شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 6 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هوجان:)
هوجان: أما يزال أندي مصمماً على قضاء إجازته في دنفر لاين باسكتلندا يا أختاه...
كارنيجي: هذا هو برنامجه حتى الآن وإنه ينتظر إذن الشركة له بالسفر...
هوجان: إن أندي في الحقيقة بحاجة إلى إجازة... فقد أنهك جسمه وأرهقه من العمل المتواصل والكد ليل نهار.
كارنيجي: ولكنه كد والحمد لله قد أتى بنتائج باهرة... يا هوجان...
هوجان: صدقت... صدقت.. غير أني أرى إن الإجازة ضرورية له لأني أخشى عليه من الإرهاق...
كارنيجي: هذا صحيح... وقد شعر هو بذلك فقدم طلب الإجازة...
هوجان: هل ستصحبينه يا أختاه في إجازته..؟
كارنيجي: لا أدري.. ويا ليته يأخذني معه فأنا أيضاً بحاجة إلى الاستجمام والراحة بعد سنوات الكد المريرة...
هوجان: كارنيجي...
كارنيجي: نعم يا أخي...
هوجان: ألا يفكر أندي في الزواج...
كارنيجي: لا بد أنه يفكر ولكنه لم يفاتحني في ذلك....
هوجان: هل فكرت في عروس له؟؟
كارنيجي: عمل أندي المتواصل والساعات القليلة التي أراه فيها لم تدع لي المجال في التحدث معه في مثل هذا الموضوع ولكن...
هوجان: ولكن ماذا؟
كارنيجي: سمعته يمتدح جمال ((سوزي)) ابنة مستر أندرسن...
هوجان: أين رآها؟؟
كارنيجي: يظهر في إحدى زيارته لمكتبة أبيها... ألم يرها - على فكرة - في زيارته معك لأبيها أخيراً...
هوجان: لا لأن سوزي لم تحضر مجلسنا...
كارنيجي: يظهر أن أباها من المحافظين...
هوجان: وابنته يلوح لي أنها كذلك لأنها لا تشاهد كثيراً في الأماكن العامة...
كارنيجي: نعم التربية ونعم الأب والبنت...
هوجان: خرجنا عن الموضوع... ماذا كانت انطباعات (أندي) عن ابنة مستر أندرسن بعد أن رآها في المكتبة
كارنيجي: كما قلت قبلاً امتدحها وأشاد بجمالها وأثره في نفسه ثم قال...
هوجان: قال ماذا؟؟
كارنيجي: ((أين الثرى من الثريا))... أين ابنة مستر أندرسن العظيم من الساعي ابن البائع المتجول...
هوجان: يلوح لي أن ابنة مستر أندرسن قد تركت أثراً عميقاً في نفسه...
كارنيجي: وأنا معك غير أن أندي كما تعرف يزن الأمور بميزان العقل لا بميزان العاطفة...
هوجان: لعله يجد في رحلته هذه العروس المناسبة...
كارنيجي: العروس المناسبة - في رأيي - هي ابنة مستر أندرسن يا هوجان... ليته يتقدم إلى أبيها بعد أن أصبح في هذا المركز الضخم...
هوجان: لقد علمت أن (أندي) زار مستر أندرسن زيارة خاصة بعد الزيارة التي كنت معه فيها لعله فاتحه في الأمر...
كارنيجي: إن أندي لا يطلع سره لأحد حتى لو كان من أقرب المقربين إليه....
هوجان: على كل حال إذا لم نعرف اليوم فسنعرف فيما بعد ولاسيما حادثا كالزواج...
كارنيجي: أجل.. أجل...
هوجان: استأذن وأرجوك تتصلي بي عندما تقررون السفر حتى أبعث معكم رسائل وهدايا إلى الأهل والأصدقاء في اسكتلندا.. آه...
كارنيجي: ولم تتأوه؟؟
هوجان: ليتني أستطيع مادياً السفر معكما...
كارنيجي: كان سرورنا سيكتمل.. فإلى فرصة أخرى يا أخي...
هوجان: مع السلامة...
كارنيجي: مع السلامة وإلى اللقاء...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جورج يقول:)
جورج: ما هي الأخبار عن (أندي) يا هاردي؟؟
هاردي: إنه يقفز من نجاح إلى آخر.. وأنت يا جورج...
جورج: أسقط من فشل إلى فشل...
هاردي: لماذا وكل أسباب النجاح مهيأة لك...
جورج: تقول لماذا وأنت تعلم السبب...
هاردي: صدقني لا أعرفه...
جورج: كيف....
هاردي: صدقني أقول لك لا أعرفه....
جورج: إنك تتجاهل تجاهل العارف...
هاردي: ما الذي يدفعني إلى ذلك...
جورج: لا أدري سل نفسك يا أخي...
هاردي: أنت غريب في تصرفاتك ومعالجتك للأمور يا جورج...
جورج: وهذا مصدر فشلي...
هاردي: حسناً... لم لا تفتش على الدَّاء وتستعمل له الدواء...
جورج: الداء أعرفه ولكن الدواء بعيد المنال...
هاردي: أراك تتكلم بالأحاجي والألغاز.. لم لا تكون صريحاً فتريحني وتريح نفسك...
جورج: سأكون معك صريحاً فهل تساعدني..
هاردي: أعدك ضمن طاقاتي وإمكاناتي...
جورج: اتفقنا....
هاردي: قل من فضلك...
جورج: الدواء... الدواء...
هاردي: الدواء... الدواء... ما هو؟؟
جورج: الدواء بيدها...
هاردي: بيد من؟؟
جورج: سوزي ابنة مستر أندرسن...
هاردي: سوزي...
جورج: أجل سوزي...
هاردي: تقدم واطلب يدها فعندك جميع المؤهلات: شباب, وجاه ومال.
جورج: تقدمت فطردت... بل وضربت بهراوة من أبيها ما تزال آثارها ظاهرة على ظهري...
هاردي: يظهر أنك لم تسلك الطريق الصحيح....
جورج: ربما ولكن ما العمل؟؟
هاردي: البنات على رأس من يشيل...
جورج: ولكن ((سوزي)) نسيجة وحدها... فريدة في نوعها...
هاردي: طالما حواء تلد فليس هنالك فتاة نسيجة وحدها أو فريدة نوعها...
جورج: إذن فليس لديك إلا هذا الحل...
هاردي: هذا في رأيي هو الحل السليم...
جورج: حسناً ولكنني أريد أن أعرف...
هاردي: تعرف ماذا؟؟
جورج: من هو صاحب الحظ السعيد الذي استولى على قلب (سوزي)...
هاردي: وإذا عرفته... هل تهنئه؟
جورج: لا... ولكني سأرتاح عندما أعرف...
هاردي: أخشى إذا ما عرفت صاحب الحظ السعيد - على رأيك - أن تقوم بعمل طائش كما يفعل بعض الحمقى والأغبياء وأنت بالطبع لست منهم...
جورج: ثق إنني لن أقدم على عمل طائش لو عرفت اسم صاحب الحظ السعيد...
هاردي: فتش من جهتك وسأفتش أنا من جهتي وإلى الملتقى...
جورج: إلى الملتقى...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة نسمع بعدها صوت جيمس يقول:)
جيمس: ما بك يا سوزي كل الوجوه في فلوريدا تطفح بالبشر والسرور وأنت عابسة متجهمة الوجه... هل تشكين من شيء...
سوزي: لا.. يا أبي.. أبداً...
جيمس: غير معقول.. غير معقول... أنك منذ زيارة (أندي) الأخيرة وأنت غير طبيعية... فهل أنت مستاءة من شيء أو قلقة على شيء...
سوزي: أبداً يا أبي..
جيمس: ولكنك كنت حريصة على الإجازة وقضائها في ميامي وعلى شطئان فلوريدا... فهل ما أنت فيه شأن من جاء ليستمتع بإجازة..
سوزي: أرجوك يا أبي لا تحرجني بأسئلتك فأني أخشى أن افقد صبري فيصدر مني ما قد يسيئك...
جيمس: يا الهي.. أبلغ بك الحال إلى هذا الحد... إنني والدك ويجب أن تقولي فقد أساعد على تخفيف ما تشكين منه...
سوزي: أريد العودة إلى بتسبرج...
جيمس: نعود ولم نرتح بعد من وعثاء السفر...
سوزي: سأعود وحدي إذن...
جيمس: تعودين وحدك يا للهول... سوزي.. أنت حقاً غير طبيعية قولي يا بنيتي أنا أبوك.. قولي ماذا يضايقك.. قولي:
(وتنفجر باكية فيقول لها):
جيمس: ابك... ابك... فالبكاء سيفتأ ما بصدرك من هم وغم...
سوزي: عد بي يا أبي إلى الفندق فقد بدأت العيون ترمقني وأنا أبكي...
جيمس: لا.. لن نذهب إلى الفندق.. وإنما نمشي على الشاطئ فاستنشاق الهواء العليل سيسري عنك آلامك وأحزانك التي لا أدري أسبابها...
لا تدري أسبابها... هيا بنا نتمشى.. هيا..
(موسيقى تختلط بتكسر الأمواج على الشاطئ نسمع بعدها صوت جيمس يقول:)
جيمس: حقاً يا بنيتي لا أدري أسباب ما أنت فيه كما أني لا أذكر أني قمت بعمل يسيء إليك...
سوزي: أستغفر الله يا أبي... أستغفر الله... أعف عني يا أبي... إنها حالة انفعال طارئة وقد زالت والحمد لله بعد هذا المشوار على هذا الشاطئ الجميل...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت كارنيجي:)
كارنيجي: أندي.. أندي..
أندي: نعم يا مامي..
كارنيجي: متى قررت السفر إلى اسكتلندا؟؟
أندي: اسكتلندا؟؟!!
كارنيجي: اسكتلندا.. أجل اسكتلندا... هل غيرت رأيك؟؟
أندي: يلوح لي أننا سوف لا نذهب إلى اسكتلندا هذه المرة...
كارنيجي: إذن فليس هنالك من سفر...
أندي: لا... ولكن...
كارنيجي: ولكن ماذا؟
أندي: سنسافر أو بالأحرى سنقضي إجازتنا في مكان غير اسكتلندا...
كارنيجي: أين؟؟
أندي: في ميامي.. فلوريدا
كارنيجي: ولم عدلت عن اسكتلندا؟؟
أندي: الوقت غير مناسب للزيارة فالأرض هناك مغطاة بالثلوج والأمطار لا تنقطع...
كارنيجي: حقاً يا بنتي ولكنها بلادنا وقد اعتدنا جوها...
أندي: ولكن إقامتنا الطويلة بأمريكا أثرت على مناعتنا ومقاومتنا للبرد.. على أننا سنذهب إلى اسكتلندا في وقت مناسب...
كارنيجي: متى في الصيف يا أندي...
أندي: أرجو أن يكون ذلك...
كارنيجي: ومتى سنذهب إلى ميامي...
أندي: غداً إذا كنت مستعدة لذلك...
كارنيجي: إنني مستعدة من الآن...
أندي: ووالدي من سيعتني به في غيابك؟؟
كارنيجي: خالي وزوجته من أقرباء أبيك كما تعلم...
أندي: أجل... وإنها لأمرأة نبيلة... إذن خذي يا أماه في أسباب السفر أما أنا فسأذهب لأني على موعد مع مستر سكوت...
كارنيجي: مع السلامة....
أندي: مع السلامة....
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جورج يقول:)
جورج: ها.. هاردي... هل توصلت إلى شيء؟؟
هاردي: لا يا عزيزي جورج ولكن...
جورج: ولكن ماذا...
هاردي: يخيل إلي أن منافسيك على حب سوزي كثيرون...
جورج: مثلاً من؟؟
هاردي: جون هارفي
جورج: وغيره...
هاردي: جوزيف ستيفنسن...
جورج: وغيره...
هاردي: ربما أندي...
جورج: صديقي أندي غير معقول... أنه سينسحب إذا عرف أني في الطريق...
هاردي: ولكن سوزي كما تقول لا تريدك وقد أيدت هي وأباها رأيهما بصراحة فيك...
جورج: أجل.. أجل.. ولكن...
هاردي: ولكن ماذا؟؟
جورج: هل أنت متأكد أن منافسي أو بالأحرى صاحب الحظ السعيد هو صديقي أندي... يا الهي حتى في زواجه يكون ناجحاً...
هاردي: حقاً يا جورج... ما دخل (أندي) معركة إلا وانتصر فيها وظفر بحصة الأسد منها...
جورج: ثم ماذا؟؟
هاردي: يا أخي أنت تركض وراء سراب بينما هنالك من تفكر فيك؟؟
جورج: من هي؟؟
هاردي: (أيضاً) ابنة مستر بروكس مدير المكتب البرقي... وهي فتاة رائعة الجمال والخلق..
جورج: بفكر في اللي ناسيني ودور على اللي بايعني.. شكراً يا هاردي أنك والله نعم الصديق لقد نبهتني إلى هذه الإنسانة الطيبة المحمودة من جميع من اتصلوا بها.. شكراً.. شكراً..
هاردي: إذن فإلى إيفا ووالد إيفا... متمنياً لك حظاً سعيداً.. ومستقبلاً باهراً...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جيمس يقول:)
جيمس: سامحيني يا بنيتي... لقد كنت غبياً وكأني لم أمر بالحال التي كنت فيها...
سوزي: الآن عرفت سبب انفعالي... يا أبي...
جيمس: أجل.. أجل.. إنه سفر أندي إلى اسكتلندا... يا لغبائي. ولكن...
سوزي: ولكن ماذا؟
جيمس: إذا قلت لك شيئاً هل استحق أن أظل في نظرك غبياً...
سوزي: قل وعندها ستحكم أنت على نفسك إذ أنني لا أتجرأ على الحكم عليك...
جيمس: تذكرين زيارة أندي وحده لنا في تلك الليلة...
سوزي: أذكر...
جيمس: في تلك الليلة خطبك مني...
سوزي: (مندهشة) خطبني.. تقول خطبني أندي...
جيمس: أجل.. أجل..
سوزي: وبماذا أجبته أندي..
جيمس: استمهلت الرد حتى أعرف كل ما عندك نحو أندي...
سوزي: أوه يا أبي. حقاً أنني أنا الغبية لا أنت... لقد استدرجتني حتى كشفت جميع أوراقي لك...
(يضحكان ثم يلتفت جيمس ويقول):
جيمس: انظري يا سوزي.. انظري...
سوزي: أين..؟
جيمس: هناك... هناك..
سوزي: أنه... أنه...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1041  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج