شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 120 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت زيد يقول):
زيد: عدنا يا علقمة قبل أن نرى عبد الرحمن بن عوف ونطلعه على ما يعتمل في أنفسنا من شكوك ومخاوف..
علقمة: ولكننا ألم نتفق على وضع رسالة له بهذا المعنى لعلك نسيتها يا زيد...
زيد: لا يا علقمة.. لم أنسها لقد كتبتها ووقعتها باسمينا وسلمتها إلى أهله ولكن.
علقمة: ولكن ماذا يا زيد؟
زيد: المواجهة خير من المكاتبة.. وما يجري على لسان المرء أو يخامر ذهنه لا يستطيع أي يراع مهما أوتي من قوة أن يصوره..
علقمة: صحيح يا زيد ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله وعلينا أن نبتهل إلى الله العلي القدير أن يجنب المسلمين وقادتهم شرور المفسدين والآثمين..
زيد: اللهم آمين.. اللهم آمين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: وأخير فارقتنا سلمى زوج سعد.. من يدري متى نلتقي؟
هند: هل قرر أمير المؤمنين استبقاء سعد بن أبي وقاص وعنده في المدينة؟
مزنة: بلى يا هند بلى..
هند: واشماتة الحساد والمشاغبين...
مزنة: لا تظني يا هند أن أمير المؤمنين استبقى سعداً لديه لثبوت أي طعن عليه في سلوكه وادارته..
هند: إذن بم يفسر رجال السوء هذا الاستيداع..
مزنة: لقد كان فعل امير المؤمنين من قبيل الاحتياط وقطع النزاع لئلا يطول الشر ويتسع الخرق على الراقع. ولا سيما ونحن مقبلون على معركة فظيعة حشد لها الفرس جميع ما عندهم من طاقات وعتاد..
هند: صدقت.. إذن فالسمع والطاعة لقرار أمير المؤمنين ولكن..
مزنة: ولكن ماذا يا هند؟
هند: من سيكون قائد المسلمين في هذه المعركة المصيرية المقبلة؟
مزنة: لعله عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري خليفة سعد أو لعله غيره لا أدري حتى الآن..
هند: يا ليت أمير المؤمنين يولي القعقاع بن عمرو قيادة المسلمين في هذه المعركة فقد تمرس قتال الفرس وفيه من عبقرية خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة الشيباني الشيء الكثير..
مزنة: يا ليت يا هند! يا ليت.. ولكننا لا نملك سوى التمنيات...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها غمغمة وهمهمة وأصوات تعلو وتنخفض مما يدل على اجتماع هام وأخير نسمع صوت الفيرزان قائد الفرس يقول):
الفيرزان: يا قادة الفرس وأصحاب السيف والرأي فيها.. جمعتكم للتشاور فيما نحن مقبلون عليه.. إننا مقبلون على معركة فاصلة سيقرر فيها مصير فارس بلادنا وموطننا العزيز..
بهمن جاذويه: صدقت أيها القائد الفيرزان.. إنها ستكون معركة أشد هولا من جميع المعارك التي سبقتها ضراوة وبأساً..
الفيرزان: أجل أيها القائد بهمن جاذويه.. انك خير من يقدر هذه الأمور حق قدرها فأنت ابن بجدتها...
بهمن: شكرا يا قائدي على هذا الاطراء..
الفيرزان: والآن بماذا تشيرون يا زملاء السلاح؟؟
أصوات: الرأي ما تراه أيها القائد الفيرزان..
الفيرزان: الرأي مشترك أيها القائد..
بهمن: أرى أن تتمركز جيوشنا في نهاوند.. وأن نجمع ما نستطيع من الرجال والعتاد.. وأن نقوم بحملة توعية وطنية واسعة بين الدهاقين ونجند الفتيان والفتيات لهذه المعرك المصيرية..
الفيرزان: ماذا ترون؟
أصوات: رأي سديد... موافقون.. موافقون..
الفيرزان: لا شك أن رأي القائد بهمن جاذويه هو رأي القائد المحنك الذي خبر ميادين القتال ولكني أرى..
أصوات: ولكن ماذا أيها القائد الهمام؟؟
الفيرزان: أرى أن نهاجم المسلمين قبل أن يستكملوا استعدادهم لخوض هذه المعركة ولا سيما..
أصوات: ولا سيما ماذا أيها القائد..
الفيرزان: ولا سيما وهم أي المسلمين في قلق وبلبلة بعد الانقسام الذي ظهر في صفوفهم ذلك الانقسام الذي أدَّى إلى تنحية قائدهم العبقري سعد بن أبي وقاص..
بهمن جاذويه: هل تسمح لي بالكلام أيها القائد الفيرزان.
الفيرزان: تكلم وبملء الحرية أيها القائد بهمن جاذوية..
بهمن: إ الهجوم كما تعلم يتطلب تموينا منظما وتعزيزا بالرجال والعتاد متصلا وقد يستدرجنا المسلمون إلى المكان الذي يرون فيه اعطاء المعركة.. وعندها يقطعون إمداداتنا فنضطر إلى الاستسلام أو خطر الإبادة والفناء..
أصوات: رأى سليم.. رأى سليم..
بهمن: أما إذا بقينا حيث نحن في نهاوند وأحسنا تعبئتنا واستعدادنا فسنلقن جيوش المسلمين القادمة درسا لن ينسوه ولا سيما وإنهم سيكونون بعيدين عن مراكز تموينهم وفي بلاد كلها تخضع لسيطرة مليكنا يزدجرد..
أصوات: الرأي ما أرتآه بهمن جاذويه.. نؤيده ونوافق عليه..
الفيرزان: وأنا مع الأكثرية..
أصوات: بورك فيك أيها القائد الفيرزان..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع خلالها صوت حزقيال اليهودي يقول):
حزقيال: ما هي آخر جهودك يا عزرا في الأمر الذي قدمت أنا من أجله..
عزا: كل جهد أبذله يذهب سدى يا حزقيال..
حزقيال: كيف يا عزرا كيف...؟؟؟
عزرا: الرقابة شديدة وعيون المسلمين مبثوثة في كل مكان..
حزقيال: هل كنت يا عزراء وراء شخص بالذات تريد أن تجس نبضه في الموضوع إياه..
عزرا: وضعت عيني على كثيرين وكلما جئت أتحسس طريقي نحو قلب أحدهم أفاجأ بأنه عين من عيون المسلمين أو مسلم متعصب لدينه محب لخليفته..
حزقيال: هذا من حسن الحظ يا عزرا.. ربما كان أمرنا يفتضح لو كاشفت أحدهم ولم يكن موضع الثقة..
عزرا: صحيح يا حزقيال.. كنا في عداد المقتولين شر قتلة..
حزقيال: هل نيأس يا عزرا... لا... إننا في سبيل الوصول إلى أهدافنا نحذف كلمة اليأس من قاموس كلامنا..
عزرا: هذا ما يجب علينا أن نفعله تجاه قضيتنا..
حزقيال: لقد خطر ببالي شخص اعتقد انه خير من يساعدنا في مهمتنا هذه...
عزرا: من هو يا حزقيال؟؟
حزقيال: الهرمزان يا عزرا..
عزرا: الهرمزان يا حزقيال!!
حزقيال: أجل الهرمزان... وليس غير الهرمزان شخص يعتمد عليه في الوقت الحاضر...
عزرا: ولكنه أسلم وأصبح في عداد المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم..
حزقيال: أمجنون أنت يا عزرا حتى تصدق إسلام الهرمزان.. إنه أسلم لينجو برقبته من سيف جلاد الخليفة..
عزرا: إذا صدقت شكوكك في إسلام الهرمزان فاني معك في أنه المخلص الوحيد لنا من الخليفة عمر.. ولكن..
حزقيال: ولكن ماذا يا عزرا؟؟
عزرا: كيف الوصول إلى قلب الهرمزان؟
حزقيال: إنك يا عزرا تعرف الطريق إلى قلبه أكثر مني..
عزرا: سأحاول يا حزقيال.. بيد أنها مهمة صعبة محفوفة بالماخاطر أفلك شك أن الهرمزان محاط برقابة شديدة.. من محمد بن مسلمة وأعوانه..
حزقيال: إن لك من دهائك وعبقريتك يا عزرا ما يذلل الصعاب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: أخبار يا زيد أخبار.. تعال..
زيد: ها أنذا هات ما عندك من أخبار..
علقمة: لقد عيّن أمير المؤمنين قائدا للمسلمين في قتالهم المنتظر مع الفرس...
زيد: من هو يا علقمة.
علقمة: استشار أمير المؤمنين أصحابه فيمن يوليه قيادة المسلمين فقالوا له: أنت أعلم بجندك فقال: والله لأولين رجلا يكون أول الأسنة إذا لقيها غداً ولما سألوه من هو؟ أجاب: النعمان بن مقرن المزني..
زيد: لقد أحسن أمير المؤمنين الاختيار فالنعمان بن مقرن المزني صحابي جليل لقد خضت تحت لوائه معركة (رام هرمز) فكان القائد المحنك والبطل المغوار...
علقمة: صدقت يا زيد... انني لا أنسى حسن قيادته وسعة صدره وشدة بأسه يوم معركة (رام هرمز) حقا لقد وفق أمير المؤمنين في اختياره..
زيد: وعبد الله بن عبد الله بن عتبان هل سيذهب مددا للنعمان بن مقرن؟
علقمة: لا يا زيد... لقد كتب إليه أمير المؤمنين لتستنفر الناس مع النعمان...
زيد: أليس في إمدادات النعمان قواد معروفون؟
علقمة: بلى يا زيد بلى...
زيد: أتعرف أسماء بعضهم..
علقمة: أجل.. حذيفة بن اليمان، نعيم بن مقرن وسويد بن مقرن. المغيرة بن شعبة وأبو موسى الأشعري..
زيد: القعقاع بن عمرو.. أليس بين الامدادات؟
علقمة: أجل إنه قائد خيل المسلمين كما أن هنالك من الفرسان المعروفين عمرو بن معدي كرب الزبيدي وطليحة بن خويلد الاسدي
زيد: أثلجت صدري بهذه الأخبار... لقد رمى أمير المؤمنين بخيرة رجاله وقواده في هذه المعركة...
علقمة: إنها معركة سوف لا تقل ضراوة وشدة عن معركة القادسية فالفرس حشدوا لها أمهر قوادهم وأمضى سلاحهم وأمير المؤمنين حشد لها خير رجاله وعتاده..
زيد: اللهم آتنا النصر الذي وعدتنا إنك لا تخلف الميعاد...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: لقد تعرفت إلى زوج قائدنا الجديد النعمان بن مقرن المزني
هند: ما اسمها يا مزنة؟
مزنة: وطفاء وهي من نفس عشيرة النعمان أي من مزينة مضر..
هند: كيف وجدتها يا مزنة؟
مزنة: عربية أصيلة.. امرأة صالحة.. تعرف واجبها كزوجة قائد كما أنها تمرست فنون القتال فقد صحبت زوجها منذ اشتراكه في حروب الردة حتى الآن..
هند: إذن لقد عوضنا الله بها عن وحشة سلمى يا مزنة..
مزنة: بلى يا هند ولقد أخبرتني إنها علمت من زوجها أن نساء الفرس سيشتركن في معركة نهاوند المنتظرة ولعلها أول مرة يرمي فيها الفرس بنسائهم في القتال وهذا يعني أنهم يعلقون أهمية كبيرة على هذه المعركة..
هند: إني والله يا مزنة متشوقة إلى خوض هذه المعركة أكثر من أي المعارك التي سبقتها...
مزنة: لماذا يا هند؟
هند: ذلك لأني أعتقد أن في هذه المعركة سيقرر مصير فارس وملك الأكاسرة..
مزنة: صدقت يا هند...
هند: كما إنني متشوقة أيضاً للقاء النساء الفارسيات في ميدان القتال..
مزنة: وأنا أصبحت مثلك يا هند تواقة إلى هذه المعركة..
هند: لعلنا سنلقى نساء أيضاً غير فارسيات فقد استنفر الفرس الرجال والنساء من جميع سكان بلادهم..
مزنة: إنها معركة حياة أو موت بالنسبة للفرس ولنا أيضاً يا هند..
هند: فهم مصير حياة أو موت بالنسبة للفرس أما لنا فلماذا؟
مزنة: إنها بالنسبة للمسلمين معركة حياة أو موت ذلك لأن المسلمين سيخوضون أول معركة شديدة في أرض فارسية بحتة بعد ان أذن لهم أمير المؤمنين بالانسياح في بلاد فارس وان مصير هذا الانسياح ستقرره هذه المعركة..
هند: صدقت.. صدقت.. الآن أدركت ما كنت ترمين إليه بورك فيك..
مزنة: ولذلك ترين أمير المؤمنين رمى بخيرة فيالقه وقواده وعتاده في هذه المعركة...
هند: بلى يا مزنة بلى..
مزنة: وسيكون دورنا في هذه المعركة غير قليل يا هند..
هند: أجل يا مزنة أجل..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: لقد شغلنا التفكير في معركتنا المرتقبة مع الفرس في نهاوند عما سواها..
زيد: بلى يا علقمة بلى... إنها ستكون معركة فاصلة فأما أن نظفر بالفرس وندك عرش أكاسرتهم او يظفروا هم ونعود من حيث أتينا..
علقمة: أبلغ تصورك لأهمية هذه المعركة إلى هذا الحد؟
زيد: أجل يا علقمة أجل...
علقمة: إلا أنا فلا تعد وهذه المعركة أن تكون في نظري كأي معارك ضاربة خضناها من قبل وسواء كانت الغلبة لنا أو علينا فلن يؤثر ذلك على انسياحنا في بلاد فارس.. أو بالأحرى في مصير فارس..
زيد: إنني أخالفك يا علقمة في الرأي فنحن لأول مرة سنقاتل الفرس على أرض فارسية خالصة... فالمعارك التي خضناها من قبل كانت يا أخي على أراض كانت فارس مغتصبة لها.. أما اليوم فالفرس سيقاتلون دون حياض وطنهم ومالهم وعيالهم..
علقمة: إن فارس يا زيد مملكة شاخت وهرمت والشيخ الكهل لا يستطيع القتال حتى لو دخل عدوه عقر داره..
زيد: سنرى إذا حمى وطيس المعركة اينا هو المصيب...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الفيرزان قائد الفرس يقول):
الفيرزان: وصلتني أنباء بأن خليفة المسلمين قد عين النعمان بن مقرن المزني قائد الجيوش للمسلمين في معركة نهاوند المنتظرة.. ألديك معلومات عن هذا القائد يا بهمن؟؟
بهمن: أجل سيدي القائد أجل..
الفيرزان: هات يا بهمن هات..
بهمن: أعرفه جيداً لقد كان قائد جيوش المسلمين في معركة (رام هرمز) تلك المعركة التي تجلت فيها براعة هذا القائد إذ استطاع أن يوقع بالهرمزان هزيمة منكرة.. وسيدي القائد يعرف من هو الهرمزان وعبقريته كقائد مرموق بين قواد الفرس..
الفيرزان: إذن فنحن أمام قائد ومحارب من الطراز الأول..
بهمن: أجل سيدي اجل غير ان لي الأمل الكبير في أن تكون معركة نهاوند المرتقبة درسا لن ينساه قائد المسلمين النعمان بن مقرن المزني..
الفيرزان: وسيكون هذا الدرس بمساعدتكم ومؤازرتكم لي أيها القائد بهمن انت وزملاؤك القادة الآخرون..
بهمن: أرجو أن يثق سيدي القائد بأننا سنبذل ما لدينا من جهود لكسب هذه المعركة التي هي بالنسبة لنا معركة حياة أو موت..
الفيرزان: إني أحس هذا وأدركه وأقدره حق قدره وجهودكم واضحة في قتالكم المرير مع جيوش المسلمين التي حطت رحالها حوالي نهاوند..
بهمن: ان الإصابات التي أنزلناها بجيوش المسلمين سيكون لها الأثر البالغ في سير المعركة أيها القائد المبجل..
الفيرزان: أن الخطة التي رسمناها سوية كفيلة بالقضاء عاجلا أم آجلا على جيوش المسلمين وإجبارها على التراجع أو الإبادة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى وأصوات تعلو وتنخفض مما يدل على اجتماع هام وأخيراً نسمع صوت النعمان بن مقرن المزني يقول):
النعمان: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لقد جمعتكم للتشاور فيما يجب أن نفعله في هذه المعركة التي نخوض الآن غمارها فأنتم ترون أن المشركين يعتصمون بخنادقهم ومدنهم وإنهم لا يخرجون إلينا إلا إذا شاؤوا، ولا يقدر المسلمون على اخراجهم وهذا الأمر يسبب لنا كثيراً من الضيق فما الرأي الذي نستخرج المشركين إلى المناجزة وترك التطويل..
عمرو بن غنم: التحصن عليهم أشد من المطولة عليكم فدعهم وقاتل ممن أتاك..
أصوات: لا نوافق على هذا الرأي..
النعمان: إذن ما الرأي.؟
عمرو بن معدي يكرب: ناهضهم وكابدهم ولا تخفهم..
أصوات: هل نناطح الجدران يا عمرو بن معد يكرب والجدران أعوان لهم علينا..
طليحة: أرى أن نبعث خيلاً لنشبوا القتال فاذا اختلطوا بهم رجعوا إلينا استطراداً فأنا لم نستطرد لهم في طول ما قاتلناهم فاذا رأوا ذلك طمعوا وخرجوا فقاتلناهم حتى يقضي الله فيهم وفينا ما أحب..
أصوات: رأي سليم.. نوافق عليه..
النعمان: بورك فيكم وإني موافق معكم وسأقول للقعقاع بن عمرو بأن ينشب القتال صباح غد فكونوا على أتم استعداد وليبلغ كل قائد منكم فصيلة وإني مكبر ثلاثاً فإذا كبرت الأولى فليتهيأ من لم يكن تهيأ فإذا كبرت الثانية فليشد عليه سلاحه ويتأهب للنهوض فإذا كبرت الثالثة فإني حامل إن شاء الله فاحملوا معي.. اللهم أعزّ دينك وانصر عبادك واجعل النعمان أول شهيد اليوم على اعزاز دينك ونصر عبادك..
أصوات: اللهم آتنا النصر الذي وعدتنا إنك لا تخلف الميعاد..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: أرى القتال سجالا بيننا وبين المشركين في هذين اليومين وإني أخشى أن يطول أمد القتال..
هند: أظن أن ذلك هو ما يهدف إليه قائد المشركين في نهاوند..
مزنة: إني أكره المطاولة والحصار ولا أدري هل قائدنا النعمان يقبل به..
هند: أرجو ألا يقبل به فأنت ترين أن عدد جرحى المسلمين وقتلاهم في هذين اليومين كان أكثر من أي عدد في المعارك السابقة..
مزنة: صدقت يا هند فاننا في أماكن مكشوفة معرضة لسهام المشركين ومجانيقهم فلعل الله يلهم قائدنا محجة الصواب.
هند: هذا ما ندعو الله به..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت النعمان يقول):
النعمان: الله أكبر..
علقمة: تهيأ يا زيد..
النعمان: الله أكبر..
زيد: شد سلاحك يا علقمة..
النعمان: الله أكبر..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله اكبر...
(نسمع قعقعة السلاح وصليل السيوف وطراد الخيل ووقع حوافرها وضرب السيوف وسقوط قتلى وأنين جرحى ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: لقد انطلت على الفرس خديعة الاستطراد يا زيد وها هم يخرجون من خنادقهم وحصونهم ظناً منهم أننا انسحبنا نتيجة ضعفنا..
زيد: إن الجراح تتغشى بيننا من جراء هذا الانسحاب والنعمان أمر ألا نقاتل حتى يأذن لنا..
علقمة: ها هو النعمان يتهيأ... صه يا زيد واصغ إلى أمر النعمان..
النعمان: الله اكبر.. الله اكبر.. الله أكبر... إلى الجهاد في سبيل الله أيها المسلمون.. إلى القتال.. إلى إعلاء كلمة الله.
(نسمع أصوات التهليل والتكبير والكر والفر وسقوط القتلى وأنات الجرحى ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: ها هم الفرس بعد أن كانوا يطاردوننا..
زيد: الله أكبر.. الله أكبر... والحمد لله ها هم المشركون يتساقطون كأوراق الشجر في خنادقهم صرعى أو صرعى لهيب النار..
علقمة: إلى جهنم وبئس المصير..
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين... بشراكم بالفتح.. بشراكم بالنصر.. هذا أميركم النعمان بن مقرن المزني قد أقر الله عينيه بالفتح وختم له بالشهادة..
أصوات: إنا لله وإنا إليه راجعون.. يرحمه الله.. يرحمه الله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :684  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج