فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتب "مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية 1426هـ" > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الجزء الثاني - النثر - تمر وجمر > أعلام من التراث > بين الحمية الفردية والجماعية
بين الحمية الفردية والجماعية ـ في تاريخنا العربي نجد الحمية الفردية قوية بينما الحمية الجماعية تحتاج إلى دوافع وإثارة. كانت تلك أحوالهم في الجاهلية فحرب داحس والغبراء كانت حمية فردية، فحين غضب قيس بن زهير غضبت له بنو عبس قبيلته. فتسعرت نار الحرب يتقاتل الإِخوان: عبس تقاتل فزارة مع أنهما ابنان أخوان أبوهما بفيض بن غطفان بن قيس عيلان بن الياس بن مضر، ولما عضت الحرب فزارة قامت الأخت الثالثة ذبيان تناصر فزارة كان الوازع والدافع غضبة واحد، فجاءت حمية القبيلة خوفاً من العار فإنهم لا يطيقون أن يهزم قيس بن زهير بن جذيمة، كما أن قيس لم يطق أن يلطم وجه فرسه. وعلى صورة أخرى، جاءت الحمية الفردية في هذه القصة: قالوا إن الحارث بن ظالم المري (من مرة غطفان، فعندنا مرتان: مرة غطفان وقد ذابت، ومرة يام فقد بقيت) فالحارث بن ظالم كان فاتكاً اغتال خالد بن جعفر السيد في بني عامر ثم اغتال زهير بن جذيمة الذي كاد يتوج ملكاً على الحلف الأعظم، حلف أسد وغطفان فعاجله الحارث بن ظالم واغتاله.. فضاقت رحاب نجد وشمارغ الحجاز على الحارث بن ظالم فهرب إلى الشام، يلجأ إلى غسان، لكن غسانياً استغفل الحارث فاغتاله، وسلبه سيفه وكان سيفاً تعرفه العرب. وخطر للغساني أن يصل إلى عكاظ يعرض السيف لمن يشتريه، غساني قحطاني يقتل مضرياً عدنانياً لم يحسب حساباً لغضب غطفان عليه، كأنه قد أخذه الطمع ليتجاهل ولي الدم وليس هو ابن عم للحارث، فكل مضر تثأر للحارث من هذا القحطاني، وعرض السيف. وإذا قيس بن زهير يتقدم إلى هذا الغساني يقول له: كيف وصل إليك سيف الحارث بن ظالم.. قال لقد قتلته. كأنه أراد أن يمتن على قيس بن زهير حين قتل قاتل أبيه ولكن الحمية جعلت قيساً يتناول السيف من يد الغساني يتعرّف عليه كأنه يريد أن يشتريه فسله. وإذا هو يضرب عنق الغساني. كأنه يقول: أنا ولي الدم لأبي ولو رأيت الحارث لقتلته، ولكني ولي الدم لابن عمي الغطفاني، لا أرضى أن يمشي بدمه غسانياً في ديار مضر. أين هذه الحمية والأريحية سواء كانت ظالمة أو منتصفة؟ وأخيراً فإن سيف الحارث بن ظالم تعرفه العرب حتى قال الشاعر، ولعلّه جرير، حين تهاجى مع الفرزدق: بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ضربت ولم تضرب بسيف بن ظالم
طباعة تعليق  القراءات :617  التعليقات :0
صفحة 242 من 1092

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج