| الحلقة ـ 96 ـ |
|
حزقيال: قالت إنها استطاعت أن تكسب ثقة أهل أبي بكر ومدهم حول أبي بكر، أن طهوها الشهي الممتاز قد غزا البطون والعقول.. |
|
مساك: ما أقدرك يا راشيل وأشجعك؟ |
|
حزقيال: وسارة أنسيت دورها يا سماك؟ |
|
سماك: لا... كنت على وشك سؤالك عنها.. |
|
حزقيال: إن سارة استطاعت هي الأخرى أن تنال خطوة كبيرة لدى نساء كبار الصحابة بما فيهن أهل أبي بكر بحذقها في الخياطة والتطريز وحسن الاختيار.. |
|
سماك: إن خطتنا تسير وفق المنهج الذي رسمته راشيل وسارة.. |
|
حزقيال: بلى... بلى.. |
| (نقلة موسيقية مسبوقة بموسيقى ثم همهمة وغمغمة وأصوات مبهمة تدل على اجتماع هام).. |
|
أرطبون: فلترحمك الآلهة يا جورجيوس.. لقد كنت بعيد النظر واسع الطلاع.. لقد تنبأ جورجيوس بكل ما تواترت به الأنباء اليوم عن موجات إسلامية تزحف على حدودنا الجنوبية. |
|
ماركوبوليس: كان جورجيوس من خيرة قواد هذه الامبراطورية، وإن وفاته في هذه الظروف السيئة التي تحيط بنا خسارة كبيرة... ولنا فيك أيها القائد العزاء والخلف الصالح للسلف الصالح.. |
|
أرطبون: شكراً... شكراً يا أرطبون.. إنني اعتز وافتخر بجورجيوس كان معلمي في مدرسة الحروب.. لقد عملت تحت قيادته سنوات غير قليلة فكسيت من معارفه وخططه الحربية الشيء الكثير.. |
|
أصوات: مرحى لقائدنا أرطبون... مرحى... مرحى... مرحى.. |
|
أرطبون: بورك فيكم.. بورك فيكم... قائد ما ركووليس. |
|
ماركوبوليس: سيدي القائد المبجل.. |
|
أرطبون: هات ما عندك من أخبار المسلمين... فقد دعوت قواد مناطقتنا الجنوبية لهذه الغاية.. |
|
ماركوبوليس: جهز خليفة المسلمين أربعة جيوش كبيرة، جيش بقيادة عمرو بن العاص ووجهته فلسطين. وثامن بقيادة يزيد بن أبي سفيان وطريقه إلى جلق.. وثالث بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، وهدفه نهر اليرموك والجيش الرابع بقيادة شرحبيل بن حسنه وهو ردء وساقة للجيوش الثلاثة.. |
|
أرطبون: ولكن جيش عمرو بن العاص كان أول جيش دخل حدودنا. |
|
ماركوبوليس: بلى أيها القائد... وكانت الخطة التي أمرتم بها هي أن نستدرج جيش عمرو بن العاص حتى يبتعد عن مراكز تموينه.. وعندها نطبق عليه فتكون نهايته.. |
|
أرطبون: إن عمرو بن العاص على ما يبدو لي قائد ماكر ومحنك.. لقد أحس بخطتنا فبعث يطلب المدد من خليفة المسلمين فأمره بالجيوش الثلاثة التي تكلمنا عنها فيما سبق.. |
|
ماركوبوليس: بلى.. أيها القائد الكبير... بلى... ولكن ما هي أوامركم الجديدة؟ |
|
أرطبون: أرى أن تستدرج بقية الجيوش بعيدا عن مواطن تموينها وعندها نفتك بكل جيش على حده.. |
|
قائد: لنفرض يا سيدي القائد أن المسلمين عرفوا بخطتنا الجديدة.. |
|
أرطبون: أنّى لهم أن يعرفوا.. |
|
قائد: من العرب رعايا الامبراطورية... إن أكثرية سكان هذه البلاد من العرب.. وهم لا شك عيون وأرصاد لاخوانهم العرب المسلمين.. ثم إن في جيش الامبراطورية عدد لا يستهان به من العرب.. |
|
أرطبون: صدقت يا قائد منطقة اليرموك.. |
|
قائد: سؤالي أيها القائد الكبير لم يجب عليه بعد.. |
|
أرطبون: حسناً أرى أن نناوش هذه الجيوش جميعها ونختار مكاناً لتجمع جيوشنا وعندها سيضطر المسلمون إلى التجمع أيضاً وهناك تكون المعركة الحاسمة.. |
|
أصوات: خطة سليمة وسديده أيها القائد المبجل.. |
|
ماركوبوليس: على اليرموك.. على اليرموك.. |
|
ماركوبوليس: ألا نحتاج إلى إمدادات كبيرة من الامبراطورية لمواجهة الجيوش الإسلامية الزاحفة؟ |
|
أرطبون: نعم... نعم.. أن جيوش الامبراطورية في طريقها إلينا وعلينا أن نعلمهم بمكان الاجتماع.. تول أنت ذلك يا ماركوبوليس. |
|
ماركوبوليس: أمرك سيدي القائد.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى ثم أصوات خافتة تدل على اجتماع سري): |
|
الحارث: لقد آذن الله بخلاصنا وتحررنا من ربقة استعباد الروم ها هي جيوش المسلمين تدخل أراضينا المحتلة من قبل الروم لتنقذنا مما نحن فيه.. |
|
سالم: إن في جيش الامبراطورية أعداد كبيرة من العرب يعتمد عليها الروم في القتال وخاصة فرقة الفرسان.. والجيوش القادمة عربية أكرمها الله بالإسلام وأعزها به.. ونحن عرب مثلهم.. فهل يمتشق عربي الحسام في وجه أخيه.. |
|
الحارث: ويحك يا سالم.. أمن المعقول أن نقاتل أناساً جاؤوا لتحريرنا فكيف وهؤلاء المحررون تربطنا بهم أواصر القربى؟ |
|
سالم: حسناً يا حارث ولكن ماذا تم في الخطة التي رسمناها في اللقاءات السابقة مع إخواننا الآخرين.. |
|
الحارث: أتذكر أن المجتمعين وكّلوا تنفيذ الخطة إلى أختك وطفاء وأختي لمياء لأن كلاً منهما زوج لقائد عربي كبير يعمل في جيش الامبراطورية.. |
|
سالم: قم بنا اليهما فالاخبار المتواترة تدل على أن الروم حشدوا أعداداً هائلة من الجند بقيادة ارطبون على نهر اليرموك وان هرقل ملك الروم قد أمرهم بجيش جرار تحت قيادة أخيه.. |
|
الحارث: إنها ستكون معركة حاسمة يقرر فيها مصير الجيوش الإسلامية.. وعلينا أن نقوم بما تمليه علينا أوامر القربى وآمالنا الكبيره في التحرر من نير الروم.. |
|
سالم: هيا بنا... هيا.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة ثم صوت سماك يقول): |
|
سماك: أخبرتني راشيل أن الجيوش الإسلامية التي أرسلها أبو بكر لقتال الروم تلاقي مقاومة عنيفة من الروم أكثر من المقاومة التي لاقتها في فارس.. |
|
حزقيال: أخبار مفرحة سارة يا سماك.. |
|
سماك: وإن الروم استنفروا قواتهم الضخمة وحشدوها على نهر اليرموك للقاء المسلمين في معركة مصيرية.. |
|
حزقيال: أرجو أن يقرر فيها مصير الإسلام مع المسلمين.. |
|
سماك: من دون شك فإن هزيمة المسلمين هناك هزيمة ساحقة ستدفع الروم إلى غزو الجزيرة وعندها نتخلص من استعباد المسلمين.. |
|
حزقيال: وهل تظن أن معاملة الروم لليهود أحسن من المسلمين... إنهم افظع يا سماك.. أفظع وأوحش.. إنهم يكرهوننا لأنهم يعتقدون أننا قتلنا المسيح وصلبناه.. والبغض النابع عن عقيدة أشد قسوة من أي بغض آخر.. |
|
سماك: إني معك كلاهما بلاء على اليهود.. ولكن دعنا من التفكير في كل ما هو وعلينا أن نحصر تفكيرنا في قضية الساعة وعندما ينتصر الروم سنرسم خططاً أخرى.. المهم الجيوش الإسلامية واقعة في مأزق وقد بعثت تطلب المدد من أبي بكر.. |
|
حزقيال: ولكن أبا بكر قد تورط حين قاتل امبراطوريتين كبيرتين في آنٍ واحد.. |
|
سماك: بلى يا حزقيال وهذا ما يعجل في زوال المسلمين.. وفي نهايتهم.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى ثم صوت الحارث يقول): |
|
الحارث: لقد حضرت مع سالم للاستعلام منكما عما تم في تنفيذ الخطة التي عهدت الجماعة إليكما بتنفيذها. |
|
وطفاء: اتسمحين لي بالكلام يا أختاه.. |
|
لمياء: تفضلي.. تفضلي.. |
|
وطفاء: قامت كل واحدة منا بدورها في تنفيذ ما أوكل إليها بوسائلها الخاصة.. |
|
سالم: وعسى أن المساعي الأولى تبشر بالنجاح. |
|
وطفاء: أبدى زوجي وزوج لمياء كامل الاستعداد لتبني الموضوع والعمل على وضعه موضع التنفيذ كل في فصيلته من الجنود والضباط. |
|
لمياء: اسمحي لي يا أختاه أن بالحماس الذي لاقته هذه الفكرة عند زوجي مع أن فصيلته فيها بعض الجنود والضباط الذين لا يؤمن شرهم، ومع ذلك عزم على تذليل كل هذه العقبات.. |
|
وطفاء: في الحقيقة هذا الحماس كان أصيلا في كلا زوجينا، وهو أمر لا يستغرب من عربي نحو أخيه العربي.. والمسلمون عرب أعزهم الله بالإسلام وأخرجهم به من دياجير الجهالة إلى النور. |
|
الحارث: بورك فيكما لقد رفعتم عن صدورنا عبئاً ثقيلاً كنا ننوء به.. |
|
سالم: يجب ألا نعتمد على جهود زوج وطفاء ولمياء بل علينا أن نجند جميع العرب في هذه المنطقة لمساعدة أخوانهم العرب المسلمين. |
|
الحارث: صحيح يا سالم: إن أية نكسة تصيب المسلمين لا قدر الله ستقضى على العرب في هذه المنطقة وفي الجزيرة أيضاً. |
|
وطفاء: نعم يا أخي. |
|
لمياء: نعم يا أخي.. والويل لنا من الروم سيفظعون بنا أشد الفظائع.. إننا لم نسلم من شرهم في حربهم مع فارس بالرغم من المساعدات التي قدمناها لهم. |
|
وطفاء: لا تنكأي جراحي يا أختاه.. فقد ذهب والدي ضحية وشاية واش أعدمه الروم فورا بدون محاكمة. |
|
لمياء: ما أقسى الروم وافطعهم متى تخلصنا يا رباه من نيرهم واستعبادهم.. |
|
الحارث: سيقرر مصيرنا في معركة اليرموك. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية وصهيل وخيل وقعقعة سلاح ووقع وخيل واقدام مشاة ثم تسكت هذه الضحية لنسمع صوت علقمة يقول): |
|
علقمة: تدور همسات وشائعات عن جيوش المسلمين أرسلت لغزو الروم. |
|
زيد: وأنا سمعت بهذه الشائعات التي تقول أن المسلمين في ضائقة وأن الروم قد جمعوا لهم أكبر قوة لديهم.. |
|
علقمة: ولكن الجيوش الإسلامية التي ذهبت لغزو الروم كبيرة وهي أكثر من جيوشنا هنا منذ فارس.. |
|
زيد: يظهر أن حشود الروم فظيعة، ولا سيما خرجوا من حربهم مع الفرس منتصرين فيهم يريدون تعزيز إنتصاراتهم السابقة بانتصار باهر على المسلمين.. |
|
علقمة: لعل لدي جابر من الأخبار ما يشفى القليل؟ |
|
زيد: انظر ها هو قادم يسعى إلينا وهو يهرول... كعادته عندما يكون موسوقا بالأخبار.. |
|
جابر: السلام عليكما.. |
|
زيد وعلقمة: وعليك السلام.. هل من جديد. |
|
جابر: لدي خبر هام... هام جداً... |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
