شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حوار مع وزارة الإعلام
وحين أدير حواراً مع وزارة الإِعلام فإني واحد من رعاياها. أو من أهلها.. فما زلت مجنداً لا أرفض لها طلباً ولا أتزيد عليها إن لم تجدني أهلاً لهذا الطلب.. فوزارة الإِعلام رافد ثقافي لها تأثير في التوعية ولها قيمة في التوجيه. ولن تحرم نفسها من أن تكون محافظة على القيم، فعلى قدر الجهد وباقتحام المعوقات انتصبت قامة الإعلام حين استغنت فأغنت.
من هنا أدير حواراً معها كالتالي:
أولاً: لا بد أنها معي في أن تكون لهجة المذيع في الإذاعة أو التلفاز منضبطة لا تسير إلا على لهجتنا نحن العربيين السعوديين. فلا يتظرف مذيع أن ينطق اسم عربي غرب السويس بلهجة ذلك العربي، أو لا يذيع اسماً عربياً بلهجة ما هم شرق السويس.
حين تتوحد اللهجة تشرق على ألسنة المذيعين والمتلفزين.
ثانياً: حرصت على ألا أنطق كلمة ((تلفزيون)) أو ((تلفجيون)) فقد عرب إخواننا المغاربة هذه الكلمة حين اشتقوا من الجامد. فالاشتقاق من الجامد تعاملت به اللغة الفصحى التي ورثناها، فقد اشتقوا ((ذهب)) و((فضض)) و((حجر)) و((جصص)) و((خشب)) ((يقولون)) ((سيف مذهب)) و((خنجر مفضض)) و((جدار مجصص)).
فالمغاربة اشتقوها كذا، عربوا التلفزيون هكذا.. ((تلفاز)) ويمكن أن نقول كما تعودت.. تلفز يتلفز تلفزة ومتلفز ومتلفز.. فاللغة العربية تتسع بالاشتقاق، والعامة اشتقت.. تلفن وتكس وكسد قبل أن تقرر ذلك المجامع.
ثالثاً: إن إذاعة لندن أو إذاعت الفرنجة الأخرى إذا ما أخبرت عن زلزال قالت: وقع زلزال في كينيا، أو ضرب روسيا الوسطى زلزال، ولم يقولوا ((هزة)).. واسمع إذاعتنا وتلفازنا يترك كلمة الزلزال القرآنية الفصيحة إلى كلمة ((هزة)) مع أن الهزة ليست نقمة، فالهزة إنماء والزلزال إفناء.
فالقرآن الكريم علمنا أن الأرض تهتز وتربوا لتثبت.. ((اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج)).. فلماذا نرضي التعبير؟ فضرب كلمة قاسية.. وإذا جاءت بعدها ((هزة)) ارتخت الكلمة.. وليس ذلك من البيان.. فالبيان والفصاحة والاتباع تلزمنا أن نقول زلزالاً، كما هو التعبير القرآني إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (الزلزلة: 1).
رابعاً: والمذيع الأخ ماجد الشبل مذيع ناجح.. أطرب حين أسمعه ينشد الشعر، ولكني لا أريده أن يخفف الكاف بلهجة العامة. فكلمة ((بنك)) أصبحت عريقة في العروبة، وقد امتدت عراقتها بالتعريب ورسخت بالحرفين الذلقين من حروف الشفة. فر من لب ((فالباء والنون جذبتا كلمة)) بنك إلى سهولة العربية. ثم إن ((بنك)) وإن كانت أعجمية فالقاعدة أنها ساكنة الوسط فلا تمنع من الصرف. أعني تنون بالرفع والنصب والخفض هذا واجب المجند لوزارة الإِعلام يعتنق الصدق للصداقة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :619  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 411 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج