شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 117 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة نسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: وهذه أمنيتك تتحقق يا هند.. ادخلي هذا ايوان كسرى.. هذا الأبيض الذي كانت تتحدث عنه العرب وتروى الاساطير والاعاجيب عنه.. ادخلي لقد القاه الإسلام تحت أقدامنا فأصبح ملكاً من أملاكنا..
هند: الحمد لله على نعمة الإسلام.. الحمد لله الذي أعز العرب بالإسلام وسيظلون منتصرين بالإسلام ما استمسكوا.
مزنة: انظري ما أجمل أبهاءه.. وقاعاته الفسيحة، ونقوشه وزخارفه الرائعة..
هند: وهذه الأعمدة الضخمة.. وهذه الصور المحضورة على جدرانه وطرقاته وممراته.. إني لا أكاد أصدق أني أنا هند بنت ذلك الأعرابي الذي كان لا يجد قوت يومه أدخل إيوان كسرى دخول الفاتحين. دخول المنتصرين
مزنة: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ..
هند: ما كان يدور بخلدي أن دفاع الفرس عن عاصمتهم سيكون بهذا الضعف والوهن.. والتخاذل.
مزنة: لقد قلت لك من قبل ان معركة القادسية التهمت خيرة رجال الفرس وقوادهم وعتادهم وهكذا اصبحوا كقطعان الغنم من دون راع..
هند: صدقت.. ولكني ما زلت في خوف من تجمعات فارسية طالما (يزدجرد) ملك الفرس على قيد الحياة.
مزنة: لعل مخاوفك في محلها يا هند.. ففارس كبيرة ونحن لم نفتح منها إلا القسم العربي..
هند: ماذا تقولين يا مزنة؟
مزنة: إن البلدان التي فتحناها تقع في العراق.. والعراق أرض عربية إنك لاحظت أينما كنا نتوجه نجد كثيراً من أخواننا العرب تغلب وتنوخ وأياد وبكر..
هند: إذن فقد حررنا أراضينا من نير الفرس يا مزنة؟
مزنة: أجل يا هند أجل.. حررنا أراضينا التي اغتصبها الفرس عندما توسع ملكهم حتى بلغ مصر..
هند: الحمد لله الذي أعاد بالإسلام الحق إلى أهله وأصحابه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى... نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: أتدري يا زيد؟
زيد: وما أدري يا علقمة؟
علقمة: عين حذيفة بن اليمان واليا على المدائن.
زيد: أسعد عينه أم أمير المؤمنين؟
علقمة: بل أمير المؤمنين
زيد: نعم الرجل.. ونعم الاختيار..
علقمة: إن حذيفة من بني عبس وأمه امرأة من الأنصار من الأوس من بني عبد الاشهل.
زيد: ما كنت أعرف من قبل أن حذيفة بن اليمان من بني عبس وإنما أحسبه من بني عبد الاشهل..
علقمة: حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم قال لحذيفة إن شئت كنت من المهاجرين وإن شئت كنت من الأنصار فقال حذيفة من الأنصار.. فقال له الرسول فأنت منهم ذلك لأنه كان حليفا لبني عبد الاشهل من الأنصار فآثر أن يبقى مع حلفائه..
زيد: وماذا تكون وجهتنا بعد المدائن يا علقمة؟
علقمة: هنالك عملية تطهير واسعة لتجمعات لجيوش الفرس في جلولاء وحلوان وتكريت والموصل وذلك لاحباط مساعي (يزدجرد) لتكتيل هذه القوى في مكان واحد وتوجيهها ضدنا..
زيد: لن تستقر لنا الأمور في هذه الناحية ما دام (يزدجر) على قيد الحياة..
علقمة: صدقت يا زيد صدقت.
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أميركم سعد بن أبي وقاص يدعوكم للجهاد في سبيل الله.. هلموا أثابكم الله. سيروا على بركة الله.. الله معنا..
(نسمع موسيقى الزحف تتخللها أصوات التهليل والتكبير ووقع حوافر الخيل وقعقعة السلاح وأخيراً صوت زيد يقول):
زيد: تحققت اخبارك يا علقمة هيا بنا ننتظم في صفوف المحاربين فقد دعانا المنادي..
علقمة: حمدت الله على خروجنا من المدائن فانها مدينة وخيمة وهواؤها غير صحي البتة..
زيد: كأنك تنطق بلساني يا أخي.. لقد ظهرت في أجساد كثير منا بثرات أشبه بالدمامل يصاحبها ألم شديد وحمى..
علقمة: بل قل أشبه بالحمى التي تصيب أهل خيبر..
علقمة: بلى.. بلى.. أنها من هذا القبيل.. لعل للماء غير النقي الذي نشربه في بعض الأحابين.. أو لعلها من هذا البعوض الذي تخيم جيوشه علينا في الليل..
زيد: أظنه من هذا البعوض الخبيث يا علقمة.. هكذا سمعت أطباء الفرس المسلمين يقولون..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها أصواتاً تعلو وتنخفض مما يدل على اجتماع هام وأخيراً نسمع صوت (يزدجرد) ملك الفرس يقول):
يزدجرد: يجب أن نشاغل المسلمين والا نمكنهم من الراحة أبداً حتى لا يفكروا في الانفساح في بلاد فارس.. بل يكتفوا بما في أيديهم.. أليس كذلك ايها الهرمزان؟
الهرمزان: بلى سيدي كسرى. إن مشاغلة المسلمين تضعف من قوة اندفاعهم وتكلفهم خسائر في الأنفس والعتاد..
يزدجرد: ولكني أعجب لهؤلاء الحفاة العراة كيف أصبحوا بين عشية وضحاها لهم هذه القوة الضاربة وهذه الخبرة والقدرة على مجابهة امبراطوريتين في وقت واحد..
الهرمزان: الإيمان أيها الملك الذي ملأ قلوب المسلمين يسر لهم كل عسير وذلل لهم كل صعب وجمع كلمتهم على الجهاد في سبيله وحبب إليهم الاستشهاد دونه كما بعث فيهم الاعتزاز بالنفس والشعور بأن عليهم رسالة واجبة الأداء للعالم..
يزدجرد: أهذا ما دعاهم إليه نبيهم محمد؟
الهرمزان: أجل سيدي الملك أجل.. إن هذه التعاليم هي التي جاء بها محمد لهؤلاء العرب الذين نقول عنهم حفاة عراة.. أصبحوا بفضل هذا الدين يسيطرون على رقعة كبيرة واسعة من الامبراطوريتين الفارسية والرومية..
يزدجرد: ولكن ما العمل ايها الهرمزان.. ما العمل لوقف هذا الزحف وهذا الاندفاع الذي لا حد له..
الهرمزان: يا مولاي إني أكاد أموت كمداً وغيظاً..
يزدجرد: ممن يا هرمزان.. ولماذا؟
الهرمزان: لماذا لم يفكر حكام الامبراطوريتين الفارسية والرومية في تناسي أحقادهم وضغائنهم وما خلفته الحروب بينهما من ويلات حين بدأ المسلمون مهاجمة هاتين الامبراطوريتين؟
يزدجرد: لا أفهم ماذا تعني بكل ذلك أيها الهرمزان؟
الهرمزان: أعني يا مولاي لو تناسى حكام الامبراطوريتين ما بينهما وخلقوا نوعاً من التعاون العسكري يقف سداً منيعاً في وجه اندفاع المسلمين بل ربما حطمه وإلى الأبد..
يزدجرد: ولكن..
الهرمزان: ولكن حكام الامبراطوريتين اشتغلوا بأنفسهم وتركوا للمسلمين الحرية الكاملة فاستغلوا بمواهبهم وقدراتهم وبفضل ما غرس دينهم فيهم وهكذا ساروا من نصر إلى نصر..
يزدجرد: حتى أصبح مصير الامبراطوريتين في خطر محقق.. والآن أيها الهرمزان لا تاس على ما مضى ودعنا نفكر في البلاء النازل بنا..
الهرمزان: ليس لدينا إلا إشغال المسلمين بمعارك جانبية تستنزف جانبا من قدراتهم العسكرية وعتادهم ورجالهم ريثما أستطيع بمعونة سيدي الامبراطور وتوجيهاته السديدة من تجميع قوة كبيرة في (رام هرمز وتستر) لعلي أستطيع بها كسر حدة الزحف الإسلامي السريع..
يزدجرد: رأي سديد.. وقد وليتك أيها الهرمزان القيادة فأنت لها أنت لها..
الهرمزان: شكراً مولاي الامبراطور على هذا الثقة التي اعتز بها وافتخر..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت (مزنة) تقول):
مزنة: ما أظن إن المسلمين حصلوا على غنائم وأسلاب في حربهم مع الروم كالتي حصلوا عليها حين دخولهم المدائن.
هند: صدقت يا أختاه.. صدقت.. لقد كانت فوق ما يتصوره العقل ويدركه الخيال.. كنوز كسرى وجواهره وأموال الوزراء والمرابذة المرازية..
مزنة: أرأيت فخامة حلى النساء الفارسيات.. كنت أصاب بدوار وانا أشهد ما جمع منها.. ولقد كان نصيبي منها ما يعجز عن وصفه اللسان والبيان..
هند: وأنا يا أختاه. كان نصيبي وافراً كما أن (سلمى) زوج سعد أعطتني من حصة زوجها عقدا من اللؤلؤ المرصع بالجواهر الثمينة..
مزنة: ما أكرمها (سلمى) زوج سعد.. لقد وهبت كثيراً من نصيب زوجها لاخواتها اللواتي شاركنها شرف الجهاد في سبيل الله..
هند: نسيت (يا مزنة) أن أخبرك بما حدثتني (سلمى) عن الغنائم التي أرسلها سعد إلى أمير المؤمنين بالمدينة..
مزنة: ماذا حدثتك.. قولي..
هند: انها قصة في منتهى الطرافة..
مزنة: قولي.. لقد اهجت شوقي إلى سماعها..
هند: لعلك سمعت أنه عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفشلت قريش في اللحاق به جعلت مائة بعير مكافأة لمن يدرك النبي ويقبض عليه حياً أو ميتاً..
مزنة: أذكر أني سمعت طرفاً من ذلك اكملي..
هند: وعندما لحق سراقة بن مالك الكناني بالرسول الأعظم وساخت قدما فرسه في الأرض حين حاول الوصول إليه.
مزنة: بلى يا هند بلى..
هند: ورأى سراقة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ما أكد له صدق نبوته فآمن وأقسم ألاَّ يخبر قريشاً عن وجهة الرسول.
مزنة: هنيئا لك يا سراقة..
هند: وفي الحديث الذي جرى مع سراقة قال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى ومنطقته وتاجه..
مزنة: حديث جميل يا هند..
هند: فلما أرسل سعد الغنائم إلى المدينة ومن بينهما سواري كسرى ومنطقته وتاجه أتى عمر بن الخطاب بسراقة وألبسه إياها ثم أمره ان يقول:
مزنة: يقول ماذا؟
هند: يقول: الله أكبر.. الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز الذي كان يقول أنارب الناس وألبسهما سراقة رجلاً إعرابي من (مدلج)..
مزنة: وماذا بعد ذلك...
هند: ثم أركب سراقة وطيف به في المدينة إظهاراً لمعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم..
مزنة: صلى الله عليه وسلم.. ما أروعها قصة يا هند...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: كانت معركة (جلولاء) أشد هذه المعارك هولاً ولكن القعقاع بن عمرو استطاع بخدعته الماهرة ان يوقع المشركين في الفخ فقتل من قتل وأسر من أسر..
زيد: ولولا عبقرية القعقاع لطال حصارنا لجولاء أكثر من ثمانين يوماً..
علقمة: إن في القعقاع بن عمرو كثيراً من شمائل خالد بن الوليد وعبقرياته لولا تهوره واندفاعه الجنوني في القتال والمطاردة..
زيد: الشجعان دائما متهورين يا علقمة..
علقمة: لقد شغلنا الفرس بهذه المعارك الجانبية واغتنموا الفرصة لتجمع جديد..
زيد: أين يا علقمة أين؟
علقمة: في (رام هرمز وتستر)
زيد: ومن قائد الفرس في هذا التجمع؟
علقمة: إنه الهرمزان يا زيد.. يقول عنه إنه من أمكر قواد الفرس وأدهاهم..
زيد: أهو أدهى وأمكر من رستم.. لقد نصرنا الله عليه وسينصرنا على الهرمزان أيضاً..
علقمة: إن شاء الله.. إن شاء الله.. كيف رأيت مقامنا الجديد يا زيد؟
زيد: أتعني الكوفة يا علقمة؟
علقمة: بلى يا زيد..
زيد: إنها من فضائل حذيفة بن اليمان.. لقد كتب إلى أمير المؤمنين يقول إن العرب قد رقت بطونها وجفت أعضاءها وتغيرت ألوانها..
علقمة: صدق والله حذيفة صدق.. لقد أنهكت المدائن أبداننا بجوها الوخيم.؟.
زيد: وكان جواب أمير المؤمنين إلى سعد بن ابي وقاص: إن أرسل سلمان الفارسي وحذيفة رائدين فليرتادا منزلاً ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر..
علقمة: وهكذا اختار الكوفة وكانت نعم الاختيار..
زيد: واختار عتبة بن غزوان مكانا في الجنوب حيث اختط مدينة البصرة وبنى فيها مسجداً..
علقمة: بورك في عتبة بن غزوان المازني.. لقد كان سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أميركم النعمان بن مقرن المزني يأمركم بالزحف على (رام هرمز) هلموا إلى الجهاد أثابكم الله.. سيروا على بركة الله.. الله معنا..
(موسيقى الزحف مختلطة بقعقعة السلاح وصليل السيوف ووقع حوافر الخيل نسمع بعدها صوت زيد يقول):
زيد: أرى يا علقمة أننا مقبلون على معركة شديدة لا تقل ضراوة عن معاركنا الأولى..
علقمة: كيف تراءى لك هذا الرأي يا زيد؟
زيد: من الامدادات التي استنفرها سعد من الكوفة والبصرة..
علقمة: ألم أقل لك إن الهرمزان قائد ماكر يحسب له سعد ألف حساب..
زيد: ولكني لم أسمع باسم القعقاع بن عمرو بين القوات المستنفرة..
علقمة: إنه يخوض معارك في شمالي العراق ونحن نخوضها في جنوبه..
زيد: يا ليته معنا اني استبشر بالنصر في أية معركة هو معنا فيها كما كنت استبشر بالنصر في أي معركة كنت أخوضها مع خالد..
علقمة: وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى وأصوات تعلو وتنخفض مما يدل على اجتماع هام نسمع بعدها صوت الهرمزان يقول):
الهرمزان: مهران!‍ مهران
مهران: سيدي الهرمزان.. أنا بين يديك..
الهرمزان: ما هي آخر المعلومات لديك عن جيوش المسلمين الزاحفة على (رام هرمز)؟
مهران: علمت أن قائد المسلمين سعد بن أبي وقاص قد استنفر جيوشاً كثيفة من الكوفة والبصرة للزحف على رام هرمز.
الهرمزان: وهل وصلت كل هذه الجيوش إلى حدود رام هرمز؟
مهران: لا سيدي القائد الهرمزان..
الهرمزان: إذن ما الذي وصل منها بالقرب من (رام هرمز)؟
مهران: جيش لا بأس به بقيادة النعمان بن مقرن المزني.. أما الجيوش الباقية فلما تصل بعد..
الهرمزان: إذن فالمباغتة ضرورية يا مهران..
مهران: كيف يا سيدي القائد؟؟
الهرمزان: نهاجم جيش النعمان بن مقرن المزني فنقضى عليه قبل أن تصله الامدادات الأخرى من المسلمين..
مهران: رأي صائب سيدي القائد... إن جيشنا في وضع أحسن من جيش المسلمين..
الهرمزان: وأين ترى أن تكون المعركة يا مهران...؟
مهران: إن النعمان بن مقرن المزني ينزل بجيشه بالقرب من بلدة (أربك) وموقعها صالح للقتال..
الهرمزان: إذن هيء الجنود وأنشب القتال قبل أن تستكمل إمدادات المسلمين..
مهران: أمرك سيدي القائد..
(موسيقى حربية نسمع بعدها أصوات التهليل والتكبير والكر والفر وسقوط القتلى وأنات الجرحى وأخيراً نسمع صوت مزنة تقول):
مزنة: لقد باغتنا الهرمزان بجيوشه قبل أن تلحق بنا الإمدادات الأخرى..
هند: ألم تسمعي عن (الهرمزان) أنه قائد ماكر كالثعلب.. انه يريد ان يقضى على جيش النعمان قبل أن تأتيه الإمدادات فيقوى بها..
مزنة: إن المعركة شديدة والقتل يستمر بين الطرفين بشكل يذكرنا بأول يوم من أيام القادسية..
هند: ولكني لا أرى فيلة تظهر في المعركة..
مزنة: صحيح يا هند غير أن الجنود الذين يقاتلون تحت امرة الهرمزان جنود متمرسون في القتال كما أرى..
هند: ولكن جنود المسلمين المشتركين في المعركة أيضا من خيرة الجنود وقائدهم من أشجع قواد المسلمين.. والنصر بيد الله..
مزنة: اللهم آتنا النصر الذي وعدتنا يا رب العالمين..
(أصوات تهليل وتكبير وكر وفر وسقوط قتلى وأنين جرحى ثم صوت علقمة يقول):
علقمة: أرى كفتنا في القتال ترجح يا زيد... وها هو قلب جيش الهرمزان يتراجع ويتقهقر وفرساننا يشددون الضغط عليهم بقصد شطره وأسر المجنبتين اليمنى واليسرى.
زيد: يا ليتني أصل إلى رأس الهرمزان يا علقمة..
علقمة: إن الهرمزان ثعلب ولا شك انه الآن قد انهزم إلى مكان أمين..
زيد: وخلف جنوده يصطلون نار المعركة..
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين عدوكم ينهزم صوب (تستر).. طاردوه.. حسوه بسيوفكم واحصدوه بنبالكم.. وصلت الإمدادات وتلاحقت فابشروا بالنصر الذي وعدكم الله به..
(أصوات تهليل وتكبير. وكر وفر نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: لقد وصلت الامدادات من البصرة إلى سوق الاهواز وأخرى من الكوفة وسيكون قائدنا أبو سبرة بن أبي رهم العامري بدلاً من النعمان.
زيد: ولكن النعمان قائد محنك ماهر كما شاهدته في معركة اليوم فلماذا لا يدير هو المعركة ولا سيما وقد خبر قتال الهرمزان ومراوغاته وأساليبه..
علقمة: ولكن (أبا سبرة) عين قائداً على الجميع بأمر الخليفة عمر..
زيد: أتعرف شيئاً عن قائدنا الجديد يا علقمة؟
علقمة: بلى يا زيد بلى..
زيد: خبرني..
علقمة: هو أبو سبرة بن أبي رهم القرشي العامري أحد السابقين الأولين إلى الإسلام وهو الذي آخى النبي بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري..
زيد: الآن تذكرته يا علقمة.. تذكرته.. إنه من الذين شهدوا بدراً وأحداً... يا لذاكرتي الضعيفة يا علقمة أن أبا سبرة ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم فأمه هي برة بنت عبد المطلب..
علقمة: أعرفته الآن يا زيد؟
زيد: تمام المعرفة أف لذاكرتي كم تخونني في كثير من المواطن..
علقمة: إنه السن يا زيد لقد بلغت من الكبر عتياً..
زيد: وأنت ما شاء الله إنك ما زلت في دور الفطام اليس كذلك.
(يضحكون)
(نسمع أصوات التهليل والتكبير والكر والفر وسقوط القتلى وأنات الجرحى نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: لقد طال حصارنا لهذه المدينة وكثر القتلى بين الطرفين ولا بصيص أمل يلوح في الأفق..
زيد: لا تيأس يا أخي من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكاذبون. فلنصبر يا أخي فالنصر لمن صبر.
علقمة: لست يائساً يا زيد ولكني مللت الحصار وتألمت من كثرة الضحايا في هذه المعركة الضرورس..
زيد: اصبر يا أخي اصبر من يدري فقد يحدث ما ليس بالحسبان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :663  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج