شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المتجردة
ونسمع اسم المتجردة، اشتهرت ببيت النابغة الذبياني:
سقط النصيف ولم ترد إِسقاطه
فتناولته واتقتنا باليد
فمن هي؟.. ولماذا تزوجها ((النعمان بن المنذر))؟
إنها ابنة ((زهير بن جذيمة)) رأس عبس قمة غطفان، ذروة قيس عيلان، شطر مصر ((زهير بن جذيمة)) نظمت له الخرزات ملكاً على الحلف الأعظم أسد وغطفان، كأنه خلف لآكل المرار ((حجر بن عدي القحطاني)) والد ((امرىء القيس)) أو سلفاً لطليحة الأسدي. وتزوجها النعمان لأنها الجميلة، فليس في العرب أجمل من بنات النبات حول وادي الرمة وشرق المدينة وحرة خيبر. تزوجها ((النعمان)) لجمالها وليتخذ من ((زهير بن جذيمة)) ومن كل مضر حلفاء، فربيعة الفرس كان يخافها ابن ماء السماء.
وحلت في القصر فحلي بها القصر، وجاء ابن عمها ((النابغة الذبياني)) فذبيان وعبس أبوهما بغيض بن غطفان بن قيس عيلان بن الياس بن مضر، فقوي شأن النعمان بهذه الصلة.
والمتجردة قد جاءت بالشراب عليها قميص ((بلوزة)) كما أنها قد لبست النصيف ((فوطة أو جونلة)) تحترم نفسها وتكرم ابن عمها، وبإذن ابن ماء السماء.
وسقط النصيف، وحاشاها أن تفعل ذلك عمداً، فأطراها ابن عمها النابغة: ((تناولته واتقتنا باليد)).
هنا تذكرت الجواهري يوم كنا في تونس، وحين أنشد بيت أذينة:
بيضاء باكرها النعيم فصاغها
بلباقة فأدقها وأجلها
قال الجواهري:
ـ شو؟ فأي فنان أو ((مودرن)) في باريس يستطيع قول هذا البدوي؟ بلا سروال بلا كهرباء.
وأخذ يترنح أبو فرات، فأنشدته بيت النابغة فقال:
ـ نحن عيال على هؤلاء الشعراء.. لا تذكرني بمجد قد أضعناه، وبشعر قد تركنا تفاعيله مع الزمن ليفعل الزمن فينا هذه التفاهة..
وغريب جداً أن يأتي من ذلك الشظف في بيوت الشعر هذا الشعر المترف. كأنما الجسم الشظف تحمله روح مترفة. بينما المترف الآن قد حمل الجسد ترفاً مترهلاً كأنما يذوب من عيشة الترف، بينما كان الشظف قوة في العضل وترفاً في الوجدان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1123  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 391 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج