الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > جواب سديد..!

جواب سديد..!

ـ وما زلت من الذين يعجبون ويطربون بالجواب السديد سواء كان ما نستقرئه في التراث أو ما نجده مروياً على ألسنة الرواة من حاضر أو باد.

قالوا: إن زياد بن أبيه قد نسبه معاوية إلى أبي سفيان فكتب زياد إلى أم المؤمنين عائشة هكذا: ((من زياد بن أبي سفيان إلى أم المؤمنين عائشة)).

فأجابت تكتب إليه ((من عائشة أم المؤمنين إلى ابنها زياد)).

فهو أراد أن يأخذ اعترافاً منها بأنه ابن أبي سفيان وهي ((رضي الله عنها)) قد أخذت بالآية: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ (الأحزاب: 5).

إن إجابة أم المؤمنين رائعة، اكتسبت روعتها من القرآن، فما أعظم القرآن وما أحقر شهوات الرجال.

* * *

وقالوا إن الإِمام ابن الجوزي كان من شوامخ أهل السنة. وذهب يوماً إلى مجلس الإمبراطور العباسي الناصر لدين الله، وكان الناصر يتشيع وقد جلس حوله علماء من الشيعة فأراد أحدهم أن يحرج ابن الجوزي فسأله: من أفضل الصحابة؟ فأسرع الإِمام السني ابن الجوزي يقول: ((أفضلهم من كانت ابنته تحته)).

كانت الإجابة شاملة ورائعة فإن عاد الضمير في ((ابنته)) إلى الصحابي انصرف إلى أبي بكر وعمر، لأن ابنة كل منهما زوج للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يعود إلى عثمان وعلي، فكل منهما زوج لابنة النبي، رقية وأم كلثوم تزوجهما عثمان، فبعد أن ماتت رقية تزوج أم كلثوم، وابنة النبي فاطمة زوج علي.

وجاءت الإجابة سديدة أعجب بها الناصر حين أخرست السائل.