شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النخلة
ـ والعربي في كل تاريخه مدين للنخلة والجمل والحصان والصحراء، فكل ذلك عتاده، فالنخلة زاده، والجمل والحصان المطيتان اللتان وصل بهما من حيث ابتدأ الفتح إلى حيث انتهى، والصحراء عصمته حجزته أن يستعمر، وحفظته أن يذوب، واليوم قد جد ما هو جديد، كأنما طغيان الاستيراد بما نأكل قد أيقظ الوعي، تعقد ندوة في جامعة الملك فيصل في أرض ذات نخل، فالأحساء كلها هفوفها وقطيفها وما إليها، لا ننسى أنها كانت الطاقة بقلال هجر، بتلك التمور التي أنجدت فأنجدت، إن هذه الندوة لا أدري عن البحوث التي طرحت، أهي مستمدة من تجارب النخيل في كاليفورنيا؟ أو علم النخيل في الجزائر أو في العراق أعني البصرة؟ أم أن نخيل القصيم وعلم المدينة والعلا والجوف وخيبر وبيشة وتربة قد حظي كل ذلك بدراسة أخذها باحث الجامعة من أبنائنا من علم آبائه الذين عرفوا كيف يزرعون النخل وكيف يجنون رطبه ويجدّون تمره، كما عرفوا أنواعه، حتى علمهم آباؤهم أن أنواعاً من النخيل تكتفي بقليل من الطلع لقاحاً، وبعضها يطلب المزيد من هذا اللقاح، وهل عرفوا أن بعض الصنوان تتأقلم في أرض غير أرضها، وبعضها لا يتأقلم؟ إن في المدينة أكثر من مائة نوع، فلدينا مؤلف عن تلك الأنواع للشيخ صالح كمال (شقلبها) والد الشيخ عمر كمال المبشر بالإسلام في الهند، ولدي ما عرفته من أستاذنا الشيخ صالح بن عثيمين عن النخلة لا تكون صنواً وإنما تكون (لينة) أو ما نسميه لوناً، لأنه غير أصيل، فالصنو من النواة ابن نفسه أمَّا الصنو من النخلة ابن أمه، ثمرة كثمرها فقد عرفنا كما هو الحوار مع شيخنا أن النواة حينما تسقط في طينة في أي حوض ينبت منها صنو، غير أن الشيخ صالح قال: لقد علمت أن النواة إذا غرست في الطين بلبها، أي أن تغرس التمرة لا تنزع عن النواة، فإذا ما غرسنا التمرة كلها وفي باطنها النواة، ينمو الصنو، فلا يكون لوناً وإنما يصبح كأم التمرة، أي كأنه صنو أخذ من أمه النخلة.
فهل أجد من إذا قرأ هذا التعريف، سواء من أساتذة كلية الزراعة، أو بعض أصحاب النخل في القصيم والهفوف والمدينة أن يجرب؟ فيزرع تمرة بنواتها فإن ذلك يضيف لنا ثروة من النخيل، محافظة على أصلها، يضاف إلى الصنو الأصيل.
وأخيراً، فإن هناك مثلاً في جزيرتنا يقول: لا تجوع قرية وفيها الأسودان الماء والتمر. ولكن الأسود الثالث وهو البترول ينبغي ألا ينسينا الأسودين الماء والتمر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :604  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 234 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج