شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 18 ـ
(تعقبها موسيقى مفرحة تختلط بأصوات وضجيج ودفوف ومزامير)..
الأصوات: أسقطت بغداد.. سقطت عاصمة الإسلام.. أقرعوا الطبول والمزامير وأسمعوا العالم فرحتكم وبهجتكم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علاء الدين يقول):
علاء الدين: لقد ظن أعداء الإسلام إن الإسلام قد انتهى أو هو على وشك الانتهاء بسقوط المدن الثلاثة الكبيرة+ بغداد وحلب ودمشق في أيدي التتار..
ماهر: وإن المسلمين في بلاد الشام ولأول مرة منذ الفتح الإسلامي أصبحوا أقلية مغلوبة على أمرها..
علاء الدين: لقد نسوا دولة المماليك في مصر التي سوف تستطيع بعون الله مجابهة التحدي المغولي - الصليبي المشترك..
ماهر: ولكن المماليك في مصر منقسمون على أنفسهم بعد قتل المعز أيبك وشجرة الدر..
علاء الدين: أمة محمد إلى خير يا ماهر.. فقد استطاع المظفر قطز أن يقبض على السلطة ويسيطر على الموقف ويعود المماليك الفارون أمثال بيبرس إلى مصر..
ماهر: وهل المظفر قطز من المماليك المستوردين من القوقاز يا علاء الدين؟
علاء الدين: المعلومات التي لدي أنه نجل جلال الدين خوارزم شاه الذي امتد ظل ملكه من الهند إلى فارس وتعرض للضربات الرئيسية من المغول وأعاق تقدمهم ولكن..
ماهر: ولكن ماذا؟
علاء الدين: ولكن مهاجمة التتار لمملكته من كل جانب قضت على جيوشه فهرب إلى جهات خراسان ثم آذربيجان ولم يلبث أن توفي في ظروف غامضة في جهات كردستان..
ماهر: يرحمه الله.. لقد كان بطلاً من أبطال الإسلام.. وبعد يا علاء الدين..
علاء الدين: أخذ ابنه الذي أصبح فيما بعد المظفر قطز أسيراً وباعه أحد النخاسين إلى أحد التجار وتقاذفته أيدي النخاسين حتى وصل إلى مصر فانخرط في المماليك البحرية وتدرج حتى أصبح السلطان المظفر قطز..
ماهر: قصة طريفة وبعد يا علاء الدين..
علاء الدين: ولم يكن قطز يسيطر على الموقف حتى وصله رسول هولاكو يطلب إليه الخضوع لسلطان المغول والإذعان لهم..
ماهر: وماذا كان رد قطز؟
علاء الدين: قتل رسول هولاكو وبدأ على الفور الاستعداد للحرب التي لم يعد هناك مجال لتجنبها وكانت مصر قد أصبحت في هذه الفترة ملجأ كل القادة الذين رفضوا الخضوع للمغول..
ماهر: إنه قرار خطير ذلك الذي اتخذه المظفر قطز..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت درية تقول):
درية: وجاء دور مصر للوقوف في وجه التتار.. يا صفية..
صفية: لقد أصبحت المعقل الأخير للإسلام والمسلمين فإن ظفر بها التتار لا قدر الله فقولي على الدنيا السلام..
درية: سنقاوم التتار وسندافع عن ديننا حتى آخر قطرة من دمائنا. على فكرة أولادي وزوجي وإخواني جميعهم تطوعوا للقتال..
صفية: وأبنائي أنا أيضاً يا درية.. فالحماس بالغ أشده بين الشباب والشيوخ والأئمة والعلماء يخطبون في المساجد يحثون الناس على الجهاد في سبيل الله..
درية: لقد سمعت الشيخ عز الدين وهو يخطب ويعدد جرائم التتار وفظائعهم والناس يبكون ثم لا تلبث حناجرهم وقد انتهى من خطابه حتى تدوي مطالبة بالجهاد.. الجهاد لإعلاء كلمة الله والقضاء على المشركين الملحدين السفاحين..
صفية: لم يبق بيت في مصر إلا وهو يردد دعوة الشيخ عز الدين للجهاد.. للجهاد..
درية: اللَّهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علاء الدين يقول):
علاء الدين: لقد تمكن المظفر قطز من إقناع إمارات الصليبين للوقوف على الحياد من صراعه المغول لا سيما وأنه سيضطر للسير على الساحل الفلسطيني ثم المضي إلى داخل بلاد الشام متوجهاً إلى أقصى الشمال لتهديد مواصلات خصمه (كتبغا)..
ماهر: هذه بشائر النصر يا علاء الدين..
علاء الدين: وقد ضمن الصليبيون وأمارتهم في عكا تدعى أمارة البارونات الحصول لقطز على المؤن اللازمة لجيشه أثناء سيره مع دراسة إمكانات تقديم دعم حربي حقيقي لجيش المسلمين ضد المغول..
ماهر: علمت أنهم كانوا يكرهون المغول لما أقدموا عليه من نهب مدينة صيدا وللمذابح والجرائم التي ارتكبوها..
علاء الدين: بلى.. بلى.. إنه توفيق من الله سبحانه وتعالى..
ماهر: وأين كانت وجهة سير جيش المسلمين؟
علاء الدين: إلى الجنوب الشرقي من الجليل الفلسطيني.. وكان جيش (كتبغا) يفتقر إلى الكشافة وعناصر الاستطلاع..
ماهر: وكذلك شعور السكان المناوىء له.. لم يمكنه ولا شك من معرفة الموقف في معسكر المسلمين..
علاء الدين: ولم يعلم (كتبغا) أن عناصر استطلاع المسلمين كانت تتابع كل تحرك لقوات المغول.. وأن قطز كان يضع مخططه بإحكام للإيقاع بجيش المغول بكامله من دون أن يترك له أية فرصة للنجاة أو التملص من المعركة..
ماهر: كيف يا علاء الدين..
علاء الدين: أنظرها نحن نقف على أعلى مكان يطل على المعركة.. لقد عمل قطز على إخفاء قواته الرئيسية في التلال القريبة ولم يظهر إلا المقدمة التي كان يقودها ((بيبرس البندقدارى)).
ماهر: وها أنذا أرى ((كتبغا)) يلقي بقواته على مقدمة قوات المسلمين بقصد حسم المعركة لمصلحته..
(نسمع موسيقى حربية مصحوبة بصليل السيوف ووقع أقدام الخيل وركضها وأصوات المقاتلين وصوت علاء الدين يقول):
علاء الدين: أرى بيبرس ينسحب بعد أن خاض معركة قاسية وقوات ((كتبغا)) تطارده..
ماهر: (صارخاً) انظر يا علاء الدين قوات المسلمين تظهر من التلال وتطوق جيش ((كتبغا)) (نسمع احتدام المعركة وشدتها وصوت من جانب المسلمين يقول):
الصوت: الله أكبر.. سقط ((كتبغا)) على الأرض وألقي القبض عليه واراه محمولاً والقيد والأغلال في عنقه..
علاء الدين: جيش المسلمين يدمر قوات التتار ويكاد يفنيها عن بكرة أبيها وها هم يفرون.. يفرون لا يلوون على شيء..
ماهر: انظر يا علاء الدين إني أرى رأس ((كتبغا)) على رماح المسلمين..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده..
المذيع: ما اسم المعركة التي انهزم فيها التتار؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج