شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذِكْرَى
مَا لي تُعاوِدُوني الصَّبابةُ والهَوى
فَأَهِيمُ في سِحْرِ العيُونِ وَأَغْرَقُ
حَتى إِذَا حَنَّ الفؤَادُ.. لِخَلْوَةٍ
تَنتابُني الذّكرى وَقلبي يخْفِقُ
مَا مِثْلُها في الغيدِ عنَّ لناظِري
فلحاظها تُسْبِى الفؤَادَ.. وَتُرْشِقُ
قَالتْ تُعاتبني طويتَ.. محبتِي
وتركتني ظَمْأى وَدَمعي.. يُهْرَقُ
فأجبتها. كَلاَّ فَلَسْتُ بهَاجِرٍ
سحرَ الجَمالِ فإنني أَتَشَوَّقُ
لَكنَّما الأحساسُ فِيَّ.. مُعَطَّلٌ
جَمُّ الخوَاطِرِ والرُؤَى. تَتَفَرَّقُ
مَا عُدْتُ احتملُ البعادَ وَلا النوى
ولكم وَدِدْتُ بأَنَّني لا أَعْلَقُ
خَلتِ الدِّيَارُ فلا رؤىً لِحَبيبةٍ
تُزْجِي نَدِيَّ الحبِّ عطراً يَعْبَقُ
وَتُثِيرُ فيَّ لَواعجاً مدْفونَةً
بالهمْس بالأَشوَاقِ حباً يَنْطِقُ
فَأَهيمُ في صَمْتِ المحَبَّة سَاهماً
وتَرِيشُني سَهْمُ الدَّواعج تَرْمِقُ
لاَ تحسَبي أَنِّي نَسيتُ فَأنْتِ لي
عُصْفُورَةُ الماضِي الهَنِيِّ تُحلِقُ
وَتجوبُ في ليلِ الرَّبيع فرَاشَةً
تَشْتَارُ منْ غِدْقِ الأَزاهر تَلْعَقُ
يَا عنْدَلِي.. الفَتَّانَ إِني مُولهٌ
وَنظامُ أمنيتي إِليكِ مُنسَّقُ
هل تَذْكُرِينَ حَدِيثَنَا في خَلْوةٍ
والطيرُ تشدُو حَولنا.. وتصفقُ
تُهْدِي إِلى الرَّوْضِ الجَميلِ تَحيَّةً
مِن شدْوهَا الحَالي النديِّ تَرَقْرَقُ
تَنْثو عبيرَ الحبَّ في كَفِّ الدُّنَا
وتثير أَحْلامي ـ بليلٍ ـ يَغْسِقُ
فَأَنامُ ملىءَ الجَفْن مفتوناً بهَا
وَأَرَى مُنَى الأحْلام ـ حَوْلِي تُشْرِقُ
تلْكُمْ لعمرِي الأمسياتُ قضيتُها
في خافقيَّ.. الحبُّ شِعْراً ينطقُ
فعلام أَنساكِ وقد كُنْتِ الهَوى
كالزَّهر في الصُّبح النديِّ تَفَتَّقُ
أَنتِ أَمانيَّ التي ـ أَفْنَيْتُهَا
أستافُ رَيَّاهَا عبيراً يُنْشَقُ
أَنتِ التي عَلَّمْتِني سِرًّا الهَوى
وأسَرتِ أحْلامِي فَمنْ ذَا يَعْتِقُ
وَبَعَثْتِ فيَّ الدفءَ في شَرْخِ الصِّبَا
فمضيتُ في بحر الغَرام أُحَدِّقُ
ألْهُو مع الطيرِ الجميلِ بِغنوَةٍ
في مِزْهَر الأَحْلامٍ لحناً يَدْفِقُ
يَا نَجْوَةَ الأحساسِ يَا نَبْعَ الهَوى
في دَاعِجَيْكِ القلبُ رغماً ـ يُسْرَقُ
في بحركِ الطَامِي شراعُ سفينِتي
أَخْشَى تُحطمها الرِّياحُ.. فَتَغْرَقٌ
سَأعيشُ للذكرى بكُلِّ خليَّةٍ
فَلَنِعْمَتِ الذكرى بِحُلْمٍ يُورِقُ
وَأَهيمُ في صمتٍ ـ لعلي أَجْتني
من روضةِ الأحبابِ وعداً يصْدُقُ
فسفينةُ الأحلام ما زالتْ إلى
شَوْقٍ لِمْرسَى شاطئَيْكِ تَتَوَّقُ
رُحْمَاكِ إِن نَكَأَ التذكُّرُ مَاضياً
حَاولتُ أُخْفِيهِ بقلبٍ ـ يَخْفِقُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :542  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج