شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
محاضرة ألقيت في النادي الأدبي بسنغافورة (1)
حضرات الضيوف الكرام، حضرات السادة..
إنها لليلة سعيدة غراء ليلة تفضلتم فيها بتشريف هذه الحفلة الزاهية بكم الفخورة بتكريمكم. وإنها لفرصة ثمينة غالية - فرصة أتاحت لهذه الدار المتواضعة أن تضم حفلاً من خيرة رجالات العرب وقادتهم وزعمائهم - أداء لواجب الحفاوة والتكريم لهؤلاء الضيوف الأماجد وتوثيقاً لأواصر المحبة والإخاء بين أولئك السادة وإخواننا العرب الطوامح العصاميِّن ونخبة من سراة هذا الوطن المقدس ووجهائه ونبهائه. ولا شك أنه مما يسر كل عربي معتز بعروبته - ما أبداه إخواننا الحضرميون في هجرتهم إلى جزائر الهند الشرقية من صفات الرجولة الممتازة والكفاح في سبيل الحياة الرافهة مما جعلهم بحق يكونون هناك جالية من أكبر الجاليات وأقواها عنصراً وأعزها جناباً.
ولست أود الآن أن أثير الأسف على الصدع الذي كان أصاب صفوف العرب في ذلك المهجر البار فقد أوشك أن يندمل جرحه وأن تطوى شقته بفضل مساعي الزعماء الموفقين. وإذ أردت أن أطري جهود المخلصين من قادة العرب الإرشاديين هناك العاملين على إماتة الفوارق والأحقاد، الدائبين على الأخذ بأسباب التفاهم والتقارب وجمع الكلمة بأسلوب حكيم فإني أذكر في طليعة من عرفتهم السيد سعيد مشعبي وصحبه المصطفين الأخيار. وإذا كانت الفرص لم تسنح لي أثناء وجودي في جاوة للاجتماع بهذا الزعيم الكبير السيد عثمان العامودي رئيس جمعية الإرشاد في سربايا وعميدها الجليل فإن فضله ومقامه في العروبة والنبالة أشهر من أن أعرض له في هذا الموقف بالثناء والإطراء.
ولعلّه يلذ لكم أيها السادة أن أتحدث إليكم ببعض ما لمسته من نبل نوايا السيد سعيد مشعبي ورفقائه الأبرار لتتبينوا الروح العالية التي أشربها قلب هذا الرجل الكبير والخطة الحكيمة التي دبرها مع أولئك السادة الكرام لقد دعانا هذا السيد عندما كنا في جاوه أنا ورفيقاي السيد عبد الله الخطيب والسيد صالح الخطيب لتأسيس مدرسة الإرشاد تأسيساً، جديداً نعم تأسيساً جديداً برغم أن مدرسة الإرشاد كانت أقدم عهداً من نزوحنا إلى جاوه. ووجه ذلك أن هذا السيد حينما دعانا إلى تأسيس تلك المدرسة أفضى إلينا بأسفه الشديد على ما منيت به أمته العزيزة من تفرق وتخاذل وتناحر، وأعرب لنا عن استيائه الأليم من تغلغل روح الشقاق والعداء في كل شيء وإفسادها كل شأن من شؤون العرب هناك حتى تعليم الأطفال الأبرياء، وأفضى إلينا بهذه الحقيقة في كثير من الأسى والأسف ثم نوه لنا بغايته الشريفة من دعوتنا ألا وهي تأسيس مدرسة الإرشاد الكبرى تأسيساً علمياً حراً يفتح أمام أبناء العرب باباً للتعليم الصحيح الخالص من كل شائبة وينشىء أبناء العرب هنالك نشأة عربية كريمة أساسها المحبة والتعاون والاتحاد واجتثاث جذور الحزازات والأحقاد.
ولما كان هذا التطور الجديد في مناهج التربية والتعليم الإرشادية يحتاج إلى كثير من الحكمة والحزم والإقدام فقد وقف السيد مشعبي موقف القائد البصير الجريء وأخذ يناضل ويجادل المخالفين والمتعنتين وظل يجاهد بها والقادة المخلصين في سبيل إقامة صرح مستقبل الإرشاد أو العرب المهاجرين بتعبير أصح على أساس من التربية والتعليم قويم، ولقد كان في جهاده هذا مثلاً أعلى في التضحية بالمال والوقت والراحة ولم يقتصر هذا السيد على ذلك المجهود الإصلاحي الجليل بل لقد ضرب للعرب مثلاً آخر في تطلب التعليم الراقي والثقافة العالية بأبنائه الذين عنى بتعليمهم تعليماً راقياً وله اليوم أربعة أبناء يتممون تعليمهم العالي في أكبر جامعات أوروبا في إنجلترا أو المانيا وهولندا. وعمّا قليل إن شاء الله يعودون إلى أمتهم أعلاماً يهتدى بهم في شتى النواحي الحية والميادين النافعة.
ولقد نهج السيد عثمان العامودي نحواً من هذا المنهج فأوفد أبناءه للارتشاف من مناهل التعليم الراقي في مصر والحجاز ولا شك أنها بادرة طيبة تبشر المتفائلين بمستقبل مشرق للعرب إن شاء الله. وأخيراً قد أطلت عليكم فاسمحوا لي أن أقدم لحضراتكم أجمل الشكر وأطيب الثناء على تشريفكم الحفل ثم على تفضلكم بسماع هذه الكلمة على علاتها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :636  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 112
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج