شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الرَّابِعَةُ وَالعِشْرُونَ
حضر الفتى مبكراً ومعه بعض الأسئلة التي شغلته كثيراً فما أن جلس أمام أستاذه الشيخ بعد اقرائه السلام حتى بدأ أستاذه الشيخ بسؤاله قائلاً: أستاذي الشيخ لماذا اعتبرت التعجب من منصوبات الأسماء مع أنه مفعول به؟ قال الشيخ لفتاه: سؤالك جيد جدًّا يا فتى ويوحي لي أنك استقرأت الدرس جيداً.. أما عن اعتبار التعجب من منصوبات الأسماء مع أنه مفعول به فهو من باب الإجمال لأنه منصوب على التعجبية.. ثم كان لا بد من الوقوف على أسلوب التعجب ومعرفة صيغه. ولا بد أن تدرك أن المتعجب منه منصوب على التعجبية المفعولية وليس العكس صحيحاً.. لاحظ الشيخ أصبع الفتى مرفوعة تشير بسؤال آخر سمح له الشيخ بطرح سؤاله قال الفتى: سمعت من يتعجب بدون ذكر ما التعجبية فيقول يا لها شمساً مضيئة.. انفرجت إبتسامة عريضة على شفة الشيخ وقال لفتاه ها أنت بدأت تثبت جدارتك الحسية مثالك صحيح.. وقد يتعجب بدون ذكر ما ـ التعجبية باستعمال ـ اللام ـ المفتوحة التي تسمى هي الأخرى لام التعجب نحو قولك يا لجَمالَ الربيع ـ وتقع هذه اللام بعد ياء النداء المعروفة سأل الفتى شيخه أن يتفضل عليه بإعراب المثال الآتي ـ يا لها شمساً مضيئةً ـ قال الشيخ هو لك. الياء للنداء واللام المفتوحة أداة تعجب والهاء ضمير مبني في محل رفع فاعل مقدر أو في محل جر ـ شمساً تمييز منصوب مضيئة صفة للشمس منصوبة مثلها وهناك طريقة أخرى للتعجب علينا أن نمر عليها وهي ((أفعلْ به)) إذ تقول ـ أكرمْ بالقرآن كتاباً ـ فأكرمْ فعل ماضيٍ جاء على هيئة الأمر للتعجب مبني على السكون العارض ـ الباء حرف زائد ـ القرآن فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع ظهورها دخول حرف الجر الزائد عليها كتاباً ـ تمييز ملحوظ ـ إنكب الفتى على كراسته يسجل فيها هذه الملاحظة الإعرابية التي شرحها أستاذه الشيخ وهو في غاية السرور والفرح لما لمس من أستاذه الشيخ من تفصيل وشرح وافٍ.
ثم راح الشيخ يكمل درس المنصوبات من الأسماء قائلاً والسادس عشر من منصوبات الأسماء هو ـ الظرف ـ أو المفعول فيه حيث ينصب بالظرفية المكانية أو على حسب ما يحمل من معنى والملاحظ أن ظروف الزمان تأتي منصوبة على الظرفية الزمانية وبعضها يأتي مبنيًّا ـ أما ظروف المكان فلا يأتي منها منصوباً على الظرفية المكانية إلا ما كان مبهماً غير محدد بحدود معروفة وإليك أمثلة لها.. تساعد في تثبيت المعلومة فتقول مثلاً: سافرت شهراً ـ استرحت ساعة ـ صليت صباحاً ـ نمت ليلاً ـ كلها ظروف تدل على زمان الحدث وهي منصوبة بالظرفية الزمانية أما المبني منها فهو ـ أمسِ ـ منذُ ـ مذْ ـ حيثُ ـ ومن أمثلة الظروف المكانية قولنا.. وقفت أمامَ المسجد ـ صليت خلفَ الإمام ـ جلست يمينَ المدرس ـ فجميع الظروف السابقة مبهمة غير محددة لذلك تصلح أن تكون منصوبة على الظرفية المكانية أما قولنا شاهدت المباراة في الملعب.. أو دخل الطائر في القفص ـ أو رأيت الزهرة في الحديقة ـ فهذه كلها ظروف تدل على المكان إلا أنها محددة لا تصلح على النصب بالظرفية.
أما السابع عشر من هذه المنصوبات، ((المفعول معه)) وهو اسم واقع بعد واو بمعنى مع يدل على من فعل الفعل بمصاحبته ولهذا الاسم ثلاث حالات في الإعراب.
1 ـ نصبه على أنه مفعول معه إذا لم يكن وقوع الحدث من متعدد أي لم يشترك في الحدث أكثر من واحد نحو قولنا.. سرت وسورَ حديقة المنزل لأن السير لا يمكن حدوثه إلا من واحد فسور الحديقة لا يمكن وقوع الحدث منه. فالنصب هنا واجب.
2 ـ يجب عطفه على ما قبله إذا كان الحدث صادراً من متعدد.. نحو ـ دخل الطالب والأستاذ لأن فعل الدخول يحدث من كليهما ـ أي من متعدد فالواو هنا للعطف وليست للمعية.
3 ـ جواز النصب على المعية والعطف إذا احتمل الاشتراك في الحدث وعدمه.. على حسب المعنى نحو قولك وقف الطلبة والمدرسُ.. أو المدرسَ ـ إذ يجوز فيه الوجهان.. الرفع على العطفية والنصب على المعية.
وكذلك قولنا حصل الأول من الطلبة وفصلُه على جائزة التفوق فالواو هنا صالحة للعطفية والمعية ـ أخذ الفتى يدوِّن ما يقوله أستاذه الشيخ في كراسته التي ملئت بالكثير المفيد من الشروحات وعندها نظر الشيخ إلى ساعته فسأل فتاه هل لديك ما تسأل عنه الآن يا بني؟ قال الفتى حتى الآن فليس لدي أي سؤال.. انطلق كل منهما إلى سبيله على أمل اللقاء غداً إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :651  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.