شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقدمة
بقلم: محمود عارف
في العهد السعودي الزاهر وعلى الساحة الأدبية، برزت في ((طيبة)) - مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام - طلائع من الرجال العصاميين، هم بناة الأدب، الذين واكبوا مسيرة النهضة الأدبية في المدينة المنورة، إلى جانب إخوانهم في مكة وجدة والرياض والدمام وأبها وجازان وبريدة.
وصاحب هذا الكتاب هو الأديب عبد الحميد عنبر، رحمه الله. وقد تمكنت ابنته "حياة عبد الحميد عنبر" من جمع مواد هذا الكتاب من جريدة المدينة المنورة، بمساعدة صديقَيْ والدها الأخوين الفاضلين علي حافظ وعثمان حافظ، ولولا مساعي هذه الأبنة البارة لضاعت آثار والدها، ولكنها بذلت كثيراً من الجهد حتى تحصلت على الغرض الذي تريده، شعوراَ منها بالإخلاص والبر الذي تكنه لوالدها رحمة الله عليه، وتأكيداً واعترافاً بفضله عليها، وتخليداً لذكره في صفحات الرجال الذين كان لهم السبق في حلبة الأدب ونهضة الصحافة حين تأسست في ((طيبة)) جريدة المدينة المنورة لصاحبيها علي وعثمان حافظ. وفي كتاب ((تاريخ الصحافة)) جاء ذكر الأستاذ عبد الحميد عنبر باعتباره من الرعيل الأول الذي ارتبطت مساهمته مع مطلع تأسيس الجريدة ومع إخوانه أدباء ((طيبة)) وتعددت مشاركته في المقالات والتراجم التي يطالعها القارىء في هذا الكتاب.
وقلم العنبر - في هذه المقالات - لا ينكره كل من عرف فيه ((الصراحة))، وقد أغضبت صراحته الكثيرين من ضعاف النفوس، فكان لا يبالي بالغوغائية التي كانت تحوم حوله بقصد إسكات هذا القلم الصريح.
والصراحة دائماً تكون محاطة بالعصبية الواغلة. والواغلون هم الذين يتدخلون في شؤون الأحرار لأغراض سيئة. ومن الأغراض التي يحملها هؤلاء الواغلون: نشر العداوات وتعطيل الإصلاحات، لا لشيء سوى التفريج عن قلوبهم المحترقة بنار الحقد.. الحقد على الناس والمجتمع.
والأحرار أمثال الأستاذ عبد الحميد عنبر، يؤمنون بالحرية في التعبير، والإخلاص للناس، والسعي لإِصلاح المجتمع. ويكفي أن يرى القارىء سمات القلم الحر في هذه المجموعة المتواضعة، وسيرى كيف كان هذا القلم بصراحته، يحمل شارة الكفاح دفاعاً عن بلده، وجهاداً عن مبادئه، وحماية لمكاسب النهضة الصحفية والأدبية التي كان من أوائل بُناتِها مع زملائه علي حافظ وعثمان حافظ، ومحمد حسين زيدان، وعزيز ضياء، أطال الله أعمارهم، ورفقائه الذين لحقوا بالرفيق الأعلى: ضياء الدين رجب والنقشبندي وعبد القدوس الأنصاري وبعض من لا تحضرني أسماؤهم.
ولا ننسى أن نذكر للأجيال والتاريخ أن هؤلاء المذكورين قضوا بداية حياتهم في ((طيبة)) ثم انتقلوا إلى جدة ومكة. وفي زمن متقارب نقلت مجلة المنهل وجريدة المدينة، فأكملوا الرسالة التي أخذوا على كواهلهم القيام بها في صبر وتضحية. وكان ذلك بإثبات وجودهم على الساحة الأدبية. وهذا هو ما شاهدناه على بساط الواقع، حيث ازدهر كفاحهم في مواقع انتقالهم - جدة ومكة - واشتهرت مؤسساتهم الصحفية في الداخل والخارج، تمشياً مع طموحاتهم كأدباء وصحافيين، وهي طموحات ذات أهداف وطنية ومواقف عربية، تنطق بها منشوراتهم وكتبهم التي سدت فراغاً لا ينكر فكانت موضع التقدير والإعجاب.
هذي تحية تقدير أشيد فيها بالابنة البارة ((حياة عبد الحميد عنبر)) حيث كانت السبب في إصدار هذا الكتاب، وأعتقد أن نجاحها في هذا السبيل سيعطيها الإصرار ويدفعها إلى مواصلة نشر آثار والدها في المستقبل، وبهذا العمل ستضيف باقات معطرة جديدة إلى حديقة الأدب، ومشاعل مضيئة في درب الصحافة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :903  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 124
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج