| عودة إلى كليلة ودمنة |
| ـ وفي حالة من السأم، ورغبة في طرد أحلام اليقظة، ارجع إلى ابن المقفع في ((كليلة ودمنة)) ولأْكُن كتلك العجوز التي باعت سمسماً مقشوراً بغير مقشور، قسرها ظرف أن لا تغش نفسها حيث اتسخ بذلك البول، أسقطته عليه قطة، ولحاجتها أباحت أن تغش من يشتريه، لأنها مضطرة.. |
| رجعت إلى ذكرياتي مع ابن المقفع فتجسدت أمامي هذه الحكاية.. |
| كان القرد في الغابة قريباً من شاطئ النهر أو ساحل البحر، وصادف أن خرج من الماء ((الغيلم)) ذكر السلاحف.. وصل ((الغيلم)) إلى ظل الشجرة وأحب القرد أن يلعب، فالشمبانزي لعوب، كأنه فتى مترف، يسقط الثمار، يتلقفها ((الغيلم)) حتى إذا استمرأ الغيلم أكل الثمار واستملح القرد اللعب انعقدت بينهما صداقة جرَّت ((الغيلم)) إلى أن يغيب طويلاً عن أنثاه! |
| وشكت الأنثى إلى بعض جاراتها، فقلن لها.. تمارضي، فإذا جاء زوجك قولي له.. إن أطباء البحر وصفوا لي قلب قرد، آكله فأستصح.. |
| وجاء ((الغيلم)) إلى بيته فوجد أنثاه مصفرّة، صبغنها بهرد جَلَبَته من ساحل البحر وسألها: ما بك؟! قالت مريضة.. ولن أشفى إلا بقلب قرد.. |
| فقال ((الغيلم)) الغبي: عندي قلب قرد إنه صديقي.. |
| قالت: اذهب وتعال به، آخذ قلبه. |
| وذهب ((الغيلم)) يدعو القرد لزيارة بيته، وأحب القرد أن يستكشف البيوت في البحر ثم قال: وكيف أصل؟ |
| قال: أحملك على ترسي فلا تغرق.. |
| وركب القرد ظهر ((الغيلم)) وفي وسط اللجة بدأ ((الغيلم)) يصحو ليقف تارة بعد أخرى، فاستراب القرد الذكي وسأله: |
| لماذا تقف كثيراً؟ |
| قال: إني ذاهب بك إلى بيتي لتأخذ زوجتي المريضة قلبك فقد وصفه الطبيب!! |
| فقال القرد: ولماذا لم تخبرني قبل أن ننزل إلى البحر!! نحن معاشر القرود لا نأخذ قلوبنا معنا، نتركها في مكانها، هيا أسرع.. إرجع بي أحضر قلبي لشفاء زوجتك، فواجب الصداقة يحتم عليّ ذلك.. |
| وانطلت الحيلة على غباوة ((الغيلم)) فكر، راجعاً وقفز القرد إلى البر واعتلى الشجرة مسرعاً، فأبطأ لا ينزل.. |
| فقال ((الغيلم)): أسرع أيها الصديق أخشى أن تموت زوجتي. |
| فقال القرد اذهب إلى زوجك ولا تعد إلى هنا، وإلا جمعت القردة تمزقك.. أيها الغبي! |
| إن زوجك ليست مريضة وإنما احتالت لتعود إليها.. |
| وانفرط عقد الصداقة. وهي لن تدوم بين الأغبياء والأذكياء، بين الأقوياء والضعفاء.. بين الأغنياء والفقراء. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
