مالك وأصحاب الشافعي ثم أصحاب ابن حنبل ولمع بينهم أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي أول مؤلف في تاريخ مكة وأخبارها ثم ما لبث أن توزع أعلام مكة في الأمصار فضعف النشاط العلمي فما وافى القرن الرابع الهجري حتى كانت علامات الضعف قد زادت وضوحاً في البلاد.
وكان العالم الإسلامي قد زخر في هذا العهد باختلافاته الدينية فاشتدت دعوة الخوارج وشاعت أقوال المعتزلة والمرجئة وذاعت مذاهب الشيعة على اختلاف أنواعها وكثر الجدل والنقاش في أمهات المدن بين هذه الفرق ومناوئيها إلاّ الحجاز فقد ظل بعيداً عن هذه الخلافات لا يميل أهله لغير أصحاب السنة إذا استثنينا بعض حركات فردية لم تترك طابعها في المجموع. أما المذهب الشيعي فقد وجد على خلاف غيره من المذاهب من يناصره في مكة والمدينة وبعض مدن الحجاز في أوقات مختلفة من شيعة العلويين وأنصارهم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :333  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 258
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.