شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بين ((حانا)) و ((دانا))
ـ هناك مثل يقول بين حانا ودانا ضاعت الحانة ولقد كثرت الدانات والحانات كأنما الإِنسان يستجلب الكرب من كثرة الولوغ في الطرب ويستجلب الطرب لعلّه يستريح من الكرب.
ولقد بلغت من الكبر عتياً.. فابتعدت عن الحانا ولم أقترب من الدانا.. حانتي ودانتي أن أجتر الذكريات، كأني تلك ((الناب)) أعجزتها الشيخوخة فأبت إلا أن تبرك في عطنها.. فالعطن وطن ((الناب)) حنينها إليه وأنينها من البعد عنه.. فحانتها الحنين ودانتها الأنين.. وهذه الناب التي هي أنا كثر رغاؤها حتى سئمها ((الحوار)) أعني ابن الناقة وحتى الذلول التياه تبتعد عن الناب.. تخاف أن تكون هي بعد.. وهكذا أصبحت بين قارئين.. شاب كأنه الحوار وآخر كأنه البعير الذلول وأخرى كأنها الناقة الذلول، فاخترت لنفسي أن لا أترك العطن، فالتخلي عن العطن معناه الخروج عن الوطن.
ولكن..
إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً
فما حيلة المضطر إلا ركوبها
إن الجريدة هي عطن ووطني.. أتعطن بضعة أيام أغيب عنها.. أستجم، أستريح من قارئ يرزأك بأنه لا يعجبه شيء منك ومن قارىء آخر يرزقك الحب.. يريدك أن تكتب وتكتب.. فالقارئ يجفوك مرغماً كأنه يعطيك انتصارك عليه، والقارىء يرضيك كأنما يعطيك انتصارك به.. كلاهما غير مكرب ولكن ((الناب)) تريد أن تستريح أياماً من الكتابة هذا السماح يمنحني الراحة بعض الوقت فإن استجابوا ما خابوا وإن خيبوا كان ذلك يثبت تعلقهم بالكاتب الذي ما كتب إلا ليعيش بين الناس وليحيا في نفوس الناس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :748  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 402 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.