الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > الحلقة الثامنة

الحلقة ـ 8 ـ

(موسيقى الدخول تعقبها موسيقى حربية صاخبة نسمع بعدها صوت طريف يقول):

طريف: أرى جنود المهلب بن أبي صفرة تفر من سيوف الخوارج لا تلوي على شيء..

حذيفة: أجل يا طريف ويخيل إلي أن الخوارج سيدخلون ((واسط)) ويقضون على الحجاج..

طريف: ليتهم يفعلون يا حذيفة فيخلصون الناس من ظلم الحجاج وبطشه وجبروته ولكن..

حذيفه: ولكن ماذا؟

طريف: ولكن ليس بيد الخوارج الأمر وعلى كل حال فالحجاج على كل علاَّته ارحم وأشفق علينا من الخوارج..

حذيفه: صدقت ولكن أترى من الخوارج سيستمر فتقع الواقعة..

طريف: لا قدر الله.. وإني لموقن يا حذيفه أن من الخوارج سيتكسر على أسنة جيوش الحجاج..

* * *

(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة تختلط بابن جريج ثم صوت نائلة):

نائلة: ألم تندمل بعد جراحات أخيك سلمان يا عاتكه..

عاتكه: لا يا نائله.. إنها جراح غائرة واندمالها يأخذ وقتاً غير قليل هذا إذا كتب الله له السلامة..

نائلة: إن شاء الله سلامة وجراحة سليمة..

عاتكه: والله ما أدري يا أختاه إلى متى تظل ليالي الفتن وأيام الاضطراب تسود بلادنا حتى أصبحت الأرواح أرخص ما يباع في أسواقها..

نائلة: يا للدماء البريئة التي أريقت في سبيل الشيطان وكان الأولى أن تراق في سبيل الجهاد لإعلاء كلمة الله..

عاتكه: إنه ليل طويل يا نائله ولا سيما بعد انهزام جيوش الحجاج من قبل الخوارج..

عاتكه: الخطر يحدق بنا من كل جانب ولا أدري هل يستطيع عبد الملك بن مروان أن ينجد الحجاج بعد الرسالة التي بعث بها إليه يطلب المدد..

عاتكه: علمت أن الخليفة عبد الملك بن مروان قد أمر الحجاج وجيوشه في طريقها إلينا..

نائلة: أخشى أن تصل إلينا بعد خراب البصرة..

عاتكه: إنني مضطربة مثلك يا نائلة فقد بعثنا بقلوبنا وأسماعنا وأبصارنا تقاتل مع الحجاج..

نائلة: بل قولي انتزعها الحجاج منا انتزاعاً ودفع بها في أتون حرب لا يعلم إلا الله متى ستنتهي..

عاتكه: بلى يا أختاه فأنت تعلمين ما أكنه لنزار من حب.. فنزار هو كل ما تبقى لنا من أمل..

نائلة: تذرعي بالصبر..

عاتكه: ولكن صبري يكاد ينفذ فعبد الملك بن مروان لا ينتهي من حرب إلا ليدخل في أخرى..

نائلة: على كل حال المعركة الحاسمة بين الخوارج والحجاج بدأت..

عاتكه: وهذا ما يخيفني فنزار يقود فرسان أحد جيوش الحجاج الداخلة في هذه المعركة..

نائلة: ابتهلي إلى الله أن يجنب نزار ومن معه كل مكروه..

(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت المنادي يقول):

طريف: لقد وصلت إمدادات الخليفة عبد الملك بن مروان والتحمت مع قوات الخوارج..

حذيفه: وعلمت أن الحرب سجال بين الطرفين.. ولا أحد يدري لمن ستكون الغلبة..

طريف: للصابرين..

حذيفه: هذا صحيح ولكن الخوارج يقاتلون كعادتهم بوحشية وضراوة..

طريف: وقوات الحجاج تقاتل بفن ومهارة ومعين من الإمدادات لا ينضب..

حذيفه: يا إلهي متى يعود الاستقرار إلى الجبهة الإسلامية حتى تتماسك وتقف صفاً واحداً أمام تهديدات الروم الذين أنزلوا جيوشهم بين انطاكية وطرسوس.. بيد أن جيوش عبد الملك ردتهم على أعقابهم..

طريف: لقد أثلجت صدري يا حذيفه.. بشرك الله بالخير.. وإني أتمنى أن يظفر الحجاج بأعدائه ويعود إلينا فارس الفرسان نزار وهو مكلل بأكاليل النصر المؤزر حتى نفرح بزواجه من ابنتك عاتكه..

المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين لقد نصر الله جيوش أمير المؤمنين على أعدائه..

حذيفه: (فرحاً) أتسمع المنادي يا طريف؟

طريف: بلى.. بلى.. الحمد لله.. الحمد لله..

حذيفه: وقد فر قائد الخوارج إلى بلاد الهند..

طريف: وأرسل الحجاج من يطارده فلن يهدأ للحجاج بال حتى يأتيه المطاردون برأس زعيم الخوارج الفار..

حذيفة: إني متخوف يا طريف..

طريف: من أي شيء؟

حذيفة: أن يسرف الحجاج في قتل الأسرى فأنت تعلم عطشه للدماء..

طريف: ولكن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان سيوقف الحجاج عند حده إذا ما قام بمثل ذلك..

(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مبهجه نسمع بعدها صوت نائلة تقول):

نائلة: هنيئاً لنا بالنصر يا عاتكه..

عاتكه: هنيئاً لنا بهذا النصر المبين الذي أرجو أن ترفرف بعده ألوية الأمن والاستقرار على هذه الربوع..

نائلة: يا رب.. قولي ما هي أخبار نزار؟

عاتكه: إنه مع الحجاج يلازمه أينما سار وحلَّ.. فهو يستبشر بالنصر في المعارك التي يخوضها ونزار بجواره..

نائلة: المهم..

عاتكه: المهم كإنك تسألين متى سيكون الزفاف؟

نائلة: بلى..

عاتكه: بعد أن يعود الحجاج إلى بلدة (واسط)..

(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت حذيفة):

حذيفة: الحمد لله على نعمة السلام والاستقرار.. لقد أشرفت الخلافة الأموية على الزوال لولا أن أتاح الله لها عبد الملك بن مروان الذي يعتبر المؤسس الثاني للخلافة الأموية..

طريف: صدقت يا حذيفة فقد انتشلها بفضل الله وعونه من وهدة الفوضى والدمار بما امتاز به من رجاحة العقل والعزم والحزم والصبر على المكاره..

المذيع: ما اسم المعركة التي انهزم فيها الخوارج وما اسم قائدهم الفار إلى بلاد الهند؟