شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 7 ـ
(يدخل الوفد والمنذر يقول):
المنذر: السلام عليكم..
عمير: وعليكم السلام.. يا مرحبا.. يا مرحبا.. عود حميد.. وسعي مشكور..
المنذر: الحمد لله.. وهذه رسالة من الحارث..
عمير: فضها واقرأها يا مالك..
(يفضها مالك ويقرؤها):
مالك: من الحارث بن هلال حاكم عانات إلى عمير بن سعد الأنصاري قائد المسلمين.. سلام عليكم وبعد: احطنا علماً برسالتك، ونحن معك على ما أحببت قلباً وقالباً فأرسل المدد لنقوم من جهتنا بما يجب وسيطلعك المنذر على ما لم تتسع له الرسالة والسلام أخوكم: الحارث بن هلال.
عمير: لقد كان عند حسن الظن به بورك فيه وبورك فيكم فقد أديتم المهمة على أكمل وجه.
المنذر: وقد أرسل الحارث معنا زوجته سماوة التي تراها أمامك..
عمير: (مقاطعاً) مرحباً بك يا سماوة فقد فاتني أن أرحب بك في زحمة الفرحة بالعودة الظافرة وشكراً لك يا منذر وأنت يا فتانه على ما تجشمتم من نصب وتعب وعلى ما وُفقتم إليه..
سماوة: شكراً على هذا الترحيب الودي أيها الأمير.. لقد أرسلني زوجي إليك لأجدد إسلامي على يديك بعد أن أسلمنا معاً على يدي ابنتنا مزنه..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
عمير: الحمد لله الذي هداكما للإسلام.. هنيئاً لكما..
سماوة: وفوق ذلك أيها الأمير..
عمير: وفوق ذلك ماذا؟
سماوة: ليؤكد لك الحارث صدق نواياه وإخلاصه فيما عاهد الله عليه..
عمير: بورك فيه وفيك يا سماوة نحن يا أختاه لا يخامرنا شك في صدق نوايا الحارث بعد أن شرح الله صدره للإسلام فشعار المسلم أنه إذا قال: صدق، وإذا وعد وفى….. فانزلي على الرحب والسعة فأنت بين أهلك وذويك..
المنذر: الحارث أيها الأمير يستعجلك الإمدادات قبل أن يعرف الروم بأمر إسلامه وبزيارتنا لهم..
عمير: الإمدادات جاهزة وستتحرك إليه فجر غد إن شاء الله.. هيا يا عاصم وأنت يا عبد الرحمن خذا في أسباب السفر لتكونا على رأس الإمدادات..
عبد الرحمن: أمرك يا أبي..
مالك: ولكنهما لم يأخذا بعد قسطهما من الراحة بعد رحلتهما الطويلة الشاقة..
عمير: أتظنهما يا مالك كهلين مثلي ومثلك.. إنهما ما يزالان في عنفوان شبابهما..
عبد الرحمن: نحن ذاهبان للاستعداد وللسفر..
مزنه: وأنا يا عماه هل تسمح لي بالذهاب لتهيئة ما يلزم لعبد الرحمن..
عمير: حسناً تفعلين يا بنيتي.. وستأخذين معك سماوة فهي ضيفتك أليس كذلك يا سماوة..
المنذر: إذا سمح لي الأمير ستنزل سماوة في بيتها عند أختها فتانه فنحن نعيش في مدينة قرقيساء بينما أنتم تعيشون في الخيام وفي حالة حرب ناشبة قد تضطركم إلى مغادرة أماكنكم في أي وقت..
مزنه: بيت خالتي وزوجها هو بيتي وهو أيضاً بيت من بيوتك ودار من دور ضيافتك..
عمير: بورك فيك يا بنيتي وبورك لخالتك في بعلها وأختها وفيك أيضاً..
المنذر: نستودعك الله أيها الأمير.. على أمل اللقاء..
عمير: إن شاء الله.. إن شاء الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع معها صوت عبد الرحمن يقول):
عبد الرحمن: أين فارقت المنذر يا مزنه؟
مزنه: فارقته وهو يتخذ طريقه إلى داره بقرقيساء.. ألك حاجة إليه؟
عبد الرحمن: لا.. ولكن..
مزنه: ولكن ماذا؟
عبد الرحمن: كنت أريد أن أقف منه على بعض الأمور..
مزنه: قل فربما أثرت طريقك فيها..
عبد الرحمن: إنها تتعلق ببعض مداخل الطرق والمخاضات التي مررنا بها ونحن في طريقنا إلى الحارث.. فقد رأيت كم من مرة غيرنا اتجاهنا حين أحسسنا بخطر الروم..
مزنه: المنذر خبير بتلك الطرق والمخاضات فقد اجتازها في مناسبات كبيرة ما رأيك؟
عبد الرحمن: رأي في أيّ شيء؟
مزنه: نذهب إليه في قرقيساء..
عبد الرحمن: ولكن زيارتنا ستكون مصدر إزعاج له ولا سيما وهو لما يرتح بعد من وعثاء السفر..
مزنه: إنه ما يزال قوياً.. وأنا موقنة إنه سيسر بهذه الزيارة..
عبد الرحمن: هيا بنا نمر بعاصم ونأخذه هو أيضاً معنا أليس كذلك؟
مزنه: بلى.. بلى..
عبد الرحمن: بسم الله.. توكلنا على الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مالك يقول):
مالك: بدأ هجومنا المركّز على هذا الحصن يؤتى ثماره يا عمير فعملية التطويق تسير وفق الخطة المرسومة..
عمير: وعملية تطويق الحصن التالي يقوم بها رافع الأوسي وما أراه إلا محققاً الهدف بإذن الله..
مالك: إذا سارت الأمور بهذا الشكل فإن الإمدادات التي أرسلتها لن تجد مقاومة تذكر من الروم..
عمير: المهم مشاغلة الروم يا مالك حتى تصل إمداداتنا إلى الحارث قبل أن يحس بها الروم فيزرعوا الكمائن في طريقها..
مالك: أعندك علم يا عمير؟
عمير: بأي شيء يا مالك..
مالك: المنذر..
عمير: وماذا عن المنذر؟
مالك: تطوع للذهاب مع الإمدادات كدليل لأنه يعرف طرقاً ومخاضات لا تخطر على بال الروم..
عمير: أهل مكة أدرى بشعابها..
مالك: وأهل الجزيرة أدرى بمداخلها ومخارجها..
عمير: كيف عرفت ذلك؟
مالك: من نائلة..
عمير: نائلة..
مالك: نعم نائلة.. لقد أخبرتني أن عبد الرحمن وعاصم ومزنه اجتمعوا بالمنذر في داره بقرقيساء ورسموا الخطة واتفقوا عليها وتطوع المنذر ليكون دليلهم..
عمير: كان بإمكان عبد الرحمن أن يمنعه فهو متعب وقد يتضرر من سفره هذا..
مالك: لقد أخبرتني نائلة أن عبد الرحمن وعاصم حاولا جهدهما منعه من الاشتراك معهما في الحملة بعد أن شاركهما مشكوراً في رسم الخطة ولكنه أصر وأصر.. حتى مزنه..
عمير: ومزنه ماذا عنها.. لا بد أنها كانت تتحرق شوقاً للاشتراك معهم في الحملة..
مالك: أجل.. أجل..
عمير: هل ذهبت مزنه معهم؟
مالك: هل يعقل أن يأخذها عبد الرحمن معه من دون علمك وإذنك..؟
عمير: ظننت أنها أثرت عليه فلعمري أن لهذه المرأة منطقاً بارعاً يلفك في تجاويفه فلا تشعر إلا وأنت منساق إليها تسير وفق إرادتها..
مالك: إن بعض الظن إثم يا عمير فمزنه لم تذهب فقد رأيتها مع أخوتها الممرضات يعتنين ببعض المصابين والجرحى..
عمير: إنها يا مالك أول مرة يحمل فيها عبد الرحمن مسؤولية القيادة..
مالك: وإلى مكان محفوف بالمكاره في كل حين..
عمير: كان الله في عونه هو ومن معه..
مالك: كان الله في عونهم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المنذر يقول):
المنذر: هانحن نصل مشارف بلدة عانات سالمين.. لله الحمد..
عبد الرحمن: الحمد والشكر لله ثم لك يا منذر فقد كنت لنا نعم الدليل..
المنذر: لا شكر على واجب.. والآن..
عبد الرحمن: والآن ماذا؟
المنذر: قفوا في أماكنكم ريثما أذهب واستكشف طريقنا إلى مقر الحارث فإني أرى غباراً يسد الأفق ولا أدري هل هو نذير عاصفة أو نذير حرب..
عبد الرحمن: أأرسل معك من يحرسك؟
المنذر: لا.. لست بحاجة.. حاولوا أن تكونوا في أماكن محجوبة عن الأنظار حتى آتيكم بالخبر اليقين..
عبد الرحمن: أذهب على بركة الله..
(نقلة صوتية مسبوقة نسمع بعدها صهيل الخيل ووقع حوافرها وصليل السيوف وقعقعة السلاح يعود بعدها المنذر مسرعاً وهو يلهث قائلاً):
المنذر: الروم يهاجمون بلدة عانات والحارث يدافع عنها برجاله..
عبد الرحمن: لقد جئنا في الوقت المناسب.. هيا بنا لإنقاذه..
المنذر: سيكون هجومنا من الجهة الشمالية حتى يقع الروم بيننا وبين رجال الحارث..
(ويصرخ عبد الرحمن قائلاً):
عبد الرحمن: إلى السلاح.. يا معشر المسلمين.. تقدموا.. إلى الأمام.. الله أكبر.. الله أكبر.
(أصوات تهليل وتكبير نسمع بعدها صوت الحارث يقول):
الحارث: المنذر كيف أتيت..؟
المنذر: أتيت مع الذين تسمعهم يهللون ويكبرون.. وقد هرعت إليك لأبشرك وأطمئنك..
الحارث: الحمد لله.. الحمد لله.. لقد وصلتم في الوقت المناسب بعد أن استمر القتل بين رجالي وكادت الدائرة تدور علينا..
المنذر: لا بد أن الروم قد علموا بمجيئنا وبإسلامك فهاجموك ولكن كيف علموا؟
الحارث: لا بد وأن لهم جواسيس وعيوناً في بلدة عانات..
المنذر: الخائنون موجودون في كل زمان ومكان.. ولكن على الباغي تدور الدوائر..
الحارث: على الباغي تدور الدوائر.. ها هي المعركة تنقلب في صالحنا وهاهم الروم يفرون بعد أن حصدتهم سيوف المسلمين وسيوف رجالنا..
المنذر: كنت تنتظر القتال مع الروم يا حارث وقد جاءك..
الحارث: جاءني قبل أوانه.. ولولا أن قيضكم الله لي لكنت ومن معي في عداد الهالكين فالحمد لله على نصره المبين..
المنذر: الحمد لله على نصره المبين..
الحارث: أرى الروم يفرون وفرسان المسلمين يتعقبونهم.. أراهم الآن يرفعون راية الاستسلام لقد انتصرنا والحمد لله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عمير يقول):
عمير: مزنه.. مزنه..
مزنه: نعم يا عماه؟
عمير: أين خالاتك فتانه وسماوة؟
مزنه: سماوة كما تعرف تعيش معنا منذ أيام لأنها انضمت إلى صفوف الممرضات المجاهدات وهي في المعسكر المقابل..
عمير: وفتانه؟
مزنه: إنني أنتظر وصولها بين الحين والآخر..
عمير: عسى ألا تتأخر فجيوشنا بدأت مسيرتها صوب بلدة عانات بعدما بدأت تتساقط حصون الفرات الواحد تلو الآخر..
مزنه: أرجو ألا يتأخر وصولها.. قل لي يا عماه! ما هي الأخبار عن عبد الرحمن وحملته؟
عمير: لا شيء.. غير أن انهيار المقاومة الرومية في حصون الفرات إن دل فإنما يدل على أن حملة عبد الرحمن وعاصم قد وصلت وأنها باشرت بتنفيذ مخططها..
(تدخل سماوة وهي تقول):
سماوة: السلام عليكما..
عمير: وعليك السلام يا سماوة.. أهلاً بك.. كيف وجدت عملك الجديد؟
سماوة: لقد شعرت الآن والآن فقط إنني بحق مسلمة لأني اقوم بعمل في سبيل إعلاء كلمة الله..
عمير: بورك فيك.. بورك فيك..
مزنه: خالتي سماوة.. هل أنت جاهزة للسفر معنا إلى بلدة عانات..
سماوة: بلى.. بلى.. يا بنيتي.. فإني بالإضافة إلى تشوقي للأجر الذي أرجوه من وراء جهادي هذا أريد أن أطمئن على زوجي الحارث فإني لا أدري ماذا صنع الله به مع الروم..
عمير: كوني مطمئنة يا سماوة إلى أنه بخير.. بخير.. إن شاء الله..
سماوة: إن شاء الله..
عمير: وعلى كل حال فما أرى أننا سنلقي مقاومة من الروم تعيق تقدمنا صوب بلدة عانات..
مزنه: سقوط حصون الفرات الواحد تلو الآخر يوحي بأن مقاومة الروم قد بدأت تنهار إن لم تكن قد انهارت فعلاً..
سماوة: اللَّهم أيدنا بنصرك المبين يا رب العالمين..
مزنه: خالتي أتعرفين أين تكون خالتي فتانه الآن..
سماوة: إنها في المعسكر الذي أعمل فيه وقد جاءت وهي على أتم الاستعداد لمصاحبتنا وقد أرسلتني لإبلاغك..
عمير: إذن فلنسر إلى بلدة عانات على بركة الله..
مزنه وسماوة: على بركة الله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :576  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج