شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((مكيال من البراغيث))
ـ من إذاعة صوت العرب وبطريق المصادفة سمعت هذه الحكاية تنسب إلى شخص اسمه أبي الفرج.. ولعلّها مأخوذة من تراثنا، ولم أكن قد قرأتها من قبل أو سمعتها.. والذي أثار في أن أعلق عليها الحيلة التي كانت أشبه ما تكون بتصرف المحامي في قصة ((تاجر البندقية)) أو اليهودي شيلوخ ((لأحد المفاخر في الأدب الإنجليزي)) شكسبير فالحكاية تقول إن رجلاً في قرية قد هبط إلى المدينة يحمل كميات من خشب الصندل اكتروها فجعلوها على جمال كثر.. فحين أناخ الجمالة الصفر عليها الخشب الأصفر ذي الرائحة العطرية فخشي العطارون من هبوط الأسعار.. إنها كميات كثيرة.. فصرخوا فإذا أحدهم يتولى أمر هذا الجالب للصندل قال دعوه لي فأخذ من تعهد للعطارين كمية خشب الصندل وأشعل فيها النار يستدفىء بها.. يدجل على تاجر الصندل أن لديهم الكثير حتى إنهم يصطلون به، فأخذ الخوف من هذا الجلاب ما دام أنه في بلد لا قيمة للصنادل فيها، فهو حطب، فساومه عطار المدينة حين أرعبه فاتفق معه على أن يشتري كل ما جلب والثمن مكيال يملأه بأي شيء، يعني من الأشياء التي تكال، أرزاً أو تمراً أو قمحاً.. وبينما الجلاب يتحسر جاءه أبو الفرج وحين عرف القصة قال هلمّ إلى القاضي.. وعرف القاضي القصة فإذا الشرط واقع الثمن.. ملء مكيال.. ولكن أبا الفرج قال إن المكيال الذي نأخذه ثمناً للصندل هو مكيال يملأ بالبراغيث.. النصف ذكور والنصف إناث.. وأصدر القاضي حكمه على المشتري فبطلت الصفقة ونجحت حيلة أبي الفرج.
إن هذه الحيلة هي كتصرف المحامي في قصة ((شكسبير)).. شرط اليهود شيلوخ على المدين إن لم يسدد ما اقترض فالجزاء أن يقطع رطلاً من لحمه من الساق مثلاً.. وعرض الأمر على القضاء فإذا المحامي يخرج على اليهودي بهذا الطلب: لك أن تقطع الرطل من اللحم ولكن دون أن تسيل قطرة دم.. شرطك اللحم ولم تحتط عن سيل الدم.. فهزم المرابي اليهودي كما هزم العطار الذي اشترى الصندل فأي الحيلتين أسبق من الأخرى.. حيلة أبي الفرج.. أم حيلة ((شكسبير)) ما أشبه إحداهما بالأخرى!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :805  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 401 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج