شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
توضيح لرأي
ـ واستقرأت السؤال الذي طرحه الصديق عبد الله إبراهيم رجب، فإذا به يحملني على أن أوضح الرأي الذي أعتنقه عن موضوع ((ضرورة تدريس الصهيونية لطلابنا من الجنسين وأن تعتبر مادة أساسية في المناهج التعليمية))، تلك الدعوة التي نصح بها الأستاذ محمد محمود حافظ في جريدة ((الندوة)) بتاريخ 12 صفر 1403. وقد نشر الأستاذ رجب مقالة أيضاً بجريدة ((الندوة)) بتاريخ 15 صفر 1403هـ.
إن هذه الدعوة لا ينبغي أن تكون درساً لطالب لأنه يفقد الحصانة، بل إن التأكيد على زيفها وعلى بغضائها واحترافها التدمير هو المطلوب لأن الصهيونية اسم جديد لليهودية سلكوا بها أيديولوجية جمعت بين التلمود والبروتوكولات وما ورثوه إبان الأسر الفارسي فما انحرف اليهود إلا بعد هذا الأسر. فأبناء السبي كما فطن لذلك أمير المؤمنين في الحديث سيدي سفيان بن عيينه. فقد قال إن الذي خرب التوراة واليهودية هم أبناء السبي الفارسي. هي اليهودية في كل ما تريد. فقد أراد اليهود أن يستكثروا من المؤيدين لهم كأنهم الحبل من الناس. فاليهود القلة من البشر شكلوا من الصهيونية كثرة من البشر. وقد قلنا من قبل إن كل يهودي صهيوني وليس كل صهيوني يهودي العقيدة والجنس، وإنما هو قد تهوّد فكرياً وأيديولوجياً.
أنكر أن تدرس الصهيونية للطالب في المدرسة أو حتى في الجامعة، ولا أتنكر لمثقف قد تحصن بإيمانه وعروبته والثورة لأرضه ضد غاصبها أن يقرأ ما كتب عن الصهيونية. فليست الدعوة هذه يحف بها الباطل كلياً وإنما الباطل أن تكون درساً لطالب، هذا ما لم تفعله أي جامعة إسلامية أو عربية. ومن ناحية أخرى فإن تدريس هذه الأيديولوجية بقصد الحرب ضدها وفهمها كباطل ينبغي أن نرفضه بالحق الذي نعتنقه فإنه قد يمر بعض من تدرس له إلى اعتناقه أفكاراً منها كأنما نريد أن نزرع الصهيونية في أفئدة وعقول أبنائنا وأذكر ويشهد بذلك صاحب الفضيلة والمعالي الشيخ حسن بن عبد الله بن حسن آل الشيخ وزير التعليم العالي الآن أيام كان وزيراً للمعارف. فقد سمح للأستاذ الرئيس معروف الدواليبي أن يلقي محاضرة في جدة عن الشيوعية، وكان الأستاذ عبد الله القصبي وكاتب هذه الأسطر هما اللذان علقا على هذه المحاضرة. وكان تعليقي نوعاً من التجمل والمجاملة للأستاذ الرئيس. وخرجت أذهب إلى الشيخ حسن وزير المعارف - آنذاك - أقول له:
ـ أرجو ألا يتكرر الحديث عن الشيوعية. فإن بعض من يسمع محاضرة عنها قد يقتنع ولو بفكرة واحدة من الأفكار التي عرضها المحاضر منكراً لها بينما بعض السامعين قد لا يتنكر لبعض ما سمع.
ـ وبعد أيام سمعت خطاباً لجمال عبد الناصر يرحمه الله أيام كانت الخصومة بيننا وبينه حادة يقول ما معناه:
ـ إن السعودية، يعني المملكة العربية السعودية. تبذل جهداً كَبيراً في محاربة الشيوعية فليستمروا في ذلك، فإنهم بصورة أو بأخرى يرسخون فكرها ونوازعها في كثير من السعوديين.
كما أني قلت من قبل: من السهل اعتناق الإيجابيات ومن الصعب رفضها، اقتناعاً أو حياء أو خوفاً. كما أنه من السهل وليس من الصعب اعتناق بعض السلبيات عن قناعة أو معاندة أو تطرف أو حتى التظرف. فكثير من الذين تلقى عليهم السلبيات أو يقرأونها يتعرضون لخطر الاعتناق أو بفعل الكراهية لأي إيجابي ضد هذه السلبيات تطرفاً أو تظرفاً كبعض الفساق يتباهون بما يفسقون.
أنا لا أنكر حسن النية في الأستاذ محمد محمود حافظ وإنما أنكر أشد النكران هذه الدعوة فإنها خطيرة، ولا أعرف الفائدة من هذه الدعوة بينما لدينا القرآن وقد بيّن لنا هؤلاء المغضوب عليهم الضالين أعداء الإِسلام أولهم اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا. فإذا أردنا أن يفهم أبناؤنا من هم اليهود فليقرأوا القرآن، ولا حاجة لدراسة الزيف والباطل. والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :805  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 409 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .