شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 7 ـ
(همهمة تدل على اجتماع عام نسمع بعدها موسيقى ثم صوت حاكم حمص يخطب في الناس قائلاً):
الحاكم: أيها الناس.. لا يزال الإسلام منيعاً ما اشتد السلطان.. وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف أو ضرباً بالسوط ولكن قضاء بالحق وأخذ بالعدل..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
مالك: أسمعت ما يقول أبوك يا عبد الرحمن؟
عبد الرحمن: بلى يا خالي بلى..
مالك: لقد صدق عمر بن الخطاب حين قال عنه:
عبد الرحمن: ماذا قال أمير المؤمنين عن أبي يا خالي؟
مالك: قال: ((وددت أن لي رجالاً مثله أستعين بهم على أعمال المسلمين))..
عبد الرحمن: الله أكبر.. إني لفخور بأبي يا خالي، وأبتهل إلى الله تعالى أن يقدرني على ترسم خطاه..
مالك: إنني أدعو الله لك.. أدعوه لك.. إن والدك شديد الإخلاص لدينه لا يسكت، عمن يريده بضر وشر حتى لو كان أقرب المقربين إليه، وأكثر الناس فضلاً عليه..
عبد الرحمن: وهذا سر نجاحه في جميع أعماله..
مالك: أجل يا بني.. أجل.. أين ثعلبة والحارث وعاصم يا عبد الرحمن؟
عبد الرحمن: إنهم بجوار المنبر الذي يخطب منه أبي..
مالك: والنساء أين هن؟
عبد الرحمن: في المكان المخصص لهن من المسجد..
مالك: أكانت الرحلة ممتعة؟
عبد الرحمن: ممتعة ونافعة جداً..
مالك: كيف؟
عبد الرحمن: مناظر الطريق الخلابة كانت متعة لنا جميعاً..
مالك: والنفع من أين؟
عبد الرحمن: كان ثعلبة والد مزنه يشكو من ألم في سلسلة ظهره حتى أنه بعد أن أزمع على السفر كاد يعدل بسببه..
مالك: وبعد..
عبد الرحمن: وقد لازمته في المرحلة الأولى من الطريق لأني كنت أخشى أن يسقط عن ظهر راحلته إذا ما جاءته نوبة الألم ولكن..
مالك: ولكن ماذا؟
عبد الرحمن: مضت المراحل كلها وكأنه لم يشك من قبل بعلة في ظهره..
مالك: الحمد لله.. الحمد لله.. إنها بركة الحج إلى بيت الله العتيق.. وإنها لمنفعة من المنافع التي ذكرها الله تعالى بقوله: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ (سورة الحج: 28)..
عبد الرحمن: أجل يا خالي.. أجل.. اللَّهم يسر حجنا وتقبله منا يا رب العالمين..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سماوه تقول):
سماوه: عمك يا مزنه هائل.. هائل جداً.. إن إعجابي به يزداد كل يوم..
مزنه: أما رأيت كم هو إعجاب الناس به اليوم..
سماوة: لقد صدق عمر بن الخطاب حين قال ((إنه نسيج وحده)) أجل إنه فريد في نوعه بين الولاة..
مزنه: يقيني أنه سينجح في ولايته على حمص كما نجح في غيرها..
سماوه: هذا لا يخامرني شك فيه أبداً.. يا مزنه..
مزنه: وليتك رأيت عمي الحارث وأبي وهما يتحدثان بإعجاب وفخر وفرحة ما بعدها بخطبة عمي إليهم..
سماوه: صدقت.. لقد عمت الفرحة جميع سكان حمص وبينت لهم بجلاء أن عمك إداري حازم بالإضافة إلى أنه قائد ماهر..
مزنه: بلى.. بلى.. وأبي فرحته فرحتان يا خالتي..
سماوه: كيف يا بنيتي.. كيف؟
مزنه: لقد زال الألم الذي كان يشكو منه في ظهره، وكان يخشى أن يعاوده بعد أن أخلد إلى الراحة في حمص..
سماوه: الحمد لله والله إنها فرحة لا تعد لها فرحة.. فأنا كنت أخشى أن يعاوده مرضه فلا يستطيع السفر معنا..
مزنه: إذن فمتى السفر إلى بيت الله الحرام..
سماوه: بانتظار قرار والدك والحارث..
مزنه: أين هما الآن.. أترى ما يزالان حيث تركتهما..
سماوه: لا أدري يا بنيتي..
(وترى مزنة الحارث وثعلبة قادمين فتقول):
مزنه: خالتي انظري والدي ثعلبة وعمي الحارث قادمان إلينا..
سماوه: وأرى عبد الرحمن وعاصم والشيماء في أثرهما..
مزنه: ألا تسألينهما عن موعد السفر..
سماوه: سأفعل..
(يدخلان فتقول مزنة والموسيقى مصاحبة):
مزنه: يا مرحبا.. يا مرحبا..
سماوه: ما وراءك يا حارث؟
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الحارث يقول):
الحارث: لبيك اللَّهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك..
مزنه: إذن فسنسير إلى الحج..
الحارث: غداً بإذن الله.. بإذن الله..
الجميع: لبيك اللَّهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك..
المذيع: ما اسم الحاكم الذي امتدحه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :918  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.