شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل تكريم الشيخ أحمد ديدات (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله أكمل الدين وأتم النعمة، والصلاة والسلام على رسول الله نبي الرحمة سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. أود أن أقول أولاً إن الإسلام بخير، ينتصر بالحملة عليه وبالحرب عليه. فما سارت حرب على الإسلام إلا انتصر الإسلام عليها، ولكن الخذلان والهزيمة كانت على المسلمين لتفرقهم شيعاً ومذاهب وأحزاباً.
فأفريقيا القارة السوداء كتبت عنها مجلة الهلال قبل أكثر من 50 عاماً مضت مقالاً جاء فيه: لقد أدت أوروبا دورها، وأدت آسيا دورها. فليأت دور أفريقيا. فقام بعض الناس وهزئ بهذا المقال، فقلت لهم لا تهزأوا، إن إفريقيا رغم انتشار الوثنية أو رغم انتشار الكاثوليكية أو البروتستانتينية أو غيرها، فإن إفريقيا أرض مسلمة ما دام فيها مالي، ما دام هناك الشمال الإفريقي، ما دام هناك في نيجيريا مسلمون، وما دام في تشاد مسلمون، وما دام في جنوب أفريقيا العنصرية مسلمون. فإن الإسلام في أفريقيا بخير، وسينهض من أفريقيا نهضة جديدة. ذلك لأن الإفريقي هذا الأسود بل هذا الأسمر، أنا لا أقول الأسود لأنه قلب متفتح أبيض كأسنانه البيض. هو منح أسناناً بيضاً ومنح عيناً لا تصاب بالتراخوما، إذن فقد منح قلباً لا يصاب بالغش.
لهذا أنا أحيي هذا الأستاذ الإفريقي، لم أكن أعرفه لكن اسمه ديدات واسمي زيدان، فالفرق بين اسمي واسمه نقطة واحدة، لكن الفرق ألا أكون مسلماً مثله وألا يكون مسلماً مثلكم وألا تكونوا مسلمين مثله. فالإسلام يعاب بالمسلمين لا يعاب عليه كدين. فهو دين الرحمة.
أما كلمته عن ترومان، فقد صدق في روايتها فهناك ملايين من اليهود أعطوه أصواتهم، لكن قبل ذلك قابلت جنرالاً متقاعداً في أمريكا في أوكلاهوما.. أثناء زيارتي لأمريكا بدعوة الحكومة الأميركية، وأنا لا أنكر أننا أصدقاء الشعب الأمريكي أو أصدقاء الحكومة الأمريكية رغم ما فعلت ورغم ما تفعل.
قال ذلك الجنرال الأمريكي المتقاعد: إن أمريكا لن تنسى جريمتين أو كارثتين، قلت: ما هما؟ قال: حريق شيكاغو، وخسارة ترومان في المانيفاتورة.
فحريق شيكاغو كان كارثة لا تنسى، وأما خسارة ترومان في المانيفاتورة فقد قربته من اليهود، فاستعبده اليهود وأعطوه أصواتهم ليكون رئيس أمريكا وليكون ضد العرب وضد المسلمين. قال ذلك بعد أن شرحت له عقيدة الإسلام في المسيح، وأنه لا يتم إسلام امرئ ما إذا لم يؤمن برسالة المسيح. فبكى الرجل وكبر وقال: القساوسة ما فهمونا هذا عن الإسلام، إن الإسلام كبير. لذلك أنا أحيي هذا الأفريقي، وقد عرفته الآن وسمعته الآن، سمعت ما لم أفهم، ثم سمعت ما فهمت بالترجمة طبعاً.
أحييه وأبشركم بأنني مفتون بأفريقيا، وأسميها غرب السويس. أحب هذه الأرض وإنسانها. فالأفريقي يتأقلم بسرعة في هذه الأرض بينما الآسيوي. لا يتأقلم بسرعة.
إن الأمير شكيب أرسلان ذكر في كتابه "حاضر العالم الإسلامي"، أن الطرق في افريقيا هي التي أثرت على التبشير المسيحي في أفريقيا، فلول الطرق الإسلامية وهي شاذة بلا شك ولا نقرها، ولكنها أصبحت ضرورة لحماية المسلمين من التبشير المسيحي. قال شكيب أرسلان هذه اللفظة: دين خرافي خير من أن لا دين، لا نريد للإفريقي أن يكون مسيحياً ولا نريد له أن يكون وثنياً. نريد له أن يكون مسلماً على طريق هذا الشيخ وأشياخ آخرين.
أحييه تحية المسلم لمسلم، وأحيي أفريقيا في شخصه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :605  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج