تبدأ الأشياء في حسباننا أصغر مما نتصور |
ثم تمتد وتكبر |
تبدأ الأشياء في حياتنا أصغر مما نتصور |
ثم تمتد وتكبر |
فإذا عيناك في الدنيا اتجاهات شمالي وجنوبي |
وإذا اللحظة فيما بيننا عمر من الأزمان يطوينا |
ولا ندري بأنَّا نتغير |
تبدأ الأشياء منك، ثم ترتد إليك |
وأنا بين البدايات التي تُصبح من بعدُ ارتدادات أرانا |
قد تجاوزنا حديث القيد والقضبان والقهر |
وأحزان المدينة |
واخترقنا الحاجز الماثل ما بين ارتعاش الظل |
والنفس الحزينة |
فإذا نحن صغيران كبيران بحجم الكون نجتاز على الشوك |
ونعبر. |
ألِأني حين أحببتك أحببت جناحين يطيران |
فلا تكسر ريح أن تقاوم |
لا ولا عاصفة مسكونة بالرعد يوماً أن تُصادم |
لا ولا قضبان هذا العالم المملوء جوراً وقتامة |
أن تُزاحم |
ألأني حين أحببتك واجهت جحيمي وتنفست نسيمي |
مُسْلماً عُمري إلى ريح الصبا وشميم من عرار وخُزامَى |
فيك عاينت سمائي ونجومي فتعرَّى كل ما في الأرض |
من قُبح كريه ودمامة |
باحثاً عن جلوة الحُسن الذي يقطُر من ذوبي ابتسامة |
وعن الدفء الذي يكسو محيّاك وسامة |
عندما ينْهَلُّ هذا الموكب الأسْنى فأنشق حجازاً وتهامة |
برزخي أنت وفي دربك من عمري علامة |
كيف ألقاك هروباً وانهزاماً |
وأنا الضارب في الأرض بهذا الحب أقوى |
وبهذا الفيض أبقى |
سارياً في عبَق الطين دماً صاعداً في العد الجو غمامة |
ذائباً في النيل شطَّاهُ امتداداتي نداءاتي موجات سجينات |
ورُوحي في قيود الأسر تحليقٌ مُدمَّى وارتطامه |
داخلي ذر من الصحراء ممزوج بطمى النيل مَقْذوف بهذا الكون |
أجتاز على كره زحامه |
وليكن، ما الذي يبقى من العمر إذا ما كان هذا |
العمر سجنا |
والمدى المسدود جُبنا، والربيع الطلق حُزناً |
وليكن، ما الذي نصنع بالحب إذا كان اغتيالاً للخلايا |
وانطفاء للذي يلمع في عين الصبايا |
وانغماساً في سراديب الحكايا |
دون أن يرتج فينا كل بركان الحنايا |
فنرى الميلاد في قلب المنايا |
والمَدَى المنسوج من عزف الشظايا |
والغد الطالع من عُرس النهار |
ساطعاً سيان، أو منكسراً فوق المرايا |
ما الذي يجعل صحراء إذا امتدت حوالينا بساتين فرح |
ما الذي يجعل هذا الأفق العاريَ ركباً من حكايا |
ومُويْجات نغم.. وعناقيد تِلال نسجت بُرد التجلي |
واستكنت في الحنايا |
أمْطرت في حَبة العين مواعيد انعطاف |
ما الذي يُطلق في وجهي أعاصير الطريق |
عاصفاً مشتعلاً بالصبوات يتخطى كل ذرات الرمال الهوج |
مدفوعاً إلى عينين غاصت فيهما ومضة حب وانخطاف |
تعبت أسئلتي فلتتوقف.. إنني أعرف ما بعد لماذا |
ولهذا كلما امتدت ذراعاي وأوشكت تناءيت |
تناءى الحُلم وازداد الغدُ المأمول بُعداً |
آه لو تدرين آه |
إن كيمياء الشرايين تَزيد القلب جهداً |
أمطري يا غيمتي ناراً وشهداً |
إن لي في مُقبل التاريخ وعداً |
إن لي في فحمة النيران وقداً |
وأنا المشدود كالأوتار كالإعصار كالتيار شدّاً |
ولقد قاربت جَدَّاً |
إني قاربت جَدَّاً |
أشكركم. |