شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إذا عقك الأدنى
ـ قال لي: أعرف عنك أنك إذا ما خلوت مع نفسك واختلي بك ما تأتي به ظروف تكربك أو مفرحات تطربك، أخذت تنشد شعراً تتعزى به، تطرد كل السلبيات في نفسك، أو تهتز تعلن ما أطغت.. فما شأنك اليوم مع بعض ما تنشد به من الشعر؟.. قلت: حفظنا أن كبيراً عظيماً كثيراً ما كان ينشد هذين البيتين:
إذا عقك الأدنى الذي أنت حزبه
فواعجباً إن سالمتك الأباعد
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
فعظم المسؤولية التي يحملها قد أعطاها من عقله أن يحلي بصبر الكبرياء وكبرياء الصبر.. وقد يحلو له إذا ما اهتزت أردافه أن يخاطب الإِخوان والأعوان والبنين بهذين البيتين أيضاً:
البيت لا يبتنى إلا على عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
ودعني أنصرف إلى نفسي لأنشد قول ابن زيدون أحمد:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما أبتلت جوانحنا
شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
ثم أنطلق من هذين البيتين إلى بيت أحمد شوقي:
أحرام على بلابله الدو
ح حلال للطير من كل جنس
وأعود إلى نفسي مرة أخرى لأنشد قول ابن زيدون:
ما على دهري بأس
يجرح الدهر ويأسو
والمحاذير سهام
والمقادير قياس
ربما أشرف بالمرء
على الآمال يأس
تلك كانت سلوتي الإِعراب عن المرارة بالحلاوة، وأرفض أن أجتر الحلاوة مرة ولكن جاءت المرارة في هذه الحلاوة في قول الشاعر:
جزى بنوه أبا الغلان عن كبر
وحسن فعل كما يجزى سنمار
فأعاد صاحبي يقول: حين يمرضك الكرب تعزف لي نغمات الطرب، وحينما تطرب لا أجدك إلا إنسان نفسك.. قلت: هو هكذا ْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (القصص: 76).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :667  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 462 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.