شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حوار مع قارئ
ـ وجاءني من أملي عليه، ولم أكن قد أعددت نفسي للإِملاء كأني لم أزور موضوعاً أكتبه، فإذا به قد أحس بما أنا فيه فأخذ يثيرني بالحوار. فالحوار مدرستي التي أتعلم منها، أمتع نفسي بما أستجيد. وإني أكثر إمتاعاً لها بكاتب يتعقبني إن مادحاً.. شكرته، وإن مازحاً استملحته، وإن كان شاتماً حمدته. وإن كان في المنزلة بين المنزلتين وجدتني أحتفي به، كأنما هو حين كتب أجرى حواراً يستثيرني به لأكتب.
واستقرأت صاحبي ما كتبه الابن الصديق صداقة القارىء للكاتب والكاتب للقارىء واسمه فايز إبراهيم أبو لبن، من جنتي المفضلة ((الطائف)) أعني جنة الدنيا، تعقبني في مقاله المنشور بعدد ((عكاظ)) رقم (6125) وتاريخ 23/5/1403هـ. وأحسبه تجاوز فهم ما أردت يتيح لنفسه فرصة أن يكتب ليتخذني صديقاً له يثير به الحنين إلى ذكرى اللقب الذي يحمله ((أبو لبن)) فعندنا في المدينة المنورة هذا اللقب حمله رجل كبير كان شيخ الفرانة يتمتع بمنزلة محترمة. كان من طبقتنا، أعني الطبقة الاجتماعية لا طبقة السن.
ذلك حنين إلى القديم أثبت به أنه - وأعني هذا اللقب - يسير في اتجاه المقال الذي كتبت فجيلنا نحن القدامى - كما ذكرت - يتعلق بالقديم تراثاً وميراثاً، فأطرب للأغاني القديمة من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ومن إليهما. أما الجديد منهما حين نيفت على الستين فلا أجدني طرباً كطربي بالقديم. لقد اتهمني أني من أنصار التجديد، نعم.. لا أحاربه، بل أتمنى أن يكون ذلك عمل العقل. أما العاطفة فما زالت مع القديم.
سامحه الله، فكيف أتنكر لابن كثير والمسعودي والطبري وأنا المغرم بالجامعات الأربع جامعتي المسجدين المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عايه و سلم ، والجامعتين في المربدين.. مربد البصرة ومربد الكوفة، حتى إن تسمية المربد قد أخذت من اسم المكان الذي أسس فيه مسجد رسول الله صلى الله عايه و سلم ، فقد كان مربداً، تعميقاً للصلة.. صلة العطاء والأخذ.
فحنيني للقديم جعلني أقول إن هذه الجامعات الأربع قد بصمت بطبعها كل جامعة بعد.. قلت هذا من قبل، فما من جامعة في دنيا الإِسلام إلا وطابع المسجدين وطابع المربدين هو صاحب التأثير فيها كلها.. ولعلّك - أيها الفايز - كنت صغير السن فلم تقرأ لي بعد تعليقي على كلمة المستعرب الفرنسي ((جاك بيرك)) فقد ألقى علينا محاضرة يوم كنت الحفي به حين أهديته ((صحيح الآثار)) تأليف محمد بن بليهيد يرحمه الله.. فقد قال إن الذين لا ماضي لهم لا حاضر لهم ولن يكون لهم مستقبل..
لقد جردتني من الماضي وأنا به حفي وشقي، شقوتي في أني لا أجد الكثيرين يحتفلون به، كأنما حاضرهم جيب يمتلىء وقلب فارغ، إن القلوب لا يملؤها إلا الاحتفال بماضيها لتسعى لبناء حاضرها، ولتسعد بمستقبلها.
أما المحدثون الآن فهم على الطريق، شعراء وناثرون، فينبغي أن نستجيد ما أجادوا وأن تكون أنت ناقوس نقد تبصرهم بما لم يكن جيداً منهم.. لقد أصبحت صديقي حين جعلتني ((تكأة)) تصل بها إلى غرض.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :637  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 404 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج