في (الأغاني) عن يزيد بن عياض قال: استأذنت عاتكة بنت يزيد بن معاوية عبد الملك في الحج فأذن لها وقال: ارفعي حوائجك واستظهري.. فإن عائشة بنت طلحة تحج؟ ففعلت. فجاءت بهيئة جهدت فيها.. فلما كانت بين مكة والمدينة إذا موكب قد جاء فضغطها وفرق جماعتها. فقالت: أرى هذه عائشة بنت طلحة فسألت عنها فقالوا: هذه خازنتها ثم جاء موكب آخر أعظم من ذلك. فقالوا: عائشة فضغطهم.. فسألت عنه فقالوا: هذه ماشطتها.. ثم جاءت مواكب على هذا أي على سننها... ثم أقبلت كوكبة فيها ثلثمائة راحلة عليها القباب والهوادج.. فقالت عاتكة: (ما عند الله خير وأبقى).
* * *
هذا ما بلغ إليه شرف أصحاب الجاه والثراء والسلطان في العصر الأموي. وما في القصة ما يستوقف البصر، وينير البصيرة إلا قول عاتكة (ما عند الله خير وأبقى).
وقد روى عن أنس رضي الله عنه قال: حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل رث عليه قطيعة لا تساوي أربعة دراهم، وقال: اللَّهم اجعله حجاً لا رياء فيه ولا سمعة.