شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 10 ـ
(وتقرؤها سوزي وتقول مندهشة):
سوزي: مؤتمر السكك الحديدية قدم اجتماعه كما تقول البرقية...
جيمس: مؤتمر لندن للسكك الحديدية يقدم اجتماعه...
أندي: أجل يا عماه وعلى أن أسافر إلى لندن في مطلع الأسبوع القادم... أي بعد الحفلة التي سنقيمها مباشرة تقريباً...
سوزي: ما آب من سفر إلا إلى سفر...
جيمس: أجل يا سوزي هكذا رجال الأعمال...
أندي: إنك يا عمي تضعني في مستوى لم أصل إليه بعد...
جيمس: إنه تواضع الكريم...
أندي: شكراً على هذا الإطراء...
سوزي: ولكن...
أندي: ولكن ماذا يا سوزي؟؟
سوزي: أعمالك هنا.. أخشى عليها من الارتباك من أسفارك المتواصلة... وغيابك الطويل...
أندي: لا تخافي فلن أخطو قيد شعرة إلا بعد أن أكون قد رتبت أموري ووجهتها الوجه الصحيحة ثم...
جيمس: ثم ماذا يا بني...
أندي: البركة في مستر سكوت... والآن..
سوزي: والآن ماذا؟؟
أندي: هل أنت مستعدة للسفر؟؟
سوزي: من الآن...
أندي: وعمي هل أنت أيضاً مستعد لأن تقبلنا في صحبتك في هذه الرحلة...
جيمس: شكراً يا بني... إنه ليسعدني أن أكون معكما.. ولكني أخشى أن يكون في وجودي ما يربك برنامجكما..
أندي: أبداً يا عمي بالعكس فوجودك معنا بالإضافة إلى أنه مبعث سرور لنا سيسهل لي فرص اللقاءات مع رجال الأعمال في بريطانيا لأني سأكون مطمئناً على سوزي من جهة ووالدتي من جهة أخرى...
جيمس: حسناً...
أندي: ثم لا تنسى يا عمي إنك وعدتني بهذه الصحبة قبل المصاهرة فكيف وقد شرفتني بهذا النسب...
جيمس: أننا نحن السعداء يا بني بشاب عظيم مثلك...
سوزي: أراكما دخلتما في المجاملات فلنضع برنامج الرحلة وبالطبع أندي سيبلغ مدام كارنيجي تفاصيلها...
أندي: حسناً هيا بنا ننتظم حول مائدة الشاي لنضع البرنامج...
سوزي: هيا... تفضلوا فالشاي جاهز....
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هوجان يقول:)
هوجان: أما قلت لك يا أختاه أن سفر أندي إلى بريطانيا ربما يكون بعد الحفلة التي سيقيمها مباشرة...
كارنيجي: أجل.. وهكذا تصدق تكهناتك يا أخي... قل لي...
هوجان: تفضلي..
كارنيجي: هل اشتريت الهدايا وجهزت الخطابات...
هوجان: أجل.. أجل.. وجئت إليك أسألك متى أحضرها لك...
كارنيجي: كلما أسرعت يكون أحسن حتى تحتل مكاناً في حقائبي...
هوجان: ولكنكم مسافرون بالبحر ويمكنك حمل ما تريدين من حقائب...
كارنيجي: هذا صحيح ولكنني لا أريد أن أحمل حقائب كثيرة معي...
هوجان: لماذا؟
كارنيجي: لأني سوف أتسوق من بريطانيا حاجات ليست موجودة في أمريكا...
هوجان: وتشترين من هناك الحقائب وهي لا شك أرخص فالمصنوعات الجلدية في بريطانيا أجود وأرخص..
كارنيجي: بلى... بلى...
هوجان: يا لك من سيدة مقتصدة مدبرة.. قولي يا أختاه...
كارنيجي: ماذا أقول؟؟
هوجان: هل اشتريت هدايا للأهل والأصدقاء في (دنفر لاين) باسكتلندا؟؟ أو نسيتهم في زحمة الحياة في أمريكا...
كارنيجي: كيف أنسى بلدي مسقط رأسي وأهلي وأصدقائي أنسيتهم أنت يا هوجان وقد جئت إلى أمريكا قبلنا...
هوجان: لا يا أختاه لم أنسهم وسأظل أذكرهم ما حييت... واتطلع بشوق وتوق إلى اليوم الذي تسعدني فيه ظروفي المادية بزيارة مسقط رأسي ورؤية أهلي وأصدقائي...
كارنيجي: أجل وسنظل أوفياء للوطن حتى الموت..
هوجان: هل تحدد يوم السفر...
كارنيجي: أجل.. أجل.. إنه يوم الاثنين القادم...
هوجان: أي بعد أسبوع.. تماماً...
كارنيجي: نعم... نعم...
هوجان: ما هو برنامج السفر؟؟
كارنيجي: لم يأتني به أندي بعد لأنه لم يفرغ من وضعه...
هوجان: سمعت أن مستر أندرسن سيرافق ابنته سوزي...
كارنيجي: أجل.. أجل... وسيكون ذلك مدعاة لسرور سوزي وسروري أيضاً...
هوجان: حقاً إن مستر أندرسن خير رفيق وصديق... وأني لأتمنى لكم سفراً سعيداً وعوداً حميداً وأقول مع السلامة...
كارنيجي: مع السلامة وإلى اللقاء...
نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بصوت بوق الباخرة وهي ترسو على ميناء يورشموس ببريطانيا وكارنيجي تقول:
كارنيجي: ها نحن نصل إلى بريطانيا الوطن الأم سالمين.. يا الهي الدنيا لا تسع أفراحي...
أندي: حقاً يا أماه فليس في الدنيا أغلى من الوطن وأعز إلا...
سوزي: إلا ماذا يا أندي...
أندي: إلا الزوجة الصالحة...
سوزي: شكراً... شكراً...
كارنيجي: صدقت يا بني وقد وفقك الله للزوجة الصالحة فاهنأ بما أنعم الله عليك...
سوزي: ألف شكر يا أمي.. ألف شكر...
أندي: أراك يا عماه سايحاً في بحر من التأملات فهل أثارت العودة في نفسك بعض الذكريات
جيمس: يقول الشاعر العربي...
وحبّب أوطان الرجال إليهموا
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمو
عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا
كارنيجي: أبيات جميلة يا مستر أندرسن يلوح لي أنك ملم بالأدب العربي...
أندي: كيف لا يا مامي... مستر أندرسن من كبار أدبائنا وعنده مكتبة عامرة حوت أنفس الكتب وأندرها...
كارنيجي: سمعت عن مكتبة مستر أندرسن ولكن لسوء حظي لم أزرها...
أندي: أما أنا فكنت أزورها دائماً ولها الفضل في تنمية ثقافتي البسيطة...
كارنيجي: وكانت زيارتك للمكتبة عصفورين بحجر واحد.. أليس كذلك يا سوزي...
(يضحكون... ويقول أندرسن):
جيمس: ربما يا مدام كارنيجي...
سوزي: وتقول يا أبي ربما وأنا لم أر أندي إلا مرة واحدة وهو في المكتبة بين أصحابه
كارنيجي: ولكن أندي كان يراك كل ما دخل المكتبة...
سوزي: كيف يا مامي...
كارنيجي: يراك في خياله الذي احتللته منذ اليوم الذي أخذ والدك مستر أندرسن بيد (أندي) إلى وظيفة الساعي في المكتبة البرقي بلندن...
جيمس: إنك تحسنين التصوير يا مدام كارنيجي.. إنك مبدعة...
كارنيجي: لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
سوزي: ضعنا يا أندي أنا وأنت بين والدتك ووالدي...
أندي: إنهما يشجعانك على دراسة الأدب العربي ففيه كثير من هذه الروائع... ألم تلمي بشيء منه...
سوزي: قرأت ألف ليلة وليلة وأني ما أزال أحلم باليوم الذي أزور فيه مواطن ألف ليلة وليلة...
أندي: وهارون الرشيد وعلي بابا وأبهة الشرق وعظمته من يدري يا سوزي فقد يصبح حلمك حقيقة.
سوزي: عسى ولعل...
(نسمع بعدها صوت كارنيجي تقول):
كارنيجي: ما هو البرنامج؟؟
أندي: ثلاثة أيام في المؤتمر ويومان لقاءات مع رجال الأعمال في لندن...
كارنيجي: وبعدها....
أندي: إلى دنفر لاين باسكتلندا.. أليس كذلك يا عماه...
جيمس: أجل.. أجل..
أندي: سوزي ها... ما تقولين...
سوزي: إنني معك حيث تكون فأنت مكاني وأنت زماني..
كارنيجي: بورك فيك وبورك في ظهر أنجبك...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هاردي يقول:)
هاردي: كيف كانت حفلة أندي وسوزي يا جورج...
جورج: بديعة يا هاردي.. رائعة...
هاردي: ولا شك أن الأمور سارت معك على ما يرام...
جورج: خلاص يا هاردي خلاص.. لقد طوى الموضوع في زوايا النسيان وإلى الأبد...
هاردي: ما أعظم سوزي...
جورج: ووالدها مستر أندرسن وزوجها أندي..
هاردي: إنني سعيد جداً يا جورج بأن ينتهي الموضوع بالشكل الذي انتهى وأن يفتح ما بينكم عهد من الصداقة والمودة..
جورج: الحمد لله يا هاردي وإني لأدعوه أن يعيدهم سالمين إلى الوطن فقد اصبحنا نحس بفراغ لغيابهم...
هاردي: لا أظن غيابهم سيطول...
جورج: أخشى ما أخشاه...
هاردي: ماذا تخشى ومن تخشى؟
جورج: أخشى من مدام كارنيجي والدة (أندي)...
هاردي: وما عساها أن تفعل..
جورج: سوف تبقيهم مدة أطول في اسكتلندا وطنها الأصلي فهي مجنونة به..
هاردي: أنها تعذر يا جورج...
جورج: ولكننا ولدنا هنا ولا نعرف لنا وطنا ولا أهلاً إلا هذا الوطن وأهل هذا الوطن..
هاردي: هذا بالنسبة لنا نحن الشباب.. أما الذين فاؤوا إلى هذه البلاد وهم في خريف العمر فما يزالون يحتفظون بذكرى أوطانهم الأصلية..
جورج: فليبقوا في أوطانهم الأصلية...
هاردي: ولكنهم جاؤوا إلى هنا طلباً للرزق.. ثم أنهم مع حبهم لأوطانهم الأصلية يحبون وطنهم الثاني ويكنون له كل إخلاص وتقدير...
جورج: على كل حال أرجو ألا يطول غيابهم فنحن في فراغ لا يملؤه إلا وجوههم...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سوزي تقول:)
سوزي: حقيقة بريطانيا بلد جميل ومناظر اسكتلندا رائعة جداً يا أندي أقولها من دون مجاملة...
أندي: شكراً يا عزيزتي...
سوزي: والشيء الذي سرني في هذه الرحلة أن أرى والدتك وقد غمرتها الفرحة وعاد إليها صباها وشبابها...
أندي: إنها تجتر الذكريات وفي الذكريات ما يحيى ميت الآمال...
سوزي: أما والدي فقد اجتذبته مكتبات بريطانيا ودور النشر فيها وقد أنغرز فيها ولا يرغب في الخروج...
أندي: كل يفتش عن ليلاه يا عزيزتي...
سوزي: ومن ليلاك يا أندي..
أندي: وهل عندي غيرك يا أعز إنسانة عندي..
سوزي: شكراً قل لي عسى أن بلقائك لرجال الأعمال في بريطانيا قد اكنسفت شيئاً...
أندي: أجل يا عزيزتي لقد اكتشفت شيئاً سوف يغير مجرى حياتي..
سوزي: ما هو يا عزيزي؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :655  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .