شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 4 ـ
ملكشاه: هنيئاً لك أيها الخاقان بالإسلام ولمن معك..
تتش: الفضل لله ثم لك أيها السلطان…
ملكشاه: الفضل لله وحده والحمد والشكر له وحده أن شرح صدوركم للإسلام وهداكم إليه وإن فرحي يعلم الله لا يعدله فرح..
تتش: إننا نرجو منك أيها السلطان أن تبعث إلينا بالدعاة والمبلغين والمرشدين من الرجال والنساء لكي يعلمونا قواعد هذا الدين وآدابه..
ملكشاه: هذا الطلب سينفذ في الحال وسيقوم وزيري نظام الملك الذي تراه أمامك..
نظام الملك: أجل أيها السلطان سينفذ بإذن الله في الحال ومن اليوم..
تتش: والداعيات من النساء أرجو أن يكون في مستوى عقلية وفهم امرأة بين حملتكم اسمها بركوزار أن نساء بلادي مفتونات ومعجبات بها وبطريقة تعليمها..
ملكشاه: لدينا العديد من أمثال بركوزار أيها الخاقان..
تتش: حبذا لو تكون ((بركوزار)) هذه على رأسهن ومعها نسيت أن أقول سيدة أخرى تدعى ترك خاتون لا تقل عنها فهماً ومعرفة وأداء..
ملكشاه: أما هذه الأخيرة فهي زوجتي أيها الخاقان..
تتش: زوجتك أيها السلطان أنهم يحمدونها كثيراً لقوة شخصيتنا وتأثيرها في المستمعات..
ملكشاه: الحمد لله الذي وفقني إلى الزوجة الصالحة الداعية إلى سبيل ربها..
تتش: سوف يكون لنا اجتماع آخر أيها السلطان للتداول في مواضيع شتى..
ملكشاه: أكثر من اجتماع إذا شئت أيها الخاقان فأنا مستعد للمساعدة المطلقة في شتى الميادين..
تتش: إنني لا أريد أن أضيع وقتك الثمين لأني أعلم أن لك أهدافاً أخرى وليسمح لي أخي السلطان أن أسأله..
ملكشاه: تفضل أيها الأخ الخاقان..
تتش: ستكون مسيرتك من بلادنا إلى بلاد الصين.. أليس كذلك..
ملكشاه: بلى.. بلى..
تتش: سؤال آخر.. إذا سمحت..
ملكشاه: تفضل..
تتش: هل تسمحون لي ولقومي بأن نخرج معكم للجهاد في سبيل الله..
ملكشاه: الله أكبر.. إن في ذلك منتهى سعادتي وسروري أيها الأخ الخاقان.. وسيكون جيشي جيشك وجيشك جيشي..
تتش: إذن ننهي اجتماعاتنا غداً كي نتأهب للخروج معكم وفي طريقنا نستكمل المداولة في الأمور التي لم نتممها بعد..
ملكشاه: وهو كذلك.. بمشيئة الله..
تتش: نستودعك الله أيها السلطان..
ملكشاه: في حفظ الله وأمانه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ترك خاتون تقول وهي متهللة فرحاً):
خاتون: أسمعت بالنجاح الذي تمَّ في الاجتماع يا بركوزار..
بركوزار: سمعت طرفاً منه ولا بد أن لديك التفاصيل..
خاتون: قبل خاقان الترك وقومه الدخول في الإسلام وفعلاً تشهدوا أمام السلطان..
بركوزار: وهذا الهدف الرئيس من الحملة قد تحقق والحمد لله وماذا بعد؟
خاتون: أثنوا عليك كثيراً يا بركوزار..
بركوزار: من الذي زج باسمي في اجتماع القادة..
خاتون: خاقان الترك..
بركوزار: خاقان الترك..
خاتون: أجل.. ذكر اسمك حين طلب من السلطان إرسال دعاة وداعيات لتبليغ الإسلام بين رجال ونساء بلاده..
بركوزار: وبعد..
خاتون: وطلب أن تكوني على رأس النسوة الداعيات..
بركوزار: أنا.. كيف أترك زوجي.. وأنت..
خاتون: وأنا ذكرني أيضاً وطلب أن أكون من الداعيات ولكن الثناء كان كله منصباً عليك يا ابنة العم..
بركوزار: أنت صاحبة الفكرة ورائدتها وأنت أحق من كل أحد بالثناء والتقدير.. وسيكون أجرك عند الله عظيماً..
خاتون: ذلك ما أرجوه.. ذلك ما أرجوه..
بركوزار: قولي.. هل سيرسلنا السلطان للدعوة بين نساء الأتراك؟
خاتون: لا أظن..
بركوزار: إذن بم أجاب خاقان الترك على طلبه..
خاتون: قال له لدينا العديد من الداعيات للإسلام من أمثال بركوزار وترك خاتون..
بركوزار: كان بودي أن أذهب للدعوة للإسلام بين نساء الأتراك ولكن بصحبة زوجي لا على رأس فريق من الداعيات..
خاتون: وأنا مثلك يا أختاه.. المهم..
بركوزار: المهم ماذا؟
خاتون: بل والأهم..
بركوزار: هو ماذا؟
خاتون: هو أن خاقان الترك وجيشه سيشتركون مع جيش السلطان في قتال الصين..
بركوزار: يا سلام.. يا سلام.. انتصار باهر.. باهر يا خاتون.. هات ما عندك من بشائر..
خاتون: لقد أفرغت ما في جعبتي ولعلّ زوجك انوشتكين عنده من الأسرار ما لم يطلعني عليه السلطان ملكشاه..
بركوزار: لا أظن يا خاتون لا أظن.. على كل حال الحمد لله على نصره المبين..
خاتون: الحمد لله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ملك الصين يقول):
الملك: وأخيراً عدت يا سنج بدون خف وليس بخفي حنين كما يقول المثل العربي..
سنج: لقد عملت فوق طاقتي ولكن قوة الإسلام لا يمكن أن تقف في طريقها أية قوة..
الملك: ما العمل يا سنج ما العمل؟
سنج: لا أدري يا مولاي لا أدري.. ولا سيما..
الملك: ولا سيما ماذا؟
سنج: بعد أن قرر خاقان الترك الانضمام بجيشه إلى جيش ملكشاه..
الملك: إذن فسيحاربنا خاقان الترك مع ملكشاه..
سنج: أجل.. أجل..
الملك: المسألة في غاية الخطورة يا سنج..
سنج: نعم يا مولاي.. وخطرها يبلغ ذروته حين يعلم رعايا مولاي من الأتراك بقصة إسلام الخاقان..
الملك: وبقايا الأسر الصينية التي قضيت عليها..
سنج: ليل من المشاكل ليس له آخر يا مولاي..
الملك: هل علمت متى ستشرع حملة ملكشاه وخاقان الترك مسيرتها صوب بلادنا..
سنج: في الأيام القريبة القادمة..
الملك: إذن يجب أن نستعد ولكن..
سنج: ولكن ماذا؟
الملك: الوقت ضيق يا سنج واستعداداتنا لن تكون مجدية في صد هجوم ملكشاه وحليفه..
سنج: هذا ما أراه يا سيدي السلطان..
الملك: ولكن القتال أمر لا مفر منه ولو أننا ننتظر أسوأ النتائج في اللقاءات الأولى مع جيوش السلطان ملكشاه وخاقان الترك..
سنج: هل يفضل مولاي الحرب على الصلح..
الملك: الصلح خير يا سنج ولكن كيف الوصول إليه وقد أحرقنا سفن الأنصار..
سنج: هل يفوضني مولاي بأن أسعى للصلح مع المسلمين؟
الملك: أخشى أن تفشل كما فشلت في قضية الترك..
سنج: إنها محاولة للخروج من المأزق الذي نحن فيه ولكن هذا لا يمنع أن نستعد للحرب على الأقل محاولة الصلح تعطينا الفرصة للاستعداد للحرب في حال فشلها..
الملك: حسناً.. جرب حظك في هذه المرة واعلم أنها الأخيرة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نظام الملك يقول):
نظام الملك: لقد ألقى السلطان على عاتقنا تدبر أمر الدعاة والداعيات فعسى أن تساعدنا زوجتك بركوزار في تهيئة الداعيات..
انوشتكين: سأقول لها يا نظام الملك وإني لموقن أنها تعرف الكثيرات منهن ولكن..
نظام الملك: ولكن ماذا يا انوشتكين؟
انوشتكين: شرط ألا تذهب بركوزار معهن..
نظام الملك: ولم هذا الشرط؟
انوشتكين: لأني لا أستغني عنها وهي أيضاً..
نظام الملك: ولكنك متزوج عليها اثنتان..
انوشتكين: هذا صحيح ولكنها أي بركوزار هي الزوجة التي تفهمني وأفهمها..
نظام: الملك: وإذا أصر السلطان على ذهابها معهن فما رأيك؟
انوشتكين: سألتمس منه أن أكون أحد الدعاة فإني والحمد لله كما تعرف على علم بأمور الدين..
نظام الملك: ولكن السلطان لن يستغني عنك في قيادة فرسانه..
انوشتكين: وأنا لا أستغني عن زوجتي..
نظام الملك: حسناً.. حسناً.. سأرجو ترك خاتون أن تكلم السلطان في حال إصدار أمره بذهاب بركوزار مع الداعيات..
انوشتكين: لقد وجدت الحل أيها الوزير الحكيم..
نظام الملك: المهم الآن أن تقوم بركوزار بتزويدي بعدد من أسماء الداعيات في أسرع وقت ممكن فأنت تعلم أن وراءنا غزو الصين..
انوشتكين: بلى يا نظام الملك بلى.. استأذنك في الذهاب إليها..
نظام الملك: مع السلامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت تتش يقول):
تتش: من.. من.. أنت.. كيف جئت يا سنج؟
سنج: لا تسل كيف جئت بل سلني لم جئت؟
تتش: حسناً قل لي لم جئت؟
سنج: لتهنئتك بالدخول في الإسلام أنت وقومك..
تتش: شكراً.. شكراً.. هل هذا هو الهدف من زيارتك أو أنك تخفي أهدافاً أخرى..
سنج: لا يخلو الأمر من شيء كهذا..
تتش: حسناً.. قل لي ما هو هذا الشيء؟
سنج: أتوعدني بالمساعدة مسبقاً..
تتش: لا أستطيع أن أقطع بوعد مسبق قبل أن أعرف الهدف..
سنج: قبل أن أشرح الهدف الآخر من زيارتي أريد أن أسألك يا تتش..
تتش: قل يا سنج..
سنج: هل أنت متأكد من أن ملكشاه مصمم على غزو بلاد الصين..
تتش: بكل تأكيد.. بكل تأكيد..
سنج: متى سيكون ذلك..
تتش: هذا ما لا أعرفه لأنه سر من أسرار السلطان ملكشاه..
سنج: ولكني علمت أنك ستحاربنا معه..
تتش: بلى.. بلى..
سنج: إذن فأنت على علم بموعد الغزو..
تتش: وإذا كنت أعلم هل من صالحي أن أقوله لعدوي..
سنج: أأصبحت عدواً لك يا تتش..
تتش: أجل ولولا بقية من شفقة ولولا أن الرسل لا تقتل لقتلتك..
سنج: أهكذا غيرك الإسلام وبهذه السرعة..
تتش: أجل.. يا سنج.. أجل.. لقد نقلنا من حال إلى أحسن حال ليت ملكك يدخل في الإسلام كما دخلنا فيه..
سنج: سأنقل له تمنياتك هذه حين عودتي والآن..
تتش: والآن قل لي ما هو الهدف الآخر من زيارتك..
سنج: أنت تعلم يا تتش إن بلادنا واسعة الأرجاء.. فيها الجبال والوهاد والأنهار والأودية والغابات والصحارى..
تتش: أعلم ذلك..سنج: وتعلم أن من تحدثه نفسه يغزونا لن يجدنا لقمة سائغة كغيرنا من الأمم.
تتش: هذا رأي سأجيب عليه بعد أن تنتهي من كلامك..
سنج: وتعلم أيضاً أن ما لدينا من الرجال لا عد له ولا حصر وأنه ليس من السهولة لأية قوة مهما كانت أن تتغلب علينا..
تتش: ولكننا أكثر منكم عدداً ونفراً بقوة إيماننا بالله الواحد القهار هذه القوة التي تفتقدونها أنتم..
سنج: قد يكون منطقك سليماً يا تتش.. المهم..
تتش: المهم ماذا؟
سنج: لقد وعدت بالمساعدة..
تتش: لم أعد إلا بعد أن أعرف الهدف الآخر..
سنج: تساعدني لدى السلطان ملكشاه..
تتش: في أي شيء..
سنج: هل تنقل ما أقول إلى السلطان ملكشاه مع المساعدة فيه..
تتش: قبل أن أعرف الهدف لا أستطيع أن أعد بنقله..
سنج: رأيت أن أوسطك في الصلح بين السلطان ملكشاه وملك الصين.. فما رأيك..
تتش: أعدك بنقل ذلك إلى السلطان ملكشاه وسأعلمك بالنتيجة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :733  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج