شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأدب
ـ والحجاج كان يعيش حالة طوارئ مسؤولاً عن المدد لجيوش الفتح، هو همزة الوصل بين الإمبراطور في دمشق وبين قتيبة بن مسلم يفتح الشرق، وبين محمد بن القاسم الثقفي يفتح الهند، مشغولاً بالخوارج، وضع في نحورهم المهلب بن أبي صفرة.
فأنا محق حين أقول إن عاصمة الإمبراطورية كانت دمشق، وكانت عاصمة العاصمة الكوفة، كان مشغولاً بكل ذلك يخاف أن ينال في الكوفة فينفرز الحبل.
ألم تسمعوا أن شبيباً الخارجي وزوجه غزالة قد دخلا الكوفة عنوة إذ حلفت غزالة أن تصلي في مسجد الكوفة ركعتين بالبقرة وآل عمران؟ ووقف شبيب على باب المسجد يحميها حتى أتمت صلاتها وخرجت وبجانبها شبيب تدعو الحجاج للمبارزة فتركهما وهو في قلب جيشه. لقد كان شبيب وغزالة من غلاة الخوارج.
هذه الحال دعا الحجاج أن يأمر العسس يقبضون على كل من رأوه يمشي في الطرقات والأسواق في وهدة الليل، وتحرك العسس، وفي ليلة من ليالي الكوفة قبض الحرس على رجال ثلاثة كانوا شباباً، فقال أحدهم للحرس ينشد شعراً:
أنا ابن من دانت الرقاب له
ما بين مخزومها وهاشمها
تأتيه بالرغم وهي صاغرة
يأخذ من مالها ومن دمها
فقال العسس: لعلّه من أقارب الأمير.
وأنشد الثاني:
أنا ابن من لا ينزل الدهر قدره
وإن نزلت يوماً فسوف تعود
ترى أناس أفواجاً إلى ضوء ناره
فمنهم قيام حوله وقعود
فقال العسس: لعلّه من كرام العرب:
وأنشد الثالث:
أنا ابن من خاض الصفوف بعزمه
وقومها بالسيف حتى استقلّت
ركاباه لا تنفك رجلاه عنهما
إذا الخيل في يوم الكريهة ولّت
فقالوا: لعلّه من فرسان العرب.
وذهبوا بهم إلى الحجاج، حتى إذا عرف كل ما جرى عفا عنهم وقرّبهم، وقال: علموا أولادكم الأدب فالأدب يرفع قدر من لا قدر له.
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
وقليل من يعرف قدر الأدب معرفة الحجاج لأنه ليس الأمير الخطير فحسب، بل هو أديب من صناع البيان.
وأريد أن أحفز القارئ أعرف منه من آباء هؤلاء الذين فخروا بآبائهم، إن أحدهم ابن فوال، والثاني ابن حائك، والثالث ابن حجام. ولكن حظوة الأدب أعطتهم الحظوة لدى الحجاج.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :602  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 235 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.