شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشعر في الحجاز اليوم (1)
لشد ما يأسف أبناء الجزيرة العربية حينما يجدون من بعض إخوانهم المصريين جهلاً فاضحاً بأحوال بلادهم العربية وغفلة مزرية عما تجيش به تلك البلاد من عوامل اليقظة والنهوض والتقدم، حتى إذا تحدث أحدهم عن شأن من شؤون البلاد العربية أطلق لخياله العنان وحلّق في جو حافل بالأخيلة والأوهام وأنتزع من تهاويل تلك الأشباح صورة مشوهة ممسوخة ثم قدمها في زهور وإعجاب على أنها الحقيقة الناصعة قد تمخض عنها البحث وأنجبها التتبع والاستقراء.
أقول هذه الكلمة المرة بمناسبة ما نشرته جريدة كوكب الشرق الغراء في عددها المؤرخ (28 رمضان سنة 1353 - 1354هـ يناير سنة 1935م) تحت عنوان الشعر في الحجاز اليوم لصاحب التوقيع المرموز له بحرف (ص) ونحن الشعوب العربية نشكر لكوكب الشرق الأغر عنايته بتتبع سير النهضة الفكرية والأدبية في البلدان العربية وإذاعة ما تصل إليه من المعلومات عنها؛ تنشيطاً لها وتوكيداً للروابط التي بين هذه الأقطار الشقيقة، غير أننا ما كنا نود لمثل هذه الصحيفة السيارة ذات المكانة الممتازة بين الشعوب الناطقة بالضاد إن تفسح صحائفها لمثل هذا الخلط والتهويش ولكن قد كان ما كان فلنعرض للمقال المذكور بما يجلو الحقيقة وبين نصيبه من الصحة أو البطلان.
يقول كاتب المقال المذكور: ((لقد أتيح لنا تتبع بعض شعر الحجاز في العصر الحاضر، بل شعر الجزيرة العربية (كذا) فوجدناه غريباً يتعبك أن تعرف أي نوع هو من أنواع الأداء.. أهو نثر أم شعر أم شيء يبتعد عن النثر والشعر ثم قد نرتاب فنتساءل عن اللغة التي يقال بها هذا الشعر ونحن نستثني من هذا المحيط شعر المديح في مكة الذي يوجه للبيت المالك وأقول في مكة وحدها وتأمل هذا التخصيص ومقابلة مكة ببادية نجد كأن ليس في الحجاز غير مدينة (مكة) لأن بادية نجد، وجميع بوادي الجزيرة تقول هذا الكلام الغريب الذي قدمت لك جهلى بطبيعته)).
أكتفي بهذا القدر من كلامه ثم أقول إنه استشهد بعد ذلك بشواهد من شعر بدوي مختل الوزن سقيم المعنى ركيك العبارة أخذه من كتاب (قلب الجزيرة العربية للأستاذ فؤاد بك حمزه والأستاذ فؤاد حمزة بك إنما ذكر ذلك على أنه أمثلة لشعر البادية لا على أنه الشعر الحجازي وهبه ذكره على أنه شعر الحواضر الحجازية فهل كان يليق بجناب الباحث الفاضل الذي أتيح له تتبع بعض شعر الحجاز بل شعر الجزيرة العربية أن يحكم على جميع الشعر الحجازي بأنه من هذا النوع السخيف الفاسد اعتماداً على مقالة في كتاب، ثم لا يتورع من أن يدخل في عموم هذا الحكم جميع الجزيرة العربية.
لست أحاول أن أدافع في هذا المقام عن مكانة الشعر في الأقطار العربية جميعها فذلك يحتاج إلى سفر خاص ووقت طويل، وإنما بحسبي أن أقدم في هذه العجالة السريعة صورة موجزة أشد الإيجاز للشعر في الحجاز اليوم جلاء للحقيقة وتنويراً للأذهان. وفيما يلي قصيدة للشاعر الحجازي صاحب التوقيع المستعار (ابن رشيق) نشرها تحت عنوان (السياسة) وهي هذه القصيدة:
قيل عنها بأنها بنت أفعى
حيّة في سباسب الأرض تسعى
ويلي ذلك قصيدة الشاعر العبقري حسن عواد، وعنوانها (القمر يتكلم)، وأصلها لتوماس هاردي علي طريقة حوار بين الشاعر والقمر عربها نثراً عن الإنكليزية، الأستاذ العقاد ونظمها شاعرنا في القصيدة الآتية:
أيا بدر طال عليك الشباب
فماذا رأيت ألا من جواب؟
وبعد هذه قصيدة لبعض أدباء المدينة المكنى عن اسمه (أبي الطيب) (2) وعنوانها: (أيها العيد) ومطلعها:
أيها العيد كم تثير شجوني
وبعد ذلك قصيدتان الأولى (موشح) بعنوان (مساء في روض) للأديب الكبير الأستاذ (عبد الوهاب آشي) والثانية بعنوان نفثات للأديب صاحب التوقيع الرمزي (م.س.ع) (3) أرجو نشر الجميع (4) ليطلع عليه القراء الكرام ليبدو حكمهم فيه أهو شعر سائغ جميل أم كلام لا يدرى أشعر هو أم نثر.
ولولا ضيق الوقت والمقام لأوردت عشرات الأمثلة من الشعر الذي إن لم يفق هذا فإنه لا يقل عنه جودة وجمالاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :898  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 112
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج