شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقدمة ديوان عبد الحق النقشبندي (1)
بقلم: أحمد العربي
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واهتدي بهديه.
أما بعد، فقد تفضل الصديق الكريم الأستاذ الجليل الشيخ عبد الحق النقشبندي، بإهدائي مجموعة شعره التي اعتزم إصدارها كديوان لما نظمه من الشعر في مناسبات شتى. كما تفضل بانتدابي لتقديم هذا الديوان. وإنه ليسعدني أن اقدم إلى القراء الكرام هذه الإضمامة الشذية من الشعر الوجداني الرقيق، وإن كنت أجد بعض الحرج فيما لو أردت أن أفي هذا الصديق الوفي النبيل ما هو أهل له من الثناء والإطراء، وأن أشيد بمواهبه الأدبية بما تستحقه من الإشادة والتنويه. ولعلَّ ما يتمتع به أديبنا المربي الكبير من مكانة مرموقة بين أدبائنا ومثقفينا وبين رجال التربية والتعليم، يغنيني عن التنويه بفضله والإشادة بعلمه وأدبه. وحسبي أن أشير إلى بعض جهوده في حقول التربية والتثقيف، وبعض آثاره في مجالات الأدب والبيان، المتمثلة فيما يلي:
1 ـ في جهوده المثمرة في معاهد التربية والتعليم، التي اغتذى بثمارها عشرات المئات من الدارسين والمتخرجين على يديه من أبناء المدينة المنورة ومثقفيها، الذين أسهموا إسهاماً بارزاً في الحركة العلمية والأدبية.
2 ـ ما نشرته له بعض الصحف والمجلات من مقالات ممتعة عن جولاته ورحلاته في البلاد العربية.
3 ـ مشاركته في بعض الندوات والمجالس الأدبية التي كانت تلتئم في مواسم الحج وغيرها من المناسبات الأدبية، مشاركة بارزة بما يلقيه فيها من القصائد الغراء والخطب البليغة.
4 ـ صلاته الأخوية بكثير من أدبائنا ومبادلته لهم الرسائل والمطارحات الأدبية.
وقد يكون من المستحسن أن أنوه هنا ببعض سمات شخصية أديبنا الكبير، وما يتحلى به من دماثة في الخلق ونبل في الشمائل. ولعلَّ أجدر تلك الخلائق بالتنويه. ذلك الوفاء المثال الذي جذب له القلوب، وشدها إليه بأوثق وشائج الود والولاء، وجعل منه صديقاً محبوباً إلى كل من اتصل به أوهبّت عليه نسمة من نسمات خلقه الرضي. ولقد كان إلى جانب وفائه النبيل ميالاً إلى التسامح بأوسع معانيه. فلم يتنكر لأحد إخوانه، ولم يجفِ صديقاً من اصدقائه مهما كان خلق ذلك الصديق. بل كان يقابل تجنّي بعض من يتجنى عليه من الصحاب بالعفو والصفح الجميل، وإذا كان خلق التسامح قد جاء منسجماً مع وفائه ومكملاً له، فإن ما جبل عليه أو بانَ من دماثة الخلق حبب إليه التواضع ولين الجانب مما ضاعف من استمالة القلوب له وانعطافها إليه. وإذا كانت صراحة أديبنا مع إخوانه واصدقائه مما قد لا يحتمل البعض فإن المنصف لا يسعه إلا أن يكبر فيه هذه الخلة متى أدرك الهدف السامي الذي يهدف إليه من تمحيص مودته لإخوانه من كل شائبة تشوبها ليظل جوهرها نقياً مصوناً من كل ما يعكر صفاءه.
وإذا كان لا بدّ لي وأنا أقدم هذا الديوان من كلمة أعبر فيها عن رأيي في شعر أديبنا الملهم، فإني أستطيع أن أجمل رأيي فيما يلي:
إن السمة المميزة لما تضمنه هذا الديوان من شعر وجداني رائع، هي الرقة والعذوبة وصدق العاطفة وحسن البيان، بالإضافة إلى الروح الإسلامية العربية التي تنبض بها قصائده، التي تناولت من أغراض الشعر الأهداف القومية والوطنية إلى جانب المدائح والمراثي والغزل البريء. على أني أفضل أن أترك للقارئ الكريم أن يجلي بنفسه روائع هذا الديوان ليستمتع بما فيها من معانٍ سامية وخيال بديع.
وأخيراً يطيب لي أن أقابل تفضل الصديق الكريم بإهدائي هذه الطاقة العبقة من شعره، وتلك التحية العاطرة التي حياني بها عند عودتي إلى الوطن الحبيب من الخارج، والتي ضمنها هذا الديوان - يطيب لي أن أقابل تلك التحية الزكية وتلك القصائد الرائعة النابضة بالوفاء وصدق العاطفة - بالقصيدة التالية آملاً أن تكون معبرة عما ينطوي عليه القلب من مشاعر الود والوفاء نحو هذا الصديق الكريم، وما يعتلج بين الجانح من ذكريات خالدة لتلك العهود الغالية مشيداً في الوقت نفسه ببعض شمائل الصديق ومواهبه وبما يضم هذا الديوان من شعر رائع بديع:
تحية للصديق عبد الحق النقشبندي ولديوان شعره، قالها السيد أحمد العربي حينما طلب منه صديقه عبد الحق النقشبندي التقديم لديوانه:
هذه طاقة شعر
فاقت الورد النديا
تفعم النفس عبيراً
ينعش القلب الشجيا
قد حبانيها صديق
كان بالود حفيا
ذو يراع ينفث السح
ر بياناً عبقريا
يرسل الحكمة نثراَ
ويصوغ الشعر حيا
شاعر قد هام بالآ
داب مذ كان صبيا
وتحلى بالخلال
الغر كهلاً وفتيا
لم يزل منذ عرفْنَاه
فتى خِلاًّ وفياً
يحفظ العهد ويرعى
الود دفاقاً سخيا
قد حباني وده الم
حض قريباً وقصيا
لست أنسى زمناً
قرّبنا حلواً رضيا
في حمى طيبة، في عيش
مضى سمحاً هنيا
نتبارى في رياض
العلم نجنيه زكيا
نتهادى طُرف الآدا
ب والشعر السريا
يا أبا العز (2) لك الشكر
آن أزجيه سنيا
أنت ما زلت إلى الأف
ضال سباقاً حفيّا
دمت للآداب والأ
خلاق نبراساً وضيا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1102  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 112
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.