شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الأَرْبَعُونَ
طلب الشيخ من فتاه أن يذكر تعريفاً موجزاً للاسم المنقوص قبل البدء في شرح الدرس.. فقال الفتى.. هو اسم معرب ينتهي بياء مكسور ما قبلها نحو.. قاضي. جاني.. هاني.. منادي.. حادي.. وادي.. شادي.. ثم أكمل الشيخ قائلاً وعند تثنيته نفتح ياءه إن كانت موجودة نحو.. مناديان في منادي وحاديان في حادي.. وهانيان في هاني. أما إذا كانت غائبة فنردها ونفتحها كقولنا قاضيان في قاضٍ. وهاديان ـ في هادٍ وفي حالة جمعه جمع مذكر سالماً نحذف ياءه ونبقي الكسرة قبل ياء الجمع كما نعمد إلى ضم ما قبل واو الجماعة للمناسبة وحسن التنغيم فنقول قاضون وقاضين. هادون ـ هادين ـ منادون. منادين.. شادون.. شادين. وأخيراً عليك أيها الفتى ذكر تعريف مختصر للاسم الممدود فقال الفتى سمعاً وطاعة أيها الشيخ.. فالممدود اسم معرب ينتهي بهمزة قبلها ألف زائدة نحو.. صحراء.. صفراء.. ابتداء.. انتهاء.. بناء.. ضياء.
ثم أكمل الشيخ وعند تثنيته نلاحظ الآتي يا بني:
إذا كانت همزته أصلية فيه مثل ابتداء.. من بدأ.. أو وطاء.. من وطأ.. ورفاء من رفأ تبقى على ما هي عليه فنقول.. ابتداءان. وطاءان.. رفاءان. أما إذا كانت الهمزة لغرض التأنيث نحو.. شقراء.. حسناء.. دعجاء.. وطفاء فإننا نقلبها واواً فنقول.. شقراوان.. حسناوان.. دعجاوان.. وطفاوان. أما إذا كانت الهمزة منقلبة عن أصل فالأغلب معاملتها على أصلها نحو رجاء.. رجاوان حيث أصلها الواو بدليل يرجو.. ورجوت وفي فداء ـ وبناء ـ أصلها ياء بدليل.. فديت.. وبنيت.. فنقول فدايان. بنايان.
رفع الفتى إصبعه مستأذناً بسؤال عاجل سمح له الشيخ بطرح سؤاله قال الفتى ولكنني سمعت من يقول. كساءان ـ عطاءان ـ رجاءان. ولم يقلبوها إلى واو فهل هذا استعمال صحيح أيها الشيخ الفاضل؟ ارتاح الشيخ لسؤال فتاه وقال له ما شاء الله عليك يا بني.. إن سؤالك هذا ذكيٌّ جدًّا. فقد أجاز العرب إبقاء الهمزة المنقلبة أو قلبها إلى واو فقالوا كساءان وكساوان.. عطاءان وعطاوان.. فرغ الشيخ من تثنية الممدود وعرج إلى طريقة جمعه فقال: عند جمع الممدود جمع مذكر سالماً تعامل همزته معاملة مثناه فنقول في كساء.. كساؤون ـ أو كساوون وفي عطاء.. عطاءون أو عطاوون..
سأل الشيخ فتاه هل لديك ما تسأل عنه يا بني قال الفتى لدي سؤال مهم جدًّا أستاذي الشيخ.. يتعلق بالدرس الأول.. وهو المقصور إذ قلت إنه اسم معرب.. فكيف سمي معرباً مع أن حركة الإعراب لا تظهر عليه؟ دهش الشيخ كثيراً لسؤال الفتى وقال.. إنه معرب وليس مبنيًّا.. لأن الألف ليس حقيقيًّا وإنما هو صفة لما يشاكل الفتحة عند الإشباع كما تشاكل النون المنونة للتمكين ولذلك تراه يرسم مرة بالألف وتارة بالياء مراعاة لأصله وهو فعله أو مصدره أو تثنيته أو جمعه أما المبني فقد سبق لنا دراسته مثل الضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة وأسماء الاستفهام وهو مبني بناء ممكناً لا تظهر علامات الإعراب على آخره الثابت غير المتغير.. فاحترس يا بني وشكراً لك على شفافية سؤالك ثم مضى الشيخ يكمل درسه قائلاً ولكن الفتى قاطعه برفع سبابته مشيراً إلى سؤال عنَّ له سمح له الشيخ بطرح سؤاله فقال الفتى عفواً شيخي الفاضل كيف ننسب إلى أخ.. أب رد عليه الشيخ برد محذوفه فنقول أخوي. أبوي.. ثم رفع الفتى إصبعه مشيراً بسؤال عاجل سمح له الشيخ بطرح سؤاله فقال.. عفواً أستاذي الشيخ قلت إذا كانت الهمزة زائدة فكيف تعرف أنها زائدة أم أصلية أو مقلوبة؟
فرح الشيخ بهذا السؤال الذكي جدًّا من تلميذه.. قال له.. الزائدة معروفة إذ تختفي في الأصل.. فمثلاً في قولك صحراء.. دعجاء هيفاء.. صفراء.. بيضاء.. الأصل فيها ـ صحر.. دعج.. هيف.. صفر.. بيض.. أو أصفر وأبيض. فمن هنا تحكم عليها بالزيادة يا بني.. أخذ الفتى يسجل هذه الملاحظة من أستاذه الشيخ في كراسته.. التي عمرت بالكثير والكثير المفيد من الملاحظات والإشارات والشروحات من قبل أستاذه الشيخ الذي لم يبخل عليه بشرح ما..
نظر الشيخ إلى ساعة الحائط فوجد الوقت متأخراً فطلب من الفتى طرح أي سؤال عنده قبل المغادرة ولكن الفتى آثر التريث في طرح الأسئلة حتى الدرس القادم غداً إن شاء الله وودع كل منهما الآخر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :660  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج