شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من الذاكرة:
محمد سعيد خوجه (1)
بقلم: عبد الله حبابي
ونحن نسعى في دروب (حي المسفلة) لا نَمْلِكْ من الأمر إلاّ الاسترسال في الرغبة بطرق باب من أبواب كبار أدبائنا، دار شيخ ارتبط اسمه بكتاب أضحى مرجعاً وصفحة من تراثنا الأدبي، إنه كتاب (وحي الصحراء) الذي حوى صفحة من الأدب العصري في الحجاز في وقت كان أدبنا يصارع ويحارب من أجل الصعود في خضم تألّق الأدب العربي في مختلف الدول العربية وبالذات في مصر ولبنان وسوريا، وكذلك في ديار المهجر، وكان هذا الكتاب عملاً رائداً في استعراض نماذج من أدب تلك الحقبة نثراً وشعراً وفكراً إلى جانب ترجمة لسير من حواهم الكتاب من أدباء.
كان هذا الكتاب الذي احتُفي به حين صدوره من عمل الرائديْن الأستاذ (محمد سعيد عبد المقصود خوجه) والأستاذ (عبد الله عمر بلخير). وسيقتصر الحديث هنا عن الأول باعتباره ابناً من أبناء حي المسفلة، أما عزيزنا الآخر فإننا سنؤجل الحديث عنه إلى حين نحط على (حي الشبيكة). وقد أصدر الناشر الأستاذ (عبد المقصود خوجه) ابن الرائد محمد سعيد كتابين عن الأستاذ بلخير أحدهما بقلم الأستاذ (محمود رداوي) والآخر (عبد الله بلخير يتذكر) إعداد الأستاذ (خالد محمد باطرفي) مع دراسة للأستاذ الرداوي.
لقد كتب مقدمة كتاب (وحي الصحراء) أحد عمالقة الفكر والأدب والسياسة في مصر آنذاك (الدكتور محمد حسين هيكل) حيث قال: (لعلّ أثر البيئة الطبيعية أكثر وضوحاً في شعر أدباء الحجاز منه في نثرهم فأكثر النثر مرماه الإصلاح الاجتماعي، وقلما يتصل الإصلاح بالبيئة إلاّ إذا أُريد الالتجاء إلى التحليل ومعرفة آثار هذه البيئة في نفسية الشعب وترتيب الإصلاح على ما يتصل بهذه النفسية).
ويُواصل الدكتور هيكل نظرته بأن النهضة الأدبية لدينا تُبشر (بأن النَّبع الذي غاض ماؤه عاد إلى فيضه..).
إن سيرة الأستاذ (محمد سعيد خوجه) تُشبه في تموُّج حركتها سيرة الكثير من الروّاد، فقد كانت حلقات التدريس بالمسجد الحرام ومدارس الفلاح أو الصولتية مناهل هامة وأساسية في تكوين أفكارهم وثقافتهم، هذا بالإضافة إلى تلقي بعضهم دورات في تحسين الخط وإجادة الحساب لدى الخطاط المشهور إبراهيم حلواني في باب الزيادة، وكانت أدواته لبلوغ ذلك المحابر والأقلام البوص، وكان من حسن حظي أو خجلي أن درست على يديه من ضمن من درسوا.
كان التمهيد الذي كتبه الأستاذ محمد سعيد في كتاب (وحي الصحراء) تحت عنوان الأدب الحجازي والتاريخ عبارة عن بحث شامل ومركّز لذلك منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحاضر، ورغم غياب أسماء بعض أدبائنا فقد جاءت النماذج الشعرية والنثرية والفكرية عميقة في طرحها، رصينة في تأثيرها، جميلة في بنيانها وهيكلتها، نستشعر منها مرحلة تحول وتطور في نهجنا الثقافي..
وقد ضم الكتاب قصيدة من عيون الشعر الجميل للشيخ رائد الروّاد (محمد سرور الصبان) عنوانها (يا ليل) وقد شدا الأستاذ (محمد عبد الوهاب) بها همساً عذباً ومناجاة دافئة في تسجيل خاص لم يعرف بعد طريقه إلى نور الساحة الفنية والإنسانية، ومطلع القصيدة:
يا ليل صمتك راحة
للموجعين أسى وكَرْبا
ومن أبياتها الجميلة العذبة:
يا ليل ما للبدر يمـ
رح في السما شرقاً وغربا
يبدو فيضحك ساخراً
منَّا وطَوْراً قد تخَبَّا
يَعْلُو على متنِ السحا
ب يسوقها سربا فسربا
أَتراهُ يعبث كالوليـ
ـد فليس يخشى بعد عتبا
ومنها:
يا ليل فاروِ محدثاً أخبارنا غِباً فغبا
فلنا بذلك حاجة
إن تقضها فرجت كربا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :356  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج