ـ وتحدثوا أن معاوية بن أبي سفيان قال: لقد كدت أفر يوم صفين، ولكني تذكرت قول عمرو بن الأطنابة ((شاعر الأنصار)).
أبت بي عفّتي وأبي بلائي
وأخذ الحمد بالثمن الربيع
وإعطائي على الأقفار مالي
وإقدامي على البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت
مكانك تحمدي أو تستريحي
تذكر ذلك فثبت، حتى إذا رفعوا المصاحف وتفرق الجمعان واغتال ابن ملجم الإمام علياً، كرم الله وجهه إنقادت الأمة إلى معاوية وتم الأمر للجماعة.. وكان قضاء ربك أمراً مفعولاً. فانظروا إلى الأدب والشعر وماذا صنعا لمعاوية فقد كان معاوية من جيل تخرج من جامعة عكاظ ومن التلقي يسمعه من أفواه الرجال، فقد كان كلامهم بياناً من البيان كأنما الله قد منّ عليهم أن أفصحت لغتهم واستبان بيانهم فكانوا الفصحاء لُسناً والخطباء شدقاً، ليكونوا بذلك كله على استعداد ليفهموا القرآن.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، وعن الشعر أيضاً فإنا نذكر قول قطري بن الفجاءة فارس الخوارج وشاعرهم:
الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.